ابني كتوم وهذا ما يقلقني!

2 صور

إذا كنتِ زوجةً أو ابنةً أو أختًا أو زميلة، ولكِ موقف من سلوك أقرب الرجال إليك؛ فهذه الصفحة لكِ، قولي كلمتك له؛ فالذكي من الإشارة يفهم.. وعسى أن يكون رجلك ذكيًا! 

الأم:
يتهمني بالقلق، وبأنني أضخّم الأمور! كيف لا وابني بشار لا يشاركني أفكاره وهمومه، ولا حتى بعض الأحداث البسيطة في يومه، خاصة إن قارنته مع أخيه الأصغر نوّاف، الذي يحدثني عن كل أموره! بالطبع أتفهم أن لكل منهما شخصية مختلفة عن الآخر، ولا أتوقع من بشار أن يكون كنوّاف، ولكن على الأقل لو شاركني بالقليل؛ لما وصلت إلى ما أصل إليه الآن من قلق.
كلاهما غادر المنزل للدراسة في بلد آخر، والحمد لله بفضل وسائل الاتصال الحديثة اقتربت المسافة وقلّ البعد، ولكن مع بشار حتى هذه الوسائل الحديثة لم تفِ بالغرض، ومبررات بعده وعدم تواصله المستمر كثيرة، فتارة النت لا يعمل، وتارة انشغاله مع أصدقائه، وتارة أخرى الدراسة شغلت وقته، وقد تمرّ أحيانًا ستة أيام من دون أن أسمع صوته، أو أتسلم منه رسالة قصيرة!
عندما أفضي بهمّي وقلقي لابنة خالتي وصديقتي الوحيدة والمقربة وداد، يكون رأيها بأن الابن الأكبر دائمًا يكون مختلفًا عن غيره، ويجب ألا أقارنه بأخيه. أنا لا أقارن لكنني أقلق، خاصة وهو بعيد عني، فعشرات الأفكار تأتي برأسي؛ هل هو بخير؟ هل أغراه أصدقاء السوء؟ هل وضعه المادي مستقر؟ هل وهل وهل؟! لماذا يضعني في هذه الحالة، خاصة أنني أخبرته من قبل ألا يقطع أخباره عنّا.
أشعر وكأنه كالطير الأسير في قفص، وما إن أتيحت له الفرصة ليحلّق بعيدًا؛ حلّق بدون عودة! هل كان أسيرًا في بيته؟ لا.. كان لديه رفاقه الذين يخرج معهم ويتسلى، فهو بطبعه اجتماعي جدًا. لم يبخل عليه والده بشيء، وفي نفس الوقت لم نغدقه دلالاً ونفسده، فـ«بشار» شخصية ترفض القيود والقوانين، ليس بمعنى أنه متهور أو ثائر، بل هو لا يحب التقيّد والعيش ضمن نظام، وقد فهمت هذا الأمر مؤخرًا ربما.
ما يقلقني ليس فقط ابتعاده الجغرافي، الابتعاد الوجداني هو الأهم، خاصة وهو ابني البكر، الذي أريد أن أجده وقت الحاجة، لا أن أرسل له رسائل يرد عليها ثاني يوم، ومكالمات هاتفية لا يجيبها! ربما عليَّ أن أحدد وقتًا لأكلمه عن كل هذا، وأفهمه بأن بعده المستمر يثير قلقي، الذي يلومني عليه ويصفه بأنه لا يُحتمل، فهو الذي يستطيع إزالته بسهولة إن تواصل معنا باستمرار!

أم بشار (46 عامًا – ربة منزل)
على الفيسبوك كتبت: «اللهم احفظ أبناءنا وابعد عنهم كل شرّ، قولوا آمين».
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«أم بشار» على «موقع سيدتي».


إذا كنت زوجًا أو أبًا أو أخًا أو زميلاً، وتواجه مشكلة في التعامل مع أقرب النساء في حياتك، فهذه الصفحة لك. قل كلمتك لها، فالذكية من الإشارة تفهم... ولعلها تكون ذكية!

الابن: أمي قلقها لا يُحتمل!
أمي، أطال الله بعمرها، لا تفكر إلا بالاحتمال الأسوأ، وأنا لا أدّعي هذا، بل هي في كلامها العادي عندما تتحدث وتبدي رأيها أو مقترحاتها؛ غالبًا ما تستخدم عبارة (على أسوأ تقدير)، فدائمًا ما تذكر السيناريوهات الأكثر تعقيدًا، على قناعة منها بأن الإنسان يجب أن يفكر دائمًا بالأسوأ؛ كي يسعد بالأحسن! لن أعترض على قناعاتها هذه، ولكن أخالفها إن أصبح أسلوب تفكيرها دائمًا يحمل الاحتمالات السيئة، وهذا ما يحدث في علاقتها معي.
تنسى أمي أحيانًا أنني طالب جامعي، وفي بلد غريب، وبدأت بتكوين صداقات جديدة، وأدخل في هذا المجتمع الجديد، ولا تسمح لنفسها بالتفكير العقلاني، بل القلق دائمًا هو صاحب الهيمنة عليها.
نعم أعترف بأنني أحيانًا أقصّر، ولكن ليس عمدًا، فتقصيري هذا يأتي من التأجيل لا أكثر، فإن تسلمت رسالة منها ولم أرد عليها في حينها، فغالبًا ما أنسى، لذا قررت من الآن فصاعدًا أن أجيب على رسائلها فور قراءتي لها، كي أحاول قدر الإمكان التخفيف من حدة القلق هذه التي تسوء ولا تتحسّن.
بالنسبة لي، أستطيع تحمل قلقها بحدود، لا أن يصل بها الأمر إلى أن تتهمني بمعاشرتي لأصدقاء سوء، هي تتخيلهم، وأنني أستبدل عائلتي بأصدقائي، وهذا أيضًا من وحي خيالها. ماذا ستكون ردود أفعالي وهي تزيدني ضغطًا تلو الآخر؟ تطالبني بأن أشاركها أحداثي والأجزاء البسيطة من يومي، وعندما أفعل؛ تنهال عليَّ بالانتقاد والتوجيه والنصائح. مللت من سماع نفس الكلام وتكرار نفس المواقف، لذا أتجنب الحديث والمشاركة، كوني مقتنعًا بأن كل ما أفعله لا يعجبها، فلماذا أفتح عليَّ بابًا لن يؤدي إلى شيء؟
أبسط الأمور تنتقدها والدتي، ولا تترك مساحة كي تفكر بها؛ بأنني شاب قد أسهر أحيانًا مع الرفقة، وأتأخر عن دوامي، قد أبذّر قليلًا، ولكني سأتعلم، وقد أعيش في فوضى ولا أرتب ملابسي، كل هذه أمور طبيعية وعادية، فما شأنها وشأن أصحاب السوء والخيال الواسع، والسيناريوهات التي يخطّها عقل والدتي!
أتمنى منها أن تمنحني بعض المتنفس ولا تحاصرني هكذا، وتلقي اتهاماتها، فهذا الوضع بات يشكّل توترًا بيني وبينها، وعلاقتنا أصبحت تسوء؛ بسبب قلقها الذي ليس له داع.
أتفهم جيدًا مشاعر الأمومة لديها، وأن حياتها تغيّرت بعد أن سافرت أنا وأخي نوّاف، فكلّ منا الآن لديه حياة جديدة منغمس بها، أما والدتي فهي التي تعاني من فقدانها لنا، لذا أتفهم جدًا، ولكن عليها هي أيضًا أن تستوعب قليلاً وتتروى قبل السماح لقلقها بأن يتغلّب عليها.

بشّار (19 عامًا – طالب جامعي)
أتواصل فقط على «سناب شات».
شاركوا في تقديم اقتراحاتكم لـ«بشار» على «موقع سيدتي».