انتحار الفتاة المراهقة صرخة ألم لايسمعها أحد

"الخجل المرضي الشديد" ضمن القائمة السوداء التي قد تدفع الفتاة المراهقة إلى الانتحار
هناك أمراً أكبر مني يزعجني، ولكن لا أعلم ما هو
إن الصرخات التي تدل على الرغبة في الانتحار هي انعكاس لحالات نفسية مؤلمة جداً في أعماق الفتاة
5 صور

كثيرات هن الفتيات المراهقات اللواتي لديهن نزعة أو ميل للانتحار لأسباب نفسية كثيرة، ولكن لا أحد يهتم ويظن الأهل، وبخاصة من لديهم حدود ثقافية ضيقة، بأن ابنتهم لن تقتل نفسها لأي سبب من الأسباب. 

نصحت دراسة برازيلية لمركز /جابوري/ المتخصص بالدراسات النفسية والإنسانية في مدينة ساو باولو؛ أنه عندما تجد أم أو أب ابنتهما المراهقة تعاني من متاعب نفسية فهما يعتقدان أن ذلك ليس دليلاً على أنها سترتكب الانتحار إلا أن الفاجعة تقع وبعدها يصدق الأهل أن الابنة كانت تطلق صرخات الألم دون أن يسمعها أحد. 

إن الصرخات التي تدل على الرغبة في الانتحار هي انعكاس لحالات نفسية مؤلمة جداً في أعماق الفتاة. فهي إما عاجزة عن التعبير عنها، أو رافضة للتعبير عنها من قبيل عدم الرغبة في دب القلق في نفوس الأبوين اللذين تحبهما حباً شديداً. 

 

صرخات مصدرها حالات نفسية شديدة:

استناداً إلى حقائق في علم النفس الإنسانية: أن الأمر يشبه إلى حد كبير الكابوس الذي نحلم به، ونحاول الصراخ أثناء النوم، إلا أن الصوت لا يخرج. هذا بالضبط ما يحدث في الصرخات التي مصدرها حالات نفسية. ويخرج الصوت عندما تنادي الفتاة أمها أو أباها أو أخاها. وتكون مستمرة؛ لأنه ليست هناك صحوة من نوم عميق كحلم الكابوس، بل إن الصرخة هي حقيقية ينبغي أن يفهمها الأهل عن طريق العلامات التي تصدر ممن يصرخ ألماً من حالة نفسية أو أكثر.

 

حالات نفسية قد تسبب انتحار الفتاة المراهقة

يركز العلماء على خمس حالات وصفوها كالأعراض الصامتة للسرطان الذي يهجم بشكل مفاجئ، ويكون قاتلاً إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته من البداية. فما هي هذه الحالات النفسية أو الصرخات الخمسة، كما وصفتها الدراسة؟

 

الصرخة الأولى:

أنا مصابة بالاكتئاب، ولم أعد أتحمل أعراضه:فالفتاة تصرخ "نفسياً"، وكأنها تقول: "إن هناك أمراً أكبر مني يزعجني، ولكن لا أعلم ما هو. فإذا فهم الأهل هذه الصرخة فإن الأمر قد يساعد على تفادي وقوع الكارثة.

 

الصرخة الثانية:

أنا أعاني من الخجل الشديد: أدخل علماء النفس "الخجل المرضي الشديد" ضمن القائمة السوداء التي قد تدفع الفتاة المراهقة إلى الانتحار؛ وهو ما قد يقنعها بالتخلص من ذلك عبر ارتكاب الانتحار.

 

الصرخة الثالثة:

أعاني من الاندفاع الشديد في سلوكي: أوردت الدراسة موضوع "الاندفاع الشديد"، ووصفته بأنه يمثل عند كثير من الفتيات المراهقات عيباً كبيراً في الشخصية يؤدي إلى استهزاء الآخرين بها، إضافة إلى أنها تجد نفسها بين الحين والآخر في مواقف سيئة جداً، "الاندفاع الشديد" في الشخصية يعتبر من العوامل الحديثة التي وصفت بأنها حالة نفسية شبيهة بالخجل تدخل الألم في نفس من تعاني منه.

 

الصرخة الرابعة:

لديّ رغبة فلسفية في الموت:في سن المراهقة، يفكر المراهقون والمراهقات كثيراً حول هذا الموضوع، إلا أن من يتبنى هذه الفلسفة تتشكل لديه أو لديها، رغبة في التخلص من الحياة في مرحلة مبكرة، وتتساءل الفتاة التي لديها هذه الرغبة الفلسفية في الموت: "لماذا سأعاني من الحياة وأشقى كثيراً طالما أني سأموت؟".

 

الصرخة الخامسة:

ارتكبت خطأ كبيراً لا أستطيع أن أسامح نفسي عليه:فهناك فتيات لديهن شعور قويٌّ جداً بالذنب يصل إلى حد حالة نفسية خطيرة. وفي هذه الحالة فإنهن لا يستطعن أن يسامحن أنفسهن على أخطاء ارتكبنها ولذلك يعتقدن أن الموت وحده سيريحهن ويريح ضميرهن الذي يتعذب بشكل مستمر.  

1tbwn_3_546.jpg