الأزواج وطرق التخلص من العادة السرية

تخلق ممارسة العادة السرية لدى بعض المتزوجين، الكثير من المشكلات بين الزوجين، فقد تؤدي إلى الطلاق في بعض الأحيان، وذلك نتيجة عدم فهم الأسباب المؤدية إلى ذلك، ولكنها أمر يمكن علاجه، كما يمكن تحسين الأداء الجنسي بين الزوجين، إذا ما تم التعاون مع الطبيب المعالج أو حتى القيام بتنفيذ بعض الإرشادات التي تساعد على التخلص من الأسباب المؤدية لعدم الإشباع الجنسي، ما يجعل أحد الزوجين يستخدم العادة السرية؛ للوصول إلى مستوى الرضا الجنسي، خاصة بين المتزوجين حديثاً.

الحالة:
«أ.ك» يقول: إنه يتمنى أن يجد المساعدة عن طريق مجلة «سيدتي»، وهو يدرك مسبقاً أنها مجلة تهتم النساء بقراءتها أكثر من الرجال، وبما أن زوجته تحتفظ بمعظم الأعداد فكر أن يطرح مشكلتهما؛ لعلها تقرأ الحل بين صفحات المجلة، وتوافق على العلاج إذا اقتضى الأمر ذلك.
المشكلة بدأت بعد مرور حوالي عام على زواجه من سيدة سبق لها الزواج، وتكبره بأربع سنوات، وكان ذلك أحد أهم الأسباب التي جعلت أسرته ترفض الموافقة على زواجهما، ولكنه أصر وتحمل كل المسؤولية، وكانت الأمور جيدة إلى أن لاحظ في يوم... وبعد الانتهاء من العلاقة الحميمة... أن الزوجة تقوم بحركة ما تحت الغطاء، وبدأ هنا يراقب الموضوع، حيث يمثل أنه نائم بعد الجماع.
يقول صدمني ما رأيت: «زوجتي تمارس العادة السرية بعد انتهائنا من اللقاء الحميم، ولمدة لا تقل عن 10 دقائق، ثم تبدأ في الاسترخاء»، الأمر جعلني أتساءل أين المشكلة؟ هل هي في عدم قدرتي على إشباعها جنسياً؟ أم أنها تريد مزيداً من الجنس؟ كل هذه الأسئلة بدأت تلح على ذهني، وتلاحقني فكرة الطلاق، ولكنني أحبها بكل معنى الكلمة، فهي زوجة رائعة في كل شيء، إلا هذا الجانب الخفي الذي اكتشفته مؤخراً، مع العلم بأن علاقتنا الجنسية جيدة وترضيني تماماً. أخاف أن أطلقها ويتحقق ظن أهلي في عدم نجاح هذا الزواج، ماذا أفعل؟ وشكراً لكم.

الإجابة:
الأخ «أ.ك» تُعنى هذه الصفحة بنشر الثقافة الجنسية الصحيحة لدى الزوجين، ونرحب بالاستشارات من الجميع.
الحالة التي تصفها لزوجتك تحدث كثيراً لدى بعض المتزوجين، سواء من الرجال أو النساء، ويعود السبب الرئيس لذلك إلى عدم حدوث التوافق الجنسي أثناء العملية الجنسية، وهو أيضاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعود على الحصول على المتعة الجنسية عن طريق الإثارة الذاتية، والتي تبدأ عادة في مرحلة المراهقة في سن البلوغ، ما يجعل الوصول إلى النشوة مرتبطاً بآلية الممارسة الفردية مع استخدام الخيال الجنسي، وأحياناً يصاحبها المشاهدة للأفلام الجنسية أو حتى الصور العارية، وفي معظم الحالات تنتهي هذه العادة، ويصبح مصدر الإشباع الجسدي من خلال العلاقة الحميمة، التي تعتمد على التناغم بين الزوجين، ومعرفة بعض الأسس المتعلقة بالعلاقة الجنسية واختلافاتها عند الزوجة عنها عند الزوج أمر مهم للطرفين، وأيضاً علاج مثل هذه الحالات. ومن هذه الفروقات:

1- تحتاج المرأة إلى فترة إثارة أطول منها عند الرجل للوصول لحالة ذروة الجماع، وقد تتراوح هذه الفترة بين دقائق معدودة إلى نحو نصف ساعة، وهي تختلف من امرأة إلى أخرى، وهنا يجب على الزوجين العمل على تسريع ارتفاع قوة الإثارة عن طريق زيادة فترة المداعبة، حتى يحين قرب حصول الذروة عند المرأة، ثم يتابع الزوجان إلى أن تنتهي العملية بصورة مشبعة للطرفين.

2- معظم المشكلات المرتبطة بالممارسة الجنسية تحتاج إلى حوار هادئ بين الزوجين، دون أي اتهام أو مواجهة أو حتى الدخول في دوامة التساؤل عن القدرات الجنسية لدى الرجل، حيث يشعر بعض الأزواج بالغضب على أنفسهم، والتساؤل عن قدراتهم الجنسية، وهو كما قلنا سابقاً أمر مرتبط بالتوقيت الزمني لحصول كل من الزوجين على ذروة الجماع، وهو أمر مختلف فسيولوجياً بين المرأة والرجل، ويشكل السكوت عن المناقشة والحوار مع شريك الحياة أول خطوة في هدم هذه العلاقة التي قد يصعب إصلاحها فيما بعد.

3- فارق العمر بين الزوجين: فكما هو معروف تقبل المجتمعات العربية أن يتزوج رجل من امرأة تصغره سناً، حتى ولو كان الفارق بينهما عقوداً من الزمان، في حين نجد أن الكثير من هذه المجتمعات وحتى بعض المجتمعات الغربية ترفض أن يكون العكس؛ بمعنى أن تكون الزوجة أكبر سناً من الزوج، حتى ولو بأشهر قليلة، وهذا موضوع من الناحية العلمية ليس له أي تأثير على القدرة على الأداء الجنسي عند المرأة، وإنما هو متعلق بالجانب الاجتماعي لهذه المجتمعات التي تحتاج إلى مجهود مكثف؛ لتغيير هذه الأفكار السلبية، فما يهم في إنجاح الزواج هو القدرة على التناغم بين الزوجين في معظم نواحي الحياة المشتركة بينهما، وبخاصة الجانب الجسدي.

4- الأمر الآخر هنا هو موضوع الزواج من امرأة سبق لها الزواج، خاصة إذا لم يكن الزوج سبق له الزواج، قد يجعل بعض الرجال يفكرون لا شعورياً في المقارنة بين الزوج السابق وبين حالته، ما يؤثر سلباً على التوافق بينهما، ويمكن هنا أن ألخص أهمية الحقائق، وهي أن المرأة تستطيع أن تتكيف مع الزواج الثاني بصورة أفضل من الزواج الأول، وتحرص على تلافي الأخطاء السابقة، وبالتأكيد سيكون ذلك في صالح الزوج.

نصيحة
التوافق الجنسي بين الزوجين هو الأساس الذي يحقق الاستقرار في الحياة الزوجية، هذا التوافق يحتاج إلى معرفة الفروقات الجنسية في طبيعة العلاقة الجنسية بين الزوجين؛ حتى لا نفتح باب الشك والفرضيات السلبية غير الصحيحة التي أدت إلى حدوث أعلى نسبة طلاق في المجتمع العربي، الأمر الذي يمكن علاجه بالثقافة الجنسية الصحيحة.