أصدرت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي كتاب "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" للكاتب ابن فضل الله العمري، من تحقيق عبدالله بن يحيى السريحي، وذلك ضمن مشروع "إصدارات" في إدارة النشر.
وصدر الكتاب في جزأين، وهو الطبعة الثانية للقسم الجغرافي من موسوعة جغرافية وتاريخية وأدبية شاملة عن العالم العربي والإسلامي، وتتكون من ثمانية وعشرين جزءاً، لشهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمري (المتوفى سنة 749ه/ 1349م).
وتأتي الطبعة الجديدة بعد مرور ما يزيد على عشر سنوات على نشر طبعته الأولى. ويقع هذا القسم الجغرافي من الموسوعة في مجلدين، أو سفرين حسب تعبير المؤلف، الأول يحمل عنوان "الأرض: هيئتها وأبرز معالمها وآثارها"، والثاني بعنوان "الأرض: وصف جرافيتها ومسالكها".
وخصّص الكاتب القسم الأول من الكتاب لذكر الأرض وما اشتملت عليه برّاً وبحراً وهو نوعان؛ النوع الأول في ذكر المسالك والنوع الثاني في ذكر الممالك. ويضم النوع الأول منه عدة أبواب، فيناقش الباب الأول مقدار الأرض وحالها وأسماءها وصفاتها، وفي أسماء التراب والغبار والرمال وصفات كل منها، وفي أحوال الأرض. بينما يتناول الباب الثاني الأقاليم السبعة وتقسيمها في عُرف الجغرافيين المتقدّمين، عارضاً أقدم خارطة جغرافية عربية للعالم وهي "الخارطة المأمونية" التي رسمها الجغرافيون العرب للخليفة المأمون، وينتقل الباب الثالث إلى البحار وما يتعلق بها، ويركز الباب الرابع على القِبْلة وكيفية الاستدلال عليها بطرق مختلفة. في حين يتناول الباب الخامس الطرق وتعاريجها.
ويشير محقّقه عبدالله بن يحيى السريحي في استعراضه لمصادر الكتاب؛ إلى أنّ المؤلف استقى مصادره من النقل عن المؤلفات المدونة، مثل كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" للشريف الإدريسي، وكتاب "المسالك والممالك" لأبي عبيد البكري وغيرهما.
ويوضح السريحي أنه خلال عمله في تحقيق الكتاب حاول تخليصه من الشوائب والأخطاء التي شابت مخطوطة الكتاب وأغلبها يرجع إلى المصادر التي نقل عنها المؤلف، فبعضها كانت جيدة، ومن ثم نسبة الأخطاء فيها محدودة، وبعضها الآخر مكتوب بلغة عامّيّة ركيكة.