ربما تكون هذه الصورة هي الأولى من نوعها في العالم، إلا أنها وبغضّ النظر عن كونها الأولى أو الأخيرة، فهي تحمل فرادة كبيرة تخطف الأنفاس بكل تأكيد، والذي يجعل أمرها مثيرًا هو أن من التقطها مجموعة من «الهواة». فصورة كوكب الأرض بجانب القمر الأخيرة هذه، لا تشبه أيًا من الصور الأخيرة التي تم التقاطها من قبل للجارين والرفيقين الفضائييْن الدائميْن.
وبحسب ما نقلته «سكاي نيوز»، عن صحيفة «ميرور» البريطانية، فقد تمكن مجموعة هواة من التقاط صورة فضائية مذهلة وخاطفة للأنفاس، مستخدمين القمر الصناعي الصيني «لونغجيانغ -2»، الذي يدور حاليًا حول القمر. وعلى الرغم من أن الإنسان قد لا يكون قادرًا على النظر مباشرة إلى الجانب البعيد من القمر، من نقاط المراقبة أو المراصد الفلكية - حتى تلك العملاقة منها - على الأرض، فإن هذه الصورة، التي تعتبر غير مألوفة على الإطلاق، قد تكون الأفضل للأرض من بين جميع الصور الملتقطة.
وتابعت الصحيفة البريطانية بأن فريق هواة اللاسلكي قاموا بتحميل الصورة باستخدام مرصد «دوينجيلو» اللاسلكي في هولندا، مستخدمين القمر الصناعي الصيني الذي التقط المشهد الجميل للكرة الأرضية. وكانت الصورة قد تم التقاطها في الثالث من شهر شباط / فبراير الحالي 2019، وهي تعتبر أحدث جهد ومحاولة بالتعاون مع جامعة «هاربين» للتقنية الصينية، والتي أطلقت قمرين صناعيين صغيرين في الربيع الماضي مع القمر الصناعي الصيني «كويكياو».
ووفقًا للـ«ميرور»، فبينما فقد أحد القمرين الصناعيين الصغيرين، واصل القمر الصناعي الصيني العمل، لكنه توقف عن ذلك بشكل مؤقت خلال فترة هبوط المسبار الصيني «تشانغ إي 4» على الجانب البعيد من القمر، قبل أن يعاد تشغيله مرة أخرى لاحقًا. وقال عالم الفلك «سيس باسا»، في موقع «بلوغ بوست» المعني بمتابعة هذا القمر الصناعي، إن أول فرصة لالتقاط صورة تجمع كلًا من الأرض والقمر معًا بالوقت نفسه، كانت في الثالث من شباط / فبراير، موضحًا أنه تم تنزيل الصورة بواسطة مرصد «دوينجيلو» الفلكي في اليوم التالي من التقاطها.
وتعتبر هذه الصورة هي أول صورة من نوعها في العالم، والتي يتم التقاطها للقمر والأرض في مشهد واحد معًا، وبهذا الشكل والزاوية المدهشة، جاءت بعد محاولات عدة استمرت على مدى شهور، ولم يتم التقاطها خلال يوم وليلة، كما يعتقد البعض. حيث كان الفريق نفسه قد نجح في السابق من التقاط صورة للأرض، لكنها كانت بعيدة جدًا وغير موفقة مثل هذه الصورة، كون الصورة الأولى أظهرت جانبًا من سطح القمر وليس القمر كله. ويشار إلى أنه تم تزويد القمر الصناعي بجهاز إرسال واستقبال لاسلكي يسمح بالتواصل مع هواة اللاسلكي على الأرض.
