يشكل عالم الحيوان عالماً مليئاً بالأسرار والخبايا والألغاز التي مازلنا لا نعرف عنها الكثير، ولعل من أكثرها غرابة، أن «القطط» تأكل صغارها مثلاً، ليس بدافع الجوع، بل لمجرد دافع الخوف على صغارها.
ومؤخراً احتفلت حديقة حيوان ألمانية بأول ولادة لأسود منذ 15 عاماً، لكن بعد ساعات قليلة تحول الاحتفال لحزن بالغ وصدمة، فقد التهمت الأم صغيريها بالكامل، في تصرف فتح باب التخمينات والتكهنات، لاسيما بسبب رد فعل الأم بعد الحادث.
وأعلنت حديقة حيوان مدينة لايبزيغ شرقي ألمانيا، أن اللبؤة «كيغالي» التهمت صغيريها بالكامل، والبالغ عمرهما بضعة أيام، وذلك وفق ما جاء عن موقع «دي دبليو».
ونقلت صحيفة دوتش فيله عن الحديقة، أن اللبؤة كانت تهتم بشكل مكثف بولديها اللذين وُلِدا يوم الجمعة الماضي، في أول تجربة أمومة لها، وذكرت أن حالة الأم وولديها الذكرين «كانت جيدة على ما يبدو».
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، الذي نشرته حديقة الحيوان عبر صفحتها على «فيس بوك»، وحاول المعلقون تخمين السبب وراء هذا التصرف، وتنوعت التخمينات بين مخاطر حبس الحيوانات في أقفاص وتأثير ذلك على تصرفاتها، في حين رجح البعض أن الحيوانات ربما كانت مريضة بمرض لم تعرف عنه سوى الأم، وأن غريزتها الطبيعية هي التي دفعتها لهذا التصرف لحماية الصغار من المعاناة مستقبلاً. لكن الخبراء في حديقة الحيوان لم يؤكدوا هذه التخمينات.
من جانبه، قال ينس هيرمر، مدير القطاع الذي يضم الأسود بالحديقة عن الحادث: «نحن مصدومون ولا يمكننا أن نفسر الواقعة؛ فكل تصرفات كيغالي كانت سليمة حتى وقوع هذه الحادثة»، وأضاف أنه ربما كان لانعدام خبرة الأم أو تطور نمو الوليدين، دور في وقوع الحادثة.
وقالت متحدثة باسم الحديقة، إن ملابسات الحادثة ستظل غير معروفة؛ نظراً لعدم إمكانية إجراء تشريح لجثتي الشبلين الصغيرين، وأضافت أن مثل هذا التصرف يتكرر عند الحيوانات المتوحشة «ولاسيما مع المواليد الأولى».
وتابعت المتحدثة، أن حالة اللبؤة جيدة وانطباعها هادئ، ومن المنتظر أن تغادر قفص الأمومة وتعود إلى القفص الذي يشاركها فيه الأسد «مايو»، وكانت الحديقة قد أعلنت عن ولادة الشبلين الصغيرين أول أمس الإثنين، ونشرت أول صورة لهما، وكان شبل ثالث قد وُلد ميتاً، وكانت هذه الولادة هي أول ولادة لأسود تشهدها حديقة الحيوان في لايبزيغ منذ 15 عاماً.