في السعودية... انطلاق بطولة الصداقة الدولية للجاليات

أي جالية في أي دولة لابد من وجود رابطة لها يديرها رئيس يهتم بأمور الجالية وينظر إلى حاجياتها، ويعد "الأستاذ ديابي غوسو ناصري" القادم من ساحل العاج والحاصل على الدراسات العليا في الترجمة من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة رئيسًا لرابطة الجاليات المقيمة بالمملكة العربية السعودية، كما أنه رئيس اللجنة المنظمة لبطولة الصداقة الدولية للجاليات.

وفيما يخص فكرة بطولة الصداقة الدولية للجاليات فقد بيّن "ديابي" بأنّ هذه البطولة مختلفة عن البطولات السابقة، كون المملكة تعيش مرحلة تحول رائعة وفق روية عظيمة، وهي رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومشروعه الإصلاحي الكبير في بناء وطن أكثر ازدهارًا يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، ويعطى المشروع الإصلاحي الجوانب الترفيهية أهمية كبيرة لما لها من دور عظيم في إدخال البهجة والسرور على المواطن والمقيم دون تفرقة في مملكة قائمة على التسامح والتعايش واحترام الآخر لذا فإنّ تنظيم البطولة في مثل هذه الأجواء هو نجاح لها قبل حتى أن تبدأ فلا شك أنّ الإجراءات الأخيرة ساهمت في تحفيز ورفع الطموح لدى الجميع في أن تتحول لبطولة دولية من خلال توجيه الدعوة لمواهب الكرة من مختلف بلدان الجاليات الدول المشاركة لإثراء البطولة وإمتاع عشاق كرة القدم بالمملكة، كما أنّ هناك حديث دائر باللجنة المنظمة عن استقطاب نجوم عالميين للحضور كضيوف شرف للبطولة، إضافة إلى الحشد الكبير من المسؤولين من القنصليات وممثلي السفارات والمعنيين يعد فرصة لإعطاء صورة حقيقية عن واقع المملكة والتعايش السلمي والتسامح بين كافة أطياف المجتمع.

أما عن فكرة إنشاء بطولة الصداقة للجاليات المقيمة قال "الأستاذ ديابي":" يستهويني منذ الصغر العمل الاجتماعي وهناك رابط بيني وبين الأنشطة الاجتماعية سواء بالمحيط الذي أعيش فيه أو المحيط الدراسي، ولكن البداية الحقيقية للعمل الاجتماعي الجاد كان من القاهرة بجمهورية مصر العربية وخلال دراستي بجامعة الأزهر حيث شاركت في الأنشطة الطلابية إلى أن اُنتخبت أمينًا عامًا لمجموعة الطلاب بالجامعة".

وبين "الديابي" أنه وبعد قدومه للمملكة شاهد كيف تفتح السعودية أبوابها وتحتضن على ترابها الملايين من أبناء الجاليات في حفاوة بالغة وتسامح كبير، وبحكم علاقاته المتعددة مع أبناء الجاليات جاءت فكرة تكوين رابطة الجاليات المقيمة ووجدت الفكرة الترحيب من جانب المسؤولين بالمملكة وقنصليات وسفراء الدول، وتم تأسيس الرابطة في العام 1399هـ وانتخب "الديابي" رئيسًا للرابطة وحصل على نسبة 90% من الأصوات في الانتخابات التي نُظمت بسفارة أريتريا، وتم إعادة انتخابه مرة أخرى بالتزكية باختيار رؤساء الجاليات.

أما بالنسبة لأهداف الرابطة فتتمثل في توحيد أهداف كافة الروابط المعنية بشؤون الجاليات؛ من أجل تقوية وتوثيق الروابط فيما بينهم وكذلك رعاية مصالحها دون تمييز بين الدين أو الجنس أو اللون أو العرق .

وأيضًا تذليل الصعاب والمشكلات والتحديات التي تواجه أبناء الجاليات ومد جسور التواصل مع أبناء الجاليات الأخرى، وتقوية الروابط وتوحيد الأهداف المختلفة بينهم، والمساهمة في تذليل العقبات وتيسير تقديم الخدمات: التعليمية، الاقتصادية. الاجتماعية. الترفيهية، إضافة إلى المساهمة في إبراز النماذج الناجحة من أبناء الجاليات في كافة المجالات.

بطولة الجاليات لكرة القدم:
وفيما يتعلق بفكرة البطولة فأشار "الديابي" إلى أنه ومنذ اللحظة الأولى للتأسيس بدأ التخطيط ووضع البرامج والتعريف بالرابطة، ولم يكن هناك نشاط في ذلك الحين أكثر ملائمة للانتشار وجمع الجميع حوله مثل كرة القدم، لذا تم البدء بالعمل على تنظيم أول دورة للجاليات وكان الأمر سهلًا في البداية، وأقيمت المباراة النهائية على ملعب وزارة المعارف في ذلك الوقت بين السنغال وأريتريا، ونجحت السنغال في الحصول على أول كأس ومع بداية الدورة الثانية زادت المشاركات، وزادت التكاليف وبدأت الصعوبات في تأمين الدعم المالي إلى أن ظهر أحد الأشقاء من دولة السودان ويدعى "أحمد عثمان" _رحمه الله_ ونصح برفع الأمر للشيخ سالم محمد بن شامخ محاسب نادي الاتحاد في ذلك الوقت، ليوافق الأخير على دعم بطولة الجاليات مدى الحياة، فبدأ مشوار النجاح وعقد الاجتماع التحضيري بقاعة اجتماعات نادى الاتحاد عام 2011 م، وتم تنظيم بطولة تلو الأخرى بمكة والمدينة والطائف، وتبقى مدينة جدة الشاهد على البطولة الرئيسية للجاليات، ثم بدأت مجموعة كبيرة من رجال الأعمال بتقديم الدعم.


ولم تكن كرة القدم المتنفس الوحيد للجاليات، بل تم التقديم على بطولة أخرى تتناسب مع الألعاب الرئيسية للشعوب، مثل: بطولة "الكريكت" التي تعتبر من الألعاب الشعبية والمفضلة في كل من: باكستان، والهند، وتجد رواجًا كذلك في سريلانكا، وبنجلاديش، وبريطانيا، وجنوب إفريقيا، فيما يقدر عدد الدول التي تحظى فيها هذه اللعبة بشعبية واسعة 12 دولة.

وأيضًا بطولة السلة التي تعشقها الجالية الفلبينية، وتنتشر في المناطق الريفية.

كما تنظم رابطة الجاليات المقيمة أنشطة اجتماعية ومسرحيات ومهرجانات، والآن يتم العمل على تنظيم مسابقات للعنصر النسائي.

ولم يخفِ "الديابي" أمله في أن تخرج البطولة الحالية برؤى فعالة ترسخ ثقافة التسامح والسلام والتواصل الحضاري بين الشعوب المشاركة، وتكون رافدًا من روافد اكتشافات نجوم الكرة لإثراء اللعبة الشعبية الأولى في العالم وامتاع عشاقها.