تهنئة رمضان في زمن السوشيال ميديا

خيرية حتاته
رقية فتيحي
إسماعيل طه
تهنئة رمضان في زمن السوشيال ميديا
4 صور

رسالة مقتضبة تصل على الهاتف المحمول تُهنئ بقدوم الشهر الفضيل، تجعلنا نعود بذاكرتنا إلى زمن مضى كنا نستقبل فيه رمضان والأعياد ونحن ممسكين "بدليل الهاتف" ونقوم بالاتصال على كلِ فردٍ من أفراد العائلة كلاً على حدة لتهنئتهم، وكنا نفرح لسماع أصواتهم وتبادل الزيارات معهم، حتى طغت التهنئة الإلكترونية على روحانية الشهر الفضيل وسيطرت على أثمن اللحظات العائلية ألفة وحميمية.
"سيدتي" تناقش هذه القضية من خلال التحقيق التالي:

التهنئة الرقمية
أبدت الكاتبة الصحفية خيرية حتاته، انزعاجها من ظاهرة التهنئة الرقمية التي أفقدتنا جمال الترابط والحوار الإنساني والتواصل الأسري، حتى اكتفى بها الكثيرون وأصبحت الزيارات ثقيلة عليهم خاصة الرمضانية منها، تقول: أثرت التكنولوجيا على حياتنا بصورة كبيرة وبدون وعي، حتى أصبحت كل التهاني وما يصاحبها من مشاعر تُترجم إلى كلمات تصل إلينا عبر شاشة الهاتف النقال، بعكس السابق حينما كان الأفراد يحرصون على تبادل التهاني بالزيارات".

أفضلها ولا أمانع استخدامها
وخالفها الرأي إسماعيل طه موظف اداري، يقول: "المعايدة الحقيقية لم تختف من حياتنا لكنها تطورت مع ثورة التكنولوجيا والتقدم الذي صاحبها، فأنا لا أمانع استخدام التكنولوجيا في التهنئة والمعايدة، فهي من وجه نظري وسيلة سهلة وسريعة للتواصل مع أكبر شريحة ممكنة، وإن كنت أتمنى أن تخصص التهنئة بالاسم وتضمين كلمات غير متكلفة حتى لا تأخذ طابع الجمود"، وأضاف: "لا أنكر بأن الأساليب التقليدية أكثر حميمية ولكن لا مانع من الجمع بين أصالة الماضي وتقدم الحاضر".

التعبير الصادق هو الأهم
أما فريدة زاهد ربة منزل، فترى بأن الحياة المدينة والمصالح أوجدت قائمة للتهنئة تختلف باختلاف أهمية الشخص ومكانته الاجتماعية سواء كان أحد الوالدين، الأقرباء والزملاء أو حتى المتابعين في منصات التواصل، فأسلوب المعايدة أو التهنئة يبدأ بالاتصال، الرسائل المدفوعة، مجموعات الواتس أب أو الرسائل الجماعية وأخيراً الرسائل الثابتة التي تُنشر على تويتر أو سناب شات والإنستغرام، تقول: "المهم من المعايدة سواء كانت الكترونية أو تقليدية هو التعبير الصادق وليس الوسيلة".

عادات غريبة لابد من استغلال شهر رمضان للبعد عنها
تقول المحاضرة بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية رقية فتيحي، "حلت التهنئة الإلكترونية ورسائل المناسبات الاجتماعية مكان المعايدات الحقيقية، حتى أصبحت تمثل حلولاً بديلة عن المقابلات الأسبوعية والزيارات المرتبطة بقيم وعادات الشهر الفضيل والأعياد، وصار المجتمع أشبه بمجموعات الواتس أب"، وتكمل: "لذلك لابد من استغلال قدوم شهر رمضان الكريم في البعد عن كل تلك العادات الغريبة، والمبادرة بزيارة الأهل مع الأبناء حتى ينشئون على الترابط الأسري والتراحم بين الأفراد، أما التكنلوجيا فلا مانع من استخدامها بما يفيد كعمل مجموعات بين افراد العائلة الواحد لحفظ القران الكريم أو المسابقات الثقافية وغيرها".

إحصاءات
بحسب التقرير الصادر من مركز التواصل الحكومي الوطني لعام 2018 فإن:
• السعودية هي الدولة الأولى عالمياً في معدلات ارتفاع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي سنوياً بنسبة 32%.
• تحتل المملكة المركز السابع ضمن أكثر دول العالم استخداماً لمنصات التواصل الاجتماعي.
• يستخدم أكثر من 75% من سكان المملكة هذه المنصات بنسبة 25 مليون شخص تقريباً.