قصة فرانسيس أرنولد سائقة التاكسي التي حصدت جائزة نوبل للكيمياء

قصة طموح رفعها من سائقة تاكسي إلى متوجة نوبل للكيمياء
الطموح جعلها تنال أرقى الجوائز في التاريخ
تنظر إلى الجانب الجيد من حياتها وتتجاهل الفجائع
4 صور

الوجه الخفي للأمريكية "فرانسيس أرنولد" الحائزة على جائزة نوبل للكيمياء مثير ومدهش، وعلى الرغم من معاناتها من قسوة الحياة، عرفت كيف تستفيد من جميع التجارب الصعبة وتحولها إلى نجاح عالمي باهر تستمد منه التميز، والسر في كل ذلك أنها كانت تحمل طموحاً رفيعاً يلامس السماء، جعلها تنال أرقى الجوائز العلمية العالمية في التاريخ.


من سائقة تاكسي إلى أستاذة كيمياء

تفوز بجائزة نوبل وكانت تعمل سائقة تاكسي


ولدت "فرانسيس أرنولد" المرأة العصامية كثيرة الاجتهاد في عام 1956 في ولاية بنسلفانيا، وتنوعت دراستها ما بين الأدب الروسي، وهندسة الفضاء إلى جانب الهندسة الكيميائية، لأنها على الرغم من فقرها كانت تنجذب نحو العديد من المجالات دفعة واحدة، فتعلمت لغات أجنبية عدة، ولم تتمكن أن تصبح أستاذة للهندسة الكيميائية إلا في عمر الثلاثين، ولا تخجل في اعترافها أنها بدأت مسارها المهني كسائقة تاكسي، وتقر في نفس الوقت قائلة: "حتى لو لم أخض خبراتٍ إيجابية ساهمت في كوني ما أنا عليه، إلا أنني أعتقد أن تنوع الخبرات جعلني أختلف عن أي شخص آخر..". وما لا يعلمه أحد عنها أنها انقطعت عن الدراسة في إحدى مراحل حياتها، واضطرت للعمل في عدة مجالات من أجل كسب قوتها، كونها انفصلت عن والديها في عمر 17عاماً، علماً أنها عملت نادلة في ناد ليلي قبل أن تلتحق بالجامعة. وكانت أرنولد مهوسة بالمعرفة ومتعطشة للتحصيل، لذا سافرت إلى كل من أوروبا وأميركا الجنوبية، وفوق ذلك تعلمت الغوص والعديد من المهارات الحياتية.

 

الفائزة بجائزة نوبل في الكيمياء

خامس امرأة تفوز بجائزة نوبل في فرع الكيمياء


حملت أجندة خاصة لكل ما ينبغي أن تقوم به، وكل من يتحدث معها للوهلة الأولى يدرك أنه مع شخص جد مختلف، تتمتع بثقة وفضول نادرين، على الرغم من وجود نقاط سوداء في حياتها، والعديد من الذكريات المؤلمة التي ليس من السهل أن تتجاوزها، كفاجعة فقدانها زوجها الأول بسبب ورم السرطان، وزوجها الثاني فقدته في حادث انتحار، والأمر الأشد ألماً من كل ذلك، أنها فقدت ثلاثة أبناء في حادث سير، وواجهت سرطان الثدي الذي هاجمها بعزيمة قوية، ومع ذلك تفضل النظر إلى الجانب الجيد من حياتها بامتنان، وتتجاوز كل ما خسرته بتجاهل ورضا.
وتعلق هذه العالمة على جدار منزلها، صورة لها مع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعد نيلها ميدالية التقدم التكنولوجي، وصورة أخرى بصحبة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، خلال تكريم بجائزة في قطاع الهندسة، بالإضافة إلى صورة أخرى مع أوبرا وينفري، وفي رصيدها العديد من المقابلات التلفزيونية والمحاضرات حول العالم، وتعد "أرنولد" عضوة في الأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الأميركية للعلوم والفنون، وتعتبر أستاذة جامعية مخضرمة.
فازت بجائزة نوبل بفضل نجاحها في تطوير الأبحاث عن الإنزيمات والبروتينات الكيمائية الموجهة، وعرفاناً بدورها في تطوير العقاقير الجديدة وإعادة تشكيلها.
تقاسمت "فرانسيس أرنولد" جائزة نوبل للكيمياء مع اثنين من العلماء، وتعتبر خامس امرأة في تاريخ نوبل تحصل على الجائزة في فرع الكيمياء.