mena-gmtdmp

في اليوم العالمي للشوكولاتة.. هل سيختفي الكاكاو بحلول عام 2050!

اليوم العالمي للشوكولاته
اليوم العالمي للشوكولاته

أينما ذهبت في العالم، هناك شيء واحد مؤكد للتغلب على أي من مشاكل الحياة، ومواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها الفرد، ومعالجة التوترات والصراعات والنكسات وحتى التحولات الكبرى في الحياة. الشوكولاتة. نعم، الشوكولاتة هي الحل!
لقرون، دأبت ثقافات العالم على معالجة وإنتاج الشوكولاته بوصفها حلوى شهية، إلا أن جذورها تنبع من معتقدات ضاربة في القدم أضحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة العالم؛ حتى إنها حظيت بيوم خاص بها، والآن، في السابع من يوليو من كل عام، يتحد عشاق الشوكولاتة حول العالم للاحتفال بعجائبها في اليوم العالمي للشوكولاتة.

تكريم خاص لأعظم اختراعات البشرية في مجال الطهي

سيدة تقضم قطعة من الشوكولاتة باستمتاع حيث الشعور بالسحر الذي يتملكك مع كل قضمة تذوب في فمك وتلامس حواسك -المصدر: freepik by pressfoto


بحسب موقع worldchocolate.day، يُحتفل في اليوم العالمي للشوكولاتة بواحدة من أكثر الحلويات المحبوبة في العالم، حيث الاحتفال بمنزلة تكريم خاص لأعظم اختراعات البشرية في مجال الطهي، على أن الأمر لا يقتصر على الاستمتاع فحسب بالطعم الغني أو النكهة المميزة أو حتى الشعور بالسحر الذي يتملكك مع كل قضمة تذوب في فمك وتلامس حواسك، وتنساب لدواخلك مخلفة شذرات من السعادة التي لا تنتهي؛ فالأمر يتعدى ذلك فهناك الكثير لنتعلمه عن الشوكولاتة، من تاريخها الغني إلى فوائدها الكثيرة وأنواعها بنكهاتها التي لا تنتهي والتي تُداعب أحاسيسك، وتُطلق العنان لخيالك أينما كنت.
قد ترغبين في التعرف إلى: 10 فوائد للكاكاو على صحة الجسم لا يمكن تخطيها

تاريخ يوم الشوكولاتة العالمي

بحسب الموقع السابق، احتفل باليوم العالمي للشوكولاتة الأول في 7 من يوليو بالعام 2009، وقد أسست الجمعية الدولية للحلويات "ICA" هذا اليوم للترويج لاستهلاك الشوكولاتة عالمياً. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم احتفالاً سنوياً يُحتفل به في العديد من دول العالم، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ تحديداً تخليداً لذكرى دخول الشوكولاتة إلى أوروبا عام 1550م.

شراب الشوكولاته
شراب الشوكولاتة كان يُسمى شراب الملوك والعظماء
  • على الرغم من أن للشوكولاتة تاريخاً عريقاً ومثيراً؛ فإنها لم تكن تُعرف إلا في أمريكا الجنوبية والوسطى، فقد آمن المايا بالشوكولاتة بوصفها هدية من العظماء والملوك، وكانوا يعتقدون أن الكاكاو كان شراباً مقدساً وُهب للبشر من ثعبان ريشي معروف لدى المايا باسم كوكولكان، ولدى الأزتيك باسم كيتزالكواتل، وقد شرب الأزتيك الشوكولاتة في المناسبات الملكية، وأعطوها للجنود بوصفها مصدراً للطاقة ومكافأةً على النجاح في المعركة، واستخدموها كذلك في الطقوس الدينية.
  • لم يكن شراب الكاكاو يُشرب بوصفه كوباً من الكاكاو الساخن المُريح، بل مشروباً مُراً ومنعشاً ذا رغوة مُزبدة؛ فقد كان المزارعون يقومون بزراعة نبات الكاكاو ويطحنون بذوره ويحولونها إلى عجين، ويخلطونها بالماء، والفانيليا، والعسل، والفلفل الحار، والتوابل الأخرى لصنع شراب الشوكولاته الذي كان يُسمى شراب الملوك والعظماء، وقد اقتصر تقديمه للحكام، والمحاربين، والكهنة، والنبلاء في الاحتفالات المقدسة، ولشدة تقديرهم للشوكولاتة؛ فقد استخدموا حبوبها بوصفها عملة؛ حيثُ كان يمكن شراء المواد الغذائية ببذور الكاكاو.
  • في عام 1519، تعرف المستكشف الإسباني هيرنان كورتيس إلى مشروب الشوكولاتة "شوكولاتل" من قِبَل إمبراطور الأزتك. جلب كورتيس هذا المشروب إلى أوروبا، حيث أُضيف إليه السكر والفانيليا والقرفة لزيادة حلاوته.
  • انتقلت الشوكولاتة من إسبانيا إلى فرنسا عندما تزوجت ابنة الملك الإسباني فيليب الثالث من الملك الفرنسي لويس الثالث عشر عام 1615م، ومنها انتشرت الشوكولاتة إلى قصور أوروبا، ولتأمين احتياجاتهم من الشوكولاتة بدأ الأوروبيون بإنشاء مزارع استعمارية في المناطق الاستوائية حول العالم لزراعة الكاكاو، والسكر.
  • ظلت الشوكولاتة شراباً حصرياَ للنبلاء حتى اخترع الهولندي كونراد يوهانيس فان هوتن مكبس الكاكاو، الذي يعمل على فصل زبدة الكاكاو ومسحوق الكاكاو كلٍّ على حدة؛ ترك هذا مسحوقاً يمكن خلطه في محلول صالح للشرب أو إعادة دمجه مع زبدة الكاكاو لإنشاء الشوكولاتة الصلبة التي نعرفها اليوم؛ ما قلل من تكلفة إنتاج الشوكولاتة بحيث تصبح متاحة للجماهير.
  • في عام 1847م أنتجت الشركة البريطانية "J.S. Fry & Sons" أول قطع الشوكولاتة الصلبة المكونة من زبدة الكاكاو، والسكر، ومسحوق الكاكاو.
  • في عام 1879م اخترع رودولف لندت "Rodolphe Lindt" جهاز "القدر الصدفي" الذي يعمل على مزج الشوكولاتة ويُعطيها قوامها المخملي وطعمها اللذيذ.
  • بعد فترة وجيزة، أضاف صانع شوكولاتة سويسري يُدعى دانيال بيتر الحليب المجفف إلى الخليط، وبالتالي اخترع شوكولاتة الحليب. بحلول القرن العشرين، لم تَعُد الشوكولاتة رفاهية النخبة، ولكنها أصبحت متعة للعامة. وتطورت الشوكولاتة وأُضيفت لها المزيد من النكهات حتى وصلت لعصرنا الحديث. تطلبت تلبية الطلب الهائل المزيد من زراعة الكاكاو، الذي لا يمكن أن ينمو إلا بالقرب من خط الاستواء.

قد ترغبين في التعرف إلى المزيد من السياق ذاته فقط إذا تابعت: في اليوم العالمي للشوكولاتة.. تعرفي إلى تاريخ اكتشافها وبداياتها

هل ستختفي الشوكولاتة قريباً من العالم؟

الشوكولاتة
الشوكولاتة واحدة من أكثر الحلويات المحبوبة في العالم


تحتل نباتات الكاكاو مكانة حرجة على مستوى العالم؛ فهذه الأشجار لا تنمو إلا في شريط ضيق من أراضي الغابات المطيرة، على بُعد حوالي 20 درجة شمال وجنوب خط الاستواء، حيث تبقى درجات الحرارة والأمطار والرطوبة ثابتة نسبياً على مدار العام. يأتي أكثر من نصف إنتاج الشوكولاتة في العالم الآن من دولتين فقط في غرب إفريقيا -كوت ديفوار وغانا، وفي ظل التحديات المناخية الصعبة التي يرزح تحت وطأتها العالم يتوقع كثير من العلماء أن يختفي نبات الكاكاو أو يصبح نباتاً شحيحاً فيصبح سلعة أغلى ثمناً وأكثر ندرة، بحلول عام 2050 بسبب ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الطقس، وضعف دخل المزارعين، والأمراض التي تصيب أشجار الكاكاو، ومع ذلك، تُبذل جهود لمعالجة هذه القضايا وضمان استدامة إنتاج الشوكولاتة على المدى الطويل.
وللمزيد عن اليوم العالمي للشوكولاتة: تعرفي لأنواعها ومشاهير يعشقونها

هل يمكن إنقاذ الشوكولاتة؟

يخبرنا الموقع الرسمي للفاو "منظمة الأغذية والزراعة العالمية" fao.org، بعدد من الطرق لضمان عدم اختفاء محصول الكاكاو من خلال التركيز على الحلول طويلة الأمد وهي كالآتي:

  • معالجة قضايا مثل سبل عيش المزارعين ودعم صغار المزارعين.
  • إيجاد حلول لقضية تغير المناخ عبر تشجيع الدول لإيجاد حلول لتقليل التلوث بكل أشكاله.
  • دعم أبحاث علوم أمراض النبات أمر حيوي لضمان إمدادات مستقرة من الكاكاو.
  • تطوير أصناف كاكاو مقاومة لتغير المناخ، فبحسب موقع weforum.org، يحاول العلماء استخدام تقنية جديدة تُسمى كريسبر لتعديل جينات نبات الكاكو لإنتاج محاصيل قادرة على الصمود في وجه التحديات البيئية والمناخية الملحة، ويتوقع العلماء أنه إذا سارت الأمور على ما يُرام؛ فستتمكن هذه الشتلات الصغيرة قريباً من البقاء والازدهار في ظل المناخ الجاف والدافئ الذي يُثير قلق المزارعين حول العالم.

ما هي تقنية كريسبر؟

تقنية زراعية جديدة تتيح إجراء تعديلات دقيقة على الحمض النووي للنبات لم تكن ممكنة من قبل. تُستخدم هذه التعديلات بالفعل لجعل المحاصيل أقل تكلفة وأكثر موثوقية. ولكن قد يكون استخدامها الأهم في العالم النامي، حيث تتعرض العديد من النباتات التي يعتمد عليها الناس لتجنب المجاعة لخطر آثار تغير المناخ، بما في ذلك تزايد الآفات ونقص المياه.
قد ترغبين في التعرف إلى لمحة عن متاحف الشوكولاتة المنتشرة في دول العالم المختلفة