مرض السكري من النوع الثاني: كل التفاصيل عنه

مرض السكري يستدعي العلاج والمتابعة لتجنّب المضاعفات
مرض السكري له أسباب مختلفة أبرزها زيادة الوزن وقلة الحركة
2 صور

مرض السكري هو زيادة دائمة في تركيز الغلوكوز في الدم (زيادة السكر في الدم). وفي حالة داء السكري من النوع الثاني، فسبب هذه الظاهرة هو اضطرب في عملية التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية. وإذا كان ظهور هذا الداء يبدأ تدريجيًّا وبدهاء، إلا أنّ له عواقب وخيمة وحتى قاتلة على المدى البعيد، إذا لم يتم تناول العالج الملائم لضبط مستويات السكر في الدم.


مرض السكري: تطور بطيء وصامت



يتطور مرض السكري من النوع الثاني بصمت خلال سنوات عدة. يبقى سكر الدم مرتفعًا إلى فترة طويلة من دون أعراض، وغالبًا ما يتم اكتشاف المرض بطريق الصدفة عند القيام بفحص الدم، أو في حال حدوث مضاعفات.
يحدث هذا الارتفاع في سكرالدم نتيجة انخفاض حساسية الخلايا – وعلى وجه التحديد خلايا الكبد – والعضلات والأنسجة الدهنية تجاه الأنسولين. وهذا الهرمون الذي يفرزه البنكرياس يلعب دورًا في تسهيل تغلغل الغلوكوز (وقودها الرئيسي) في الخلايا، وبالتالي تقليل تركيزه في الدم. وللتغلب على الطلب المتزايد على الأنسولين نتيجة هذه الحساسية، فإنّ خلايا الأنسولين في البنكرياس تُنتج المزيد إلى أن يتم استنزافها. ويصبح إنتاج الأنسولين بناءً على ذلك غير كافٍ، ويتراكم الغلوكوز في الدم بشكل لا يمكن إصلاحه.

الكشف المبكر عن مرض السكري ضروري لتجنب المضاعفات
الكشف المبكر عن مرض السكري ضروري لتجنب المضاعفات

 

 

 

 

 

 


 

 

 

مرض السكري: المضاعفات...



يؤدي مرض السكري إلى مضاعفات خطيرة على المدى البعيد، قد تحصل بعد 10 إلى 20 سنة من اختلال نسبة السكر في الدم. وفي الواقع يسّرع مرض السكري مرض تصلّب الشرايين، والذي هو أصل الإصابة باحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية، أو التهاب شرايين الأطراف السفلى. ويعمل السكري أيضًا على تغيير الأوعية الدموية الدقيقة، ويسبب كذلك اعتلال الشبكية (اعتلال الشبكية يؤدي إلى مخاطر ضعف البصر أو العمى)، وإلى الاعتلال العصبي المحيطي، واعتلال الكلية (الفشل الكلوي) وأمراض الكبد (مرض الكبد الدهني)، أو مشاكل في الشفاء، وقد يكون له علاقة إيضًا بالتنكس- أو التحلل- العصبي.

 

التمتع بوزن صحي ضروري للوقاية من مرض السكري
التمتع بوزن صحي ضروري للوقاية من مرض السكري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مرض السكري: عوامل الخطر



أثبتت الدراسات الوراثية أنه في حالات نادرة جدًّا، يكون سبب الإصابة بداء السكري من النوع الثاني طفرة جينية. ولكن من ناحية أخرى هناك من دون أدنى شك ملفات جينية (مجموعة من العوامل الوراثية) التي قد تزيد فرص الإصابة بالمرض.
غير أنّ عامل الخطر الرئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، هو نمط الحياة. فالنظام الغذائي الغني بالدهون والغني بالسكريات يصاحبه الخمول والكسل (أي غياب النشاط الجسدي) يؤدي إلى السمنة، والتي تشكل بحد ذاتها عامل خطر رئيسيًّا للإصابة بالسكري. كما لا يُستثنى من هذا المرض الأطفال بسبب استهلاكهم المفرط للصودا والمشروبات السكرية الأخرى، واختفاء الأنشطة الجسدية التي اعتاد الأطفال ممارستها مثل المشي واللعب في الخارج، وتخلوا عنها لصالح الترفيه على الشاشات. كما أنّ بعض الأدوية وخصوصًا المسكنات العصبية، قد تشارك أيضًا في التسبب بداء السكري من النوع الثاني.

كما أنّ هناك عوامل أخرى تلعب دورًا بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مثل البيئة النباتية المعوية. إذ إنّ هذه الميكروبيوتا بالإضافة إلى أنها تعكس أسلوب الحياة (التغذية والأدوية أو المخدرات وأسلوب الحياة الخامل) للشخص المعني، يمكن أن تشكل عامل خطر كذلك، وفي بعض الحالات سببًا مباشرًا للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وقد أصبح من المعروف الآن تحديد الميكروبيوتا للمريض المصاب بالسكري. وبالتالي يمكن أن تظهر نتيجة هذه المعرفة حلول علاجية تعالج الميكروبيوتا.

شاهدوا أيضاً:!رجيم البروتين .. احزري سلبياته