هطول "ثلجٌ أسود" في روسيا.. ليس مزحة بل حقيقة كارثية

حتى السيارات تغطت بالأسود
الثلج الأسود يغطي كل شيء
الثلج الأسود
الشوارع والطرقات اكتست بالأسود
الثلج الأسود في كل مكان
هذا المشهد من المفترض أن يكون أبيضاً ولكن
مصانع التعدين والتلوث السبب الرئيسي لما حدث
7 صور

"ناصع، كبياض الثلج"، هذه هي الجملة التي يستخدمها الجميع عند وصف شيء شديد البياض، فلا يوجد ما هو أكثر بياضاً من الثلج، ولا يوجد مكانٌ في العالم يغطيه الثلج كصحراء "سيبيريا" الروسية، التي تعرف بأنها من أكثر – وربما أكثر – مناطق العالم برودة وتكسوها الثلوج بأكملها. ولكن يبدو أن هذا الأمر وهذا البياض أصبح من الماضي، بعد أن غزت المنطقة ظاهرة غريبة قلبت كل الموازين.

ما كان يُعبَر عنه في الماضي بأنه "ثلج أسود"، كناية عن استحالة الأمر، أصبح الآن واقعاً حقيقياً في مدينة "كيميروفو" في إقليم"سيبيريا" الروسي، حيث انتشرت كالنار في الهشيم، أخبار هطول "ثلوج سوداء" على المدينة، حولت بياضها المعروف إلى ظلمة حالكة، فأصبح كل شيء فيها أسوداً، من البيوت إلى السيارات والشوارع، وصولاً إلى الأشخاص المارين في طرقاتها.

هذه الظاهرة الغريبة، والتي لم يسبق حدوثها من قبل، أثارت الذعر بشكل واسع في البلاد، وأصبح القلق والتوتر رفيقين دائمين لسكان المدينة خلال الفترات الماضية، إلا أن أهل العلم من الباحثين، الذين يضربون بالأساطير عرض الحائط، قرروا أن يعرفوا السبب الحقيقي والعلمي لهذه الظاهرة العجيبة، ولماذا يهطل الثلج أسوداً على هذه المدينة الروسية.
هذا ما اكتشفه الباحثون
بعد وقت قليل من البحث في هذا الأمر، اكتشف أصحاب الإختصاص، بأن السبب  وراء هطول الثلج الأسود هو وجود عدد من محطات الفحم في منطقة "كيميروفو" الصناعية، التي تسببت بحالة كبيرة من التلوث، أدى للتغير الغريب في لون الثلوج الهاطلة على المدينة وعدد من المدن المجاورة مثل: "بروكوبيفسك" و"لينينسك كوزنيتسكي" و"كيسليوفسك".

أنصار البيئة.. يدخلون حرباً جديدة
العديد من الجمعيات المنادية بالحفاظ على البيئة، والناشطون المختصون في هذا المجال، أشعلوا حرباً من التنديد والرفض ضد المتسببين بهذه الكارثة البيئية، ووجهوا أصابع الإتهام اتجاه مسؤولي التعدين في الإقليم، بأنهم غير ملتزمين على الإطلاق بأي من المعايير البيئية خلال عملهم. حتى أشار بعض هؤلاء الناشطين، أنه لم يعد يعثرعلى أي ثلوج بيضاء خلال فصل الشتاء البارد، وأن المدن الروسية المجاورة لمصانع التعدين، تغطيها كلها الثلوج السوادء.

وأكدت العديد من وسائل الإعلام العالمية، ومن بينها "يورونيوز" الناطقة باللغة العربية، أن المدافعين عن البيئة، يشتكون من ارتفاع نسبة غبار الفحم في الهواء طوال الوقت بسبب مصانع التعدين تلك، وهو الأمر الذي كان سبباً رئيسياً بحدوث هذه الظاهرة وتساقط الثلج الأسود.



التلوث.. وحفر الفحم المفتوحة
وبحسب الموقع نفسه، فإن المنطقة الروسية المذكورة، تشهد الكثير من حفر الفحم المفتوحة في حوض "كوزنيتسكي"، الذي يعتبر مركز صناعة الفحم في روسيا ككل. وكان الناشطون قد حذروا كثيراً في أوقات سابقة، من مدى التأثير السلبي لهذه الحفر وهذه الصناعة على حياة السكان، وذلك بسبب التلوث الشديد الناتج عنها، وأكدوا أنّ التلوث أحد أسباب الارتفاع الشديد في معدلات الإصابة بالسرطان والتهاب السحايا والسل والشلل الدماغي للأطفال في تلك المناطق.

خدعة المسؤولين التي فشلت..
من الجدير بالذكر، أنه على الرغم من أن "بادين أندريه"، نائب حاكم منطقة "كوزنيتسكي"، كان قد أشار سابقاً إلى أنّ الثلج الأسود في المنطقة يمكن أن ينتج عن مصانع حرق الفحم ومركبات وأشياء أخرى. إلا أن المسؤولين هناك، حاولوا القيام بخدعة من شأنها إخفاء هذه الكارثة، وذلك من خلال تغطية الثلج الأسود عبر طلائه باللون الأبيض، إلا أن خدعتهم تم اكتشافها بسهولة، وأثارت استياءاً كبيراً عند السكان. وهو الأمر الذي أجبر حاكم المدينة على تقديم اعتذار رسمي لما حدث.