سنة أولى صيام (بين الشعور بالكبر والإفطار بالخفاء)

على الأم أن تلتمس العذر لطفلها لو أفطر بالخفاء
يجب التدرج في تدريب الطفل على الصيام
سنة الصيام الأولى أشبهه بالسنة الأولى في مقاعد الدراسة
3 صور

سنة الصيام الأولى للأطفال أشبهه بالسنة الأولى في مقاعد الدراسة، إذ يعيش الأطفال الذين بدأوا أول أيام صيامهم بين صراع الصيام والشعور خلاله بالإنجاز، وبين الشعور بالتعب والرغبة في الإفطار، فنجد أن بعضهم يصوم بالعلن ويتظاهر بالصيام وتمتد يد البعض الأخر إلى تناول الطعام في الخفاء.

مرحلة إعداد الطفل للصيام
بيّن المستشار الأسري والتربوي أحمد النجّار، بأن الصيام عملية صعبة للغاية، ويجب إعداد الطفل وتهيئته نفسياً وفكرياً وتدريبه عليها، ويبدأ ذلك بمشاهدة الطفل للكبار من حوله يمتنعون عن الطعام والشراب وقت الصيام، ثم يجتمعون على طاولة الطعام ولا يأكلون حتى سماع الأذان، عندها سوف يستشعر هذا الامتناع ويتقبله ويرغب في تقليده، بعد ذلك يأتي دور التدريب على الصيام.

لماذا يلجأ الطفل للإفطار في الخفاء؟
يقول "النجار" من الطبيعي أن يفعل الطفل ذلك، وخصوصاً إذا شعر بضغط الأهل عليه بقوة وبدون حكمة لكي يصوم، حينها يلجأ لتناول الطعام في السر خوفاً من الأبوين، ولذلك لابد أن يكون الأهل أكثر مرونة وتفهماً للطفل.

كيف يجب التصرف إذا علمت الأم بأن طفلها يٌفطر في الخفاء؟
أكدّ "النجار" بأنه لابد وأن تتفهم الأم فعل الطفل وتلتمس له العذر، وتبتعد تماماً عن العقاب والتوبيخ بكافة أنواعه، وتخبره بأنها تتفهم جوعه وعطشه، وتطلب منه أن يفعل ذلك أمامها فلا حاجة للاختفاء، وتحرص على سؤاله عمّا تشتهي نفسه وتصنعه له حتى يتناوله أمامها، على أن يعود للصيام مرة أخرى بعد تناول الطعام.

ويكون التدريب تدريجياً على النحو التالي:
• الطفل ميال للتقليد، فعلى الكبار الالتزام بالصيام وآدابه أمام الأطفال، حتى أصحاب الأعذار الشرعية، ولابد من التحدث معهم حول الصيام وأهميته وفضله بأسلوب سهل ومحبب إلى نفوسهم.
• التدرج في التدريب على الصوم سويعات قليلة ثم نصف نهار ثم ثلثي النهار ثم ثلاثة أرباعه ثم نهاراً كاملاً، يلي ذلك الصيام ليوم وإفطار يوم وبعدها الصيام لعدة أيام متتالية ثم أسبوع وهكذا حتى يتم شهراً، على أن يكون تدرج الأيام والأسابيع على عدة سنوات وليس على مدى سنة واحدة.
• ترغيب الطفل وتشجيعه على الصيام من خلال الشكر والثناء، ولا بأس من مكافأة بسيطة، على الاّ تكون عادة وحق مكتسب يرتبط بالعبادة.
• إذا شعر الطفل بالجوع أو العطش خصوصاً مع نهايات النهار يمكن للوالد أن يصحب الطفل في جولة حتى يحين وقت أذان المغرب، وذلك حتى يلهيه عن التفكير بالأكل أو الشرب.
• في حال شعر الطفل بالجوع الشديد أو الظمأ وحاول الإفطار، يجب عدم منعه، فالصيام غير واجب بحقه وقد يكون منعه وإجباره مدعاةً لنفوره من الطاعة.
• الحرص على عدم لوم أو تعنيف الطفل إذا أفطر وإن كان ذلك بدون سبب مقنع، بل يجب حثه وتشجيعه على الصيام في الأيام القادمة.
• يُفضل إقامة حفلة بسيطة معها بعض الهدايا للطفل بمناسبة يوم صيامه الأول.