تُعد مرحلة المراهقة والشباب فترةً مفصليةً في بناء الشخصية وتكوين الوعي العاطفي، حيث يبدأ الشبان والفتيات في استكشاف العلاقات العاطفية وتعلّم أسس التعامل السليم مع الآخر. ومن أهم قواعد بناء علاقات صحية ومستقرة بين الطرفين هما الاحترام والتفاهم.
ولتحقيق هذا النموذج من التواصل الناجح علينا أن نحدد أولاً شكل العلاقات وكيفية عدم تجاوز الاحترام، لا سيما وأن تأثير السوشيال ميديا عبث كثيراً بهذه المفاهيم تحت شعار الحرية.
كيفية بناء علاقات قائمة على الاحترام والتفاهم
لا نولد خبراء في كيفية التواصل مع العالم، بينما هذا الأمر نكتسبه ونطوره على مدار الحياة، وفيما يلي مجموعة من القواعد الأساسية التي وضعها خبراء علم الاجتماع لتوصيف العلاقات القائمة على التفاهم والاحترام.

التواصل الفعال
العلاقة الناجحة تبدأ بتواصل جيد. يجب أن يُدرك كلٌ من الشاب والفتاة أن الحوار الصريح والاحترام المتبادل أساس لفهم الآخر وتفادي النزاعات. ووفقاً لخبراء تحدثوا إلى steps to hope ويشمل ذلك:
- الاستماع باهتمام: أن تُنصت للطرف الآخر باهتمام دون مقاطعة، وأن تُظهر اهتمامك بمشاعره وآرائه فهذا النموذج يعزز العلاقات.
- التعبير عن المشاعر بصدق: أن تتحدث بصراحة عن مشاعرك دون تهجم أو اتهام، وأن تختار الوقت والأسلوب المناسبين.
- الاحترام حتى في الاختلاف: لا يُشترط الاتفاق الدائم، ولكن يجب احترام وجهات النظر المختلفة وعدم التقليل من الآخر.
وضع الحدود الشخصية
من الضروري أن يعرف كل من الشاب والفتاة حدودهما الشخصية، سواء على مستوى القرب الجسدي أو العاطفي، وأن يتم التعبير عنها بوضوح منذ البداية. من أهم مبادئ وضع الحدود هي:
- قل لا: يجب أن يكون رفض أحد الطرفين لأي سلوك كافياً للتوقف دون نقاش، وقول لا لا يُعد إهانة لأي طرف.
- الخصوصية: احترام المساحة الشخصية وعدم التطفل على تفاصيل الحياة الخاصة للطرف الآخر.
- التمهل وعدم الاستعجال: لا يجب التسرع في التطور العاطفي أو الجسدي للعلاقة.
اقرأوا أيضاً فن التواصل: كيف تبني جسوراً قوية مع الأصدقاء؟
الاحترام المتبادل
لا يمكن أن تنجح علاقة دون احترام حقيقي بين الطرفين، وهذا السلوك يمكن اكتسابه من خلال بعض السلوكيات مثل:
- الاهتمام بمشاعر الآخر: عدم السخرية من مشاعره أو استخدام عواطفه ضده.
- التعامل بلطف ولباقة: يجل أن تتعامل مع المحيطين بكثير من اللطف سواء في الحديث والمزاح والتصرفات اليومية.
- رفض السيطرة أو التلاعب: يجب أن يكون لكل طرف حرية قراراته دون ضغط أو ابتزاز عاطفي.
الوعي بالحقوق والواجبات
الأصل في العلاقات المتوازنة هو أن يعرف كل طرف حقوقه وواجباته، لكن عادةً ما يقع الشباب في فخ التركيز على الحقوق فقط وإغفال الواجبات الاجتماعية أو العاطفية اللازمة. من المهم أن يدرك الشباب أن العلاقة ليست ملكاً لأحد، بل مسؤولية مشتركة. يجب أن تكون هناك مساواة في تقديم الاهتمام، والصدق، والدعم، وكذلك طلب متبادل بالحصول على نفس المبادئ من الطرف الثاني.
الابتعاد إن لزم الأمر
واحدة من تحديات الشباب هو الانسحاب أو إنهاء علاقات تُشير من البداية بعلامات "حمراء" أو "ريد فلاجز"، ربما الشباب يؤثر عليه العاطفة من ثم قرار الابتعاد يحمل كثيراً من الألم، لكن إذا كنتم تبحثون على علاقة قائمة على الاحترام يجب أن تعرفوا أنه ليس كل علاقة مقدّر لها أن تستمر، وقد يثبت الزمن أن الطرفين غير مناسبين لبعضهما. يجب أن يكون الانفصال قراراً ناضجاً لا يُصاحبه عنف أو إهانة أو انتقام.

توصيات لمساعدة الشباب على بناء علاقات صحية
بناء العلاقات السليمة في مرحلة الشباب يجب أن يحظى باهتمام كبير، لأن هذه المهارة تؤثر على الحياة في وقت لاحق، وفي هذا الصدد قدم خبراء تحدثوا إلى mental health center مجموعة من النصائح يجب أن تؤخذ في الاعتبار من أجل بناء علاقات صحية:
- ممارسة الاستماع بوعي واحترام.
- التعبير عن مشاعرك دون عدوانية.
- عدم التردد في رسم حدود واضحة.
- عدم استخدام المشاعر كوسيلة للتفاوض.
- مراقبة الإشارات غير اللفظية مثل نبرة الصوت أو تعبيرات الوجه
- استخدم الحوار لحل الخلافات لا الصمت أو التجاهل.