قصة دخول التلفزيون حياة السعوديين

دخول الألوان
قصة دخول التلفزيون حياة السعوديين
ولادة التلفزيون في السعودية
3 صور

ارتبط التلفزيون بحياة السعوديين ارتباطاً وجدانياً، فمن برامجه تعلموا وتثقفوا ونالوا حظهم من الترفيه، وعبر شاشته أطلعوا على أخبار الوطن والعالم من حولهم.


وفي اليوم العالمي للتلفزيون الموافق 21 نوفمبر نستذكر رحلة السعوديين مع شاشته، حيث اعتاد السعوديون أن يتحلقوا حول شاشات تلفزيونهم الوطني في لحظات الفرح مع الأخبار والبشارات السعيدة بإعلانات قدوم شهر رمضان المبارك أو إعلان حلول عيد الفطر السعيد وفي الأيام الوطنية ولحظات إعلان الأوامر الملكية الكريمة، وعاشوا روحانية النقل المباشر للصلوات من الحرمين الشريفين، وكذلك النقل المباشر لأداء جموع المسلمين لمناسك فريضة الحج من المشاعر المقدسة في كل عام.
كما انتشى مع كلمات وألحان الأغنيات الوطنية التي خلدت في ذاكرتهم الجمعية، وابتهجوا في لحظات المرح مع برامج المنوعات والفقرات الترفيهية، ومرّوا بلحظات الحزن لإعلان وفاة أحد أفراد الأسرة المالكة.
ولادة التلفزيون في السعودية


بين الافتتاح الرسمي للتلفزيون الرسمي في السعودية في التاسع من ربيع الأول من عام 1385هـ الموافق 7 يوليو 1965م في عهد الملك فيصل - رحمه الله -، وبين بدء أول بث تلفزيوني في البلاد قبل ذلك بعشر سنوات قصة تستحق أن تروى للأجيال الجديدة التي لم تتح لها فرصة الاطلاع على تفاصيلها، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتلفزيون.

 

1_19.jpg


روى كبير المحررين بمكتب صحيفة الشرق الأوسط بالرياض بدر الخريف، لمحات من تلك القصة في تقرير نشرته الصحيفة في العام 2014. وذكر الخريف في تقريره أن السعودية سجلت اسمها كواحدة من أولى دول الشرق الأوسط التي شهدت ولادة التلفزيون، من خلال محطة تلفزيون البعثة الأميركية في الظهران، التي أنشئت عام 1955، وكانت تبث باللغة الإنجليزية في نطاق منطقة الظهران.
واستكمل القصة بالإشارة إلى تأسيس "تلفزيون أرامكو" بعد سنتين من ذلك التاريخ، وامتد البث فيه من الظهران إلى الهفوف وصولاً لبعض أنحاء الخليج، وكانت المحطة تبث باللغتين العربية والإنجليزية. وأشار الخريف إلى أن المحطة انطلقت بعد نحو ثلاثة أشهر من إنشاء "تلفزيون بغداد"، وبذلك تكون محطة الظهران التابعة للبعثة الأميركية أول محطة في الشرق الأوسط، في حين أصبح "تلفزيون بغداد" أول محطة باللغة العربية في المنطقة، ثم أتت محطة تلفزيون "أرامكو" التي تحولت بعد افتتاح التلفزيون الحكومي إلى محطة تبث برامجها باللغة الإنجليزية، ثم توقفت تماماً نهاية عام 1998.


دخول الألوان

2_13.jpg


ولسنوات استمر البث باللونين الأبيض والأسود، حتى عرف التلفزيون السعودي ربيعه الأول ببدء البث بألوان زاهية، وانطلقت بداية البث الملون من جدة ومكة المكرمة في ذي الحجة عام 1394هـ، ثم توالى البث الملون في عدة مدن، إذ انطلق في المدينة المنورة في 12 محرم 1395 ثم الطائف والباحة.
أما سكان العاصمة الرياض، فاحتفلوا في الأول من شوال عام 1396هـ بقدوم عيد الفطر المبارك، وبدء البث التلفزيون الملون في مدينتهم للمرة الأولى.
كان جيل الثمانينات آخر جيل أدرك التلفزيون السعودي بقناتيه الأولى والثانية، قبل أن تفاجئه القنوات الفضائية مع بداية التسعينيات، فحاول أمام أمواجها العاتية حتى بدايات الألفية الجديدة حين تراجع خلالها حضوره كثيراً من على شاشات السعوديين.
يذكر ذلك الجيل برامج ومسلسلات خالدة، مثل مسلسلات أفلام الكارتون المدبلجة كعدنان ولينا، وغرانديزر، والليث الأبيض، وكابتن ماجد، ومسلسلات تعليمية للأطفال منها افتح يا سمسم، والمناهل، ومسلسل بابا فرحان، وفوازير رمضان، وبرنامج سباق المشاهدين، ومسلسل طاش ما طاش، والمسلسلات البدوية، وغيرها الكثير من البرامج والمسلسلات التي أصبحت أيقونات وجزءاً من ذاكرة أجيال سعودية كاملة.


هيئة الاذاعة والتلفزيون


في السنوات الأخيرة عاود التلفزيون السعودي حضوره للمنافسة على جذب المشاهدين، بدأت هذه العودة فعلياً بصدور قرار مجلس الوزراء السعودي في جلسته المنعقدة في السابع من رجب 1433 الموافق 29 مايو 2012 تحويل التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية إلى هيئة عامة، تحمل اسم "هيئة الإذاعة والتلفزيون"، لتصبح بذلك هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية.