وحيداً على جزيرة نائية منذ 30 عاماً.. هذه هي حكاية «ماورو موراندي»

جزيرة بيدولي الساحرة
تمكن من التأقلم مع حياة الجزيرة
يعيش وحيداً هناك منذ 30 عاماً
ماورو لا يخرج من الجزيرة إلا نادراً لرؤية ابنتيه
يقرأ قرابة الـ50 كتاباُ كل شتاء
وصل الجزيرة في العام 1989
يستمتع ماورو بالشروق والغروب يومياً
الإيطالي ماورو موراندي
سحرته الجزيرة بشكل كامل
10 صور

يبدو بأن قصة «روبنسون كروزو»، التي أبدعها الكاتب الإنجليزي «دانيال ديفو»، ما بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، ونُشرت في المرة الأولى خلال العام 1719، والتي تحولت إلى العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات، أصبحت قصة حقيقية لا تزال أحداثها تجري حتى وقتنا الحاضر. ولكن بطلها هذه المرة، هو رجل إيطالي يعيش وحيداً على جزيرة نائية منذ 30 عاماً. إنه الإيطالي «ماورو موراندي Mauro Morandi»، وهذه هي قصة «روبنسون كروزو» الألفية الثالثة الحقيقي.


بدأ الأمر قبل 30 عاماً..

jzyr_0.jpg


ووفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، نقلاً عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن الرجل الإيطالي «ماورو» الذي قارب من العمر على عقده الثامن، كان خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين الماضي، قد شعر بالتعب من حياة المدينة، وأجهدته تعقيدات المجتمعات الحضرية حتى لم يستطع احتمالها أو معايشتها. لذلك قرر أن يسكن بعيداً عن جميع الناس، وحيداً في مكان ناءٍ لا يجده أحد هناك. وبالفعل، وجد جزيرة «بيدولي» الإيطالية، وكانت هي خياره الأمثل.
قبل 30 عاماً، وعلى وجه التحديد خلال العام 1989، وبعد أن تعطل قاربه القديم خلال إبحاره ذات يوم، وصل «ماورو موراندي» عن طريق الصدفة إلى جزيرة إيطالية نائية تدعى «بيدولي»، تقع بين جزيرتي «كورسيكا» و«سردينيا» الشهيرتين والكبيرتين على السواحل الغربية لإيطاليا. ولحظة أن وطأت قدماه أرض الجزيرة، خطف سحرها قلبه وعقله تماماً، وقرر أن يعيش ويستقر فيها، وبالفعل، منذ ذلك الوقت يعيش «ماورو» هناك... وحيداً.
وحتى يتمكن «ماورو» من العيش هناك، قام بصنع بعض الألواح الشمسية حتى يحصل على الطاقة اللازمة. ومع مرور الوقت عرف كيف يؤمن طعامه وشرابه هناك. وهو يقضي وقته متأملاً في الطبيعة ودراسة فصائلها الحية من نباتات وحيوانات، أو في قراءة الكتب، إذ أنه يقرأ عدداً يتراوح ما بين الـ 40 - 50 كتاباً كل فصل شتاء.


أتعبته المدينة وهرب من الناس.. ولكن

jzyr_2.jpg


وتابعت الصحيفة البريطانية، أن «ماورو» كان قبل ذلك قد تعب تماماً من البشر ومن المجتمعات الحضرية، ولأنه يحمل في قلبه احتراماً وحباً كبيرين للطبيعة، كان قراره بالبقاء على متن الجزيرة وحيداً، قراراً سهلاً، ولا يحتاج إلى تفكير مطول. إلا أنه على الرغم من ذلك، لم ينقطع تماماً عن الحياة الحديثة، إذ أنه عاد خلال السنوات القليلة الماضية، للظهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت الـ«ديلي ميل» أن «ماورو» بدأ منذ بضعة أعوام بتصوير وتوثيق حياته على متن الجزيرة الصغيرة، ونشرها على صفحات شبكة الإنترنت. وكان في أوقات سابقة، قد أنشأ صفحات على كل من مواقع «فيسبوك، تويتر وأنستغرام»، حتى ينشر صوره ومقاطع الفيديو المصورة التي يلتقطها، والتي لاقت انتشاراً واسعاً بين رواد هذه المواقع.

 

حياة «ماورو» بين الماضي والحاضر

jzyr_3.jpg


في البداية، كان «ماورو موراندي»، لا يفضل أن يأتي السُيّاح إلى الجزيرة، كان يعتقد بأنهم لن يفهموها ولن يتمكنوا من احترام الطبيعة بالشكل المطلوب. إلا أنه خلال السنوات الماضية، تغيرت هذه القناعات لديه بعض الشيء، فأصبح يستقبل زوار «جنته» النائية ويأخذهم في جولات سياحية عبرها، ويحاول أن يطلعهم على جمالها وسحرها، حتى ازداد عدد زوار جزيرة «بيدولي» كثيراً خلال وقت قصير.


لا يخرج من «جنته» إلا لسبب واحد..

jzyr_4.png


بعد انتشار قصة «ماورو» المثيرة للاهتمام عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة، سارعت العديد منها لإجراء مقابلات معه ومعرفة تفاصيل حياته بشكل أكبر. وكان قد بيّن أنه لا يخرج من الجزيرة على الإطلاق، باستثناء مرات قليلة في العام، حتى يتمكن من رؤية ابنتيه في مدينة «مودينا». وخلال إحدى تصريحاته لوسائل الإعلام، قال: «أنا سعيد للغاية بحياتي التي أعيشها منذ 30 عاماً. الكثيرون يريدون أن يعرفوا المزيد عن هذا الرجل المجنون الذي يعيش وحيداً على جزيرة بعيدة».