هل تتحكم درجات الحرارة بـ«الأحلام»؟ هذا ما أجاب عنه العـلـم

نعم الحرارة تتحكم بالأحلام
لا يسمح لنا الدماغ بالحلم حتى لا نتجمد أو نحترق
بدرجات الحرارة المتطرفة لن نتمكن من الحلم
هل تتحكم درجات الحرارة بالأحلام؟
جامعة برن السويسرية
6 صور

مرة أخرى، يأتي العلم ليجيب عن أكثر الأسئلة التي ظلت بدون إجابات منذ عقود أو قرون طويلة. يأتي مُحملاً بالتجارب والأبحاث، وبالعقول التي لا تنام قبل أن تفكر وتحلل وتجيب. وآخر هذه الأسئلة، أمر لطالما أثار الجدل في مختلف العصور والحُقب. الأحلام، أحد أكثر الأشياء تعقيداً في العقل البشري. ومن بين الأسئلة المتعلقة بها: هل تتحكم درجات الحرارة بـ«الأحلام»؟ وهذا ما أجاب عنه العلم.
ووفقاً لما نشره موقع «روسيا اليوم»، نقلاً عن مجلة «ساينس أليرت» العالمية، أن عدداً من العلماء والباحثين في جامعة «برن» السويسرية، قاموا بإجراء دراسة علمية جديدة، مكنتهم من الحصول على إجابات حول إمكانية تحكم درجات الحرارة بـ«الأحلام»، وكيف تتأثر «الأحلام» بحسب دراجات الحرارة «الساخنة والباردة» في حدودها القصوى؟ بعد إجراء عدد من الاختبارات على أدمغة الفئران المعدلة وراثياً.
واكتشف العلماء، في الجامعة السويسرية، أن أدمغة هذه القوارض تعطي الأولوية للتحكم بدرجات الحرارة على الحلم نفسه. ومن الجهة الأخرى، أنها في درجات الحرارة المعتدلة، وعندما تشعر الأجساد بالراحة التي تحتاجها؛ فإن حالة من الهدوء والراحة تعرف باسم «نوم حركة العين السريعة»، تغطي الأدمغة حينها.


الراحة أولاً.. وبعدها الأحلام

حقيقة تشكل الأحلام


ووفقاً لهذه الدراسة الجديدة، فإن الأحلام ترتبط بتنظيم درجة الحرارة، الذي يُبقي أجسادنا بالحرارة المناسبة للاستمرار في النوم. يسبب ما ينتج عن هذه العملية في درجات الحرارة المتطرفة الشديدة «باردة أو ساخنة»، مثل التعرق والارتعاش والانتفاض والاحمرار. ومع ذلك، لا يمكن لآليات الدفاع هذه الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية بمجرد بدء «نوم حركة العين السريعة»، وذلك لأن هذه المرحلة تتطلب الكثير من الطاقة.


احذروا.. الأحلام ليست بتلك السهولة

علاقة درجة الحرارة بالأحلام


وبحسب العديد من النظريات، فإن الدماغ لا يُشكل الأحلام بطريقة سهلة في درجات الحرارة القصوى السابقة؛ لأن العقل في هذه المواقف سيستعين بطاقة أكبر، ويحاول أن يعوض هذا التوتر الزائد الذي أصابه، بأن يرفض السماح للأحلام بأن تتشكل، وذلك حتى يتمكن من توفير الطاقة الكافية للبقاء على قيد الحياة.
وما يحدث في عقولنا في هذه الحالات، أن أدمغتنا تكون مجبرة على الاختيار بين أمرين لا ثالث لهما؛ وهو أن تسمح لنا بالحلم، أو ترفض ذلك؛ حتى تحمي أجسادنا من «التجمد» أو «الاحتراق»، وذلك لأن العقول البشرية لا تستطيع أن تفعل هذين الأمرين بالوقت نفسه أثناء مرحلة «نوم حركة العين السريعة».
ووفقاً لما صرّح به «ماركوس شميدت»، عالم الأعصاب في الجامعة السويسرية، والعامل في مستشفى جامعة «برن»، قال إن: «فقدان التنظيم الحراري في مرحلة ما يعرف بنوم الريم، أو نوم حركة العين السريعة، هو أحد أكثر الجوانب الخاصة بالنوم، خاصة أن لدينا آليات مضبوطة بدقة تتحكم في درجة حرارة جسمنا أثناء الاستيقاظ أو في مراحل أخرى من النوم».