أصبحت دول عديدة حول العالم تسمى ببلد العجائز لمعاناتها من ارتفاع نسبة المتقدمين بالسن على الشباب، فبدأت تمنح عروضاً تشجيعية لتحفز الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال من أجل مستقبل أفضل للدولة وشعبها.
لكن هل يحق لمشرع أن يوبخ أستاذة جامعية علناً لأنها تمارس حقها في اختيار ما يناسبها لمجرد أنها لم تنجب طفلاً بعد؟
وانتشر هذا التوبيخ عالمياً في كبرى الصحف، وبدأ حين أبدى مُشرِّع كوري جنوبي غضبه، الإثنين 2 سبتمبر 2019، موبِّخاً أستاذة جامعية في علم الاقتصاد مرشحة لمنصب رئيس جهاز مكافحة الاحتكار في البلاد، بسبب عدم «الوفاء بواجبها تجاه الأمة» بإنجاب طفل، وفقاً لما نشرته صحيفة «ذا تلغراف» البريطانية، و«عربي بوست».
ورغم تقدم المجتمع الكوري الجنوبي اقتصادياً، فإنه لا يزال يؤمن بالسلطة الأبوية ويواجه أزمة ديموغرافية، حيث تُحجِم النساء على نحو متزايد عن إنجاب الأطفال لأسباب تتراوح بين نفقات تربية الأطفال إلى الفشل المهني.
وأنفقت الحكومة مليارات الدولارات منذ عام 2005 في محاولة لزيادة معدل المواليد -الذي يعد من أدنى المعدلات في العالم- من خلال تقديم إعانات الطفل وزيادة خدمات الرعاية النهارية، دون جدوى.
توبيخ مرشحة سياسية غير متزوجة لعدم إنجابها ونساء أخريات لأطفال
فقد أبدى جيونغ كاب يون، مُشرِّع منتخب لخمس دورات من حزب كوريا الحرية المعارض، غضبه الشديد موبِّخاً جوه سونغ ووك، وهي باحثة غير متزوجة في منتصف الخمسينيات من عمرها، لعدم إنجابها أطفالاً.
وقال جيونغ في جلسة اعتماد السيدة جوه لرئاسة لجنة التجارة العادلة، حسبما أوردت وكالة أنباء Yonhap الكورية الجنوبية: «أعلم أنك لا تزالين عزباء وأكبر مشكلة تواجه كوريا الجنوبية هي أن (النساء) لا يُنجبن».
وأضاف جيونغ: «لديكِ سيرة ذاتية رائعة، ولكن أرجو أن تفي بواجباتك تجاه الأمة». وبدت «جوه» مندهشة، لكنها لم ترد على ملاحظته.
ورغم ذلك أثار هذا الأمر غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم «هذا اعتداء جنسي صريح وانتهاك لحقوق المرأة»، وسأل آخر: «هل وُجِّه هذا السؤال إلى مرشح ذكر؟».
وقد انخفض إجمالي معدل الخصوبة في البلاد -عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة في حياتها- إلى 0.98 في عام 2018 وهو أقل بكثير من 2.1 اللازم للحفاظ على الاستقرار السكاني.