دراسة حول تأثير الرسم بالقدمين على الدماغ

الرسم بالقدمين وتأثيره على الدماغ
2 صور

أصبح من المألوف نوعاً ما انتشار مقاطع فيديو لإنجازات أشخاص عاديين أو ربما مبدعين يستخدمون أرجلهم لأداء مهام دقيقة أو لرسم لوحات فريدة، قد لا نصدق للوهلة الأولى أنها من صنعهم، إلا أن دراسة حديثة كشفت ما لا نعرفه عن أدمغة هؤلاء الأشخاص المميزين!


تفاصيل الدراسة

التأثيرات الإيجابية لاستخدام الأقدام للرسم

أظهرت دراسة أجرتها عالمة الأعصاب «تامار ماكين» في «جامعة كوليدج» بلندن، عن الرسام «توم يندل»، وهو رجل في الـ 57 من العمر، ولد من دون ذراعين، وفنان آخر، تمكنا من تغيير الطريقة التي يتم بها تنظيم المخ لديهما، وللمزيد من الدقة، استخدما في نشاطاتهما مراكز في قشرة المخ غير موجودة لدينا نحن كبشر بأطراف كاملة.
تقول «ماكين»: «عند سؤال «توم يندل» عن كيفية تعلمه للأكل، أو استخدامه لجهاز الكمبيوتر، إجراء مكالمات هاتفية، القيام بأي شيء آخر بقدميه، سيقوم بعكس السؤال، فيقول «كيف تستطيع أن تفعل هذه الأشياء بيديك»؟ ويجيب «لا تحتاج إلى أن تُظهر كيفية القيام بذلك، أنت فقط تفعل ذلك بشكل طبيعي». 
فقد ولد «يندل» بلا ذراعين، بعد أن تناولت والدته عقار«تاليدوميد» أثناء حملها والذي تبين لاحقاً أنه يسبب تشوهات خلقية. لم تكن حياته مختلفة عن حياة أقرانه ذوي القدرة الجسدية، بحسب ما ذكره على موقعه الإلكتروني، إلا أنه تعلم أداء المهام اليومية بفمه والذقن والقدمين. يبدو أن هذا، بدوره، أحدث تغييرات في دماغه ساعدت في توضيح مدى مرونة عقول الشباب.
وهذا برأي الدكتورة «ماكين»، فرصة لتغيير ذلك في الآخرين، على سبيل المثال، ربما يمكن تدريب أدمغة الأشخاص الذين ولدوا بأيديهم ولكنهم يواجهون صعوبة في السيطرة عليها، مثل المصابين بـ الشلل الدماغي، لتوفير تحكم أفضل.
 

خريطة دماغية فريدة

الخرائط الدماغية

أجرت الدكتورة ماكين وفريقها فحوصات دماغية على السيد «يندل» و «بيتر لونغستاف» الذي تأثر أيضاً بالثاليدومايد قبل الولادة، وكلاهما عضو في جمعية Mouth & Foot Painting Artists ، كما قام الباحثون أيضاً بمسح تسعة متطوعين آخرين من العمر نفسه.
حلل فريق البحث «خريطة الجسم الحسية»، وهي منطقة الدماغ التي تعالج الأحاسيس في أجزاء مختلفة من الجسم، تقع على الطبقة الخارجية المتقشرة من الدماغ، أو القشرة، وهي مسؤولة عن استقبال الإشارات من أجزاء معينة من الجسم، بما في ذلك الوجه، الجذع، الذراعين واليدين، فوجدوا أن منطقة القدم عند الأشخاص العاديين المتقدمين، منطقة صلبة، مع عدم وجود تمثيل واضح للأصابع، ولكن في أدمغة «يندل» و «لونغستاف»، كانت هناك مناطق واضحة في لإصابع القدم. وقالت «إيلا ستريم-أميت»، عالمة الأعصاب في جامعة «جورج تاون» التي لم تشارك في أبحاث الدكتورة «ماكين»: «نحن نتحدث هنا عن خريطة كاملة لا توجد عادة لدى البالغين».
 

خرائط جسدية جديدة للبالغين

الرسم بالأقدام

إن فكرة تطوير خرائط جسدية جديدة لمساعدة البالغين المصابين، مثل ضحايا السكتة الدماغية، على استعادة استخدام الأطراف أمر بعيد الاحتمال، لكن يمكن أن يكون ذلك أحد النتائج النهائية للبحث على أفراد مثل «يندل» و «لونجستاف» ومع ذلك، يتمثل أحد العوائق الرئيسة في أن مثل هذه التغييرات الجذرية في خريطة الجسم تبدو ممكنة فقط عندما تبدأ في سن مبكرة للغاية، أو حتى قبل الولادة.

وقالت «كاثرين بويتفيش»، اختصاصية الأعصاب في «جامعة إيموري»: «أنا وأنتم لا نستطيع تطوير هذه الخرائط الآن في هذا العمر، لأن القشرة لدينا هي قشرة بالغين، وليست قشرة قادرة على التطور، بينما «يندل» و «بيتر لونغستاف» استخدما أقدامهما كأيدٍ عندما كانوا صغاراً جداً، عندما كانت خرائط جسد أدمغتهم لا تزال قيد التطوير، وهذا خدمهما بشكل جيد، عندما أصبحا شابين».

تأثير استخدام الأقدام في الخرائط الدماغية