mena-gmtdmp

خطوات هامة تشجع طفلك على المشاركة والعطاء مع الآخرين

صورة تدل على العطاء
شجعي طفلك على العطاء
لا يمكن أن يعيش الإنسان بمعزل عن الآخرين، كما أن الطفل لا يمكن أن يبقى طفلاً صغيراً عابثاً لا يهمه سوى اللعب وتناول الطعام، فهو يعيش داخل أسرة وعليه أن يتعلم كيف تسير الحياة الأسرية، وعليه أن يشارك في نجاحها ويعرف المهام الموكلة إليه لكي ينشأ إنساناً قادراً على تحمل المسئولية، وفي الوقت نفسه ألا يكون أنانياً ومنغلقاً على نفسه.
تقع الكثير من الأمهات في العديد من الأخطاء التي تحول الأطفال إلى أشخاص منغلقين على أنفسهم لا يعرفون معنى المشاركة التي تشعر الإنسان بالسعادة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي رأفت السعيد، حيث أشار إلى خطوات هامة تشجع طفلك على المشاركة والعطاء والإيثار بحيث لا يكون أنانياً، ويعيش الأجواء العائلية المبنية على الحب في الآتي:

علمي طفلك المشاركة بالحياة الأسرية بالتقليد

مشاركة الطعام
  • اعلمي أن طفلك وفي عمر أقل من ثلاث سنوات سوف يكون من الطبيعي أن لا يقوم بالمشاركة بأي عمل أو نشاط يخص الآخرين، ويكون كل اهتمامه منصباً على نفسه وتلبية طلباته، ولكنه بعد عمر الثالثة يبدأ في تعلم أن يشارك الآخرين الطعام والألعاب والأدوات سواء إخوته أو حتى والديه، ويتعلم ذلك بالتدريج ويمكن للأم أن تبدأ بتعليمه بعد سن الثالثة وليس قبل ذلك، ولا تحكم على طفل بعمر السنتين بأنه طماع أو أناني على الإطلاق، ولا يجب أن تلجئي قبل عمر ثلاث سنوات إلى نصائح مجربة لكيفية التعامل مع طفلك الأناني لأنه لن يكون كذلك إلا إذا تجاوز هذا العمر، فيمكنك تعليمه التعاطف والتقليد للكبار ومدحه على كل فعل يدل على العطاء.
  • علمي طفلك أن يشارك الآخرين عن طريق التقليد، فالطفل يكون ذكياً وحساساً ولماحاً، ولذلك يمكنك أن تقومي بعمل أمام الطفل يدل على المشاركة؛ مثل أن تقولي للأب: هذه الشطيرة بالتوابل لي... هل تريد تذوقها وتمدين يدك بقطعة منها، وسوف يتعلم الطفل بهذه الطريقة أن يشارك الآخرين، ويشعر بالسعادة حين يقتسم شطيرته مع شقيقه مثلاً.

علمي طفلك مفهوم الملكية

قيمة المال
  • اعلمي أن إدراك الطفل وتفهمه للفرق بين ملكيته وملكية الآخرين يساعده على تعلم المشاركة وزرع حب العطاء لديه، ولذلك فيجب أن تعلمي طفلك أولاً قيمة المال وذلك عن طريق نصائح لتعليم طفلك قيمة المال، ومن بين هذه النصائح أن يتعلم الادخار في سن مبكرة، وبالتالي يمكنه أن يدير ممتلكاته، وبالتدريج سوف يتعلم كيف يتبرع بجزء من ألعابه وكذلك بملابسه التي لا يحتاجها وهكذا.
  • علمي طفلك ومنذ سن صغيرة أيضاً أن تتحدثي معه بلهجة الملكية العامة والخاصة، فتقولين له مثلاً: هذا الكوب المخصص لك، وهذا الكوب المخصص لأختك، وبالتالي يجب ألا يتعدى على حدود الآخرين ويحترم ما يملكونه حتى خلال غيابهم وفي عدم وجودهم، والأمر نفسه يفعله على مائدة الطعام، فلا يأكل إلا من الطعام الذي يليه أو من طبقه فقط.

علمي طفلك المشاركة عن طريق تعليمه التبديل

  • لاحظي أن تعليم الطفل في البداية أسلوب التبديل أفضل من أن تطلبي منه مشاركة أشيائه الشخصية بصورة مباشرة، وأفضل من تطلبين منه ممارسة اللعب الجماعي مثلاً لأن الطفل يحب ألعابه منذ صغره، ويتعلق بها وليس من السهل أن يمنح لعبته لأي طفل آخر.
  • قومي باستخدام الأسلوب الذي تتبعه المعلمة في الحضانات والروضات، وذلك مع الطفل وإخوته مثل تبديل لعبته لعدة دقائق مع شقيقه لكي تسمحي لكل واحد بأن يلعب بلعبة الآخر، وحين يستمتع الطفل باللعب بلعبة الآخرين سوف يجد متعة في المشاركة والعطاء، وسوف يكون من السهل أن يعرض عليك ذلك في المرة القادمة، وسوف تكتشفين أن تبديل الأغراض أسهل من ناحية نفسية على طفلك من تنازله بشكل كامل عن شيء يخصه.

علمي طفلك مشاركة أغراض غير شخصية

تقديم الهدايا
  • عودي طفلك على أن يخرج معك إلى أماكن عامة وذلك في المناسبات والأعياد خصوصاً، فمثلاً يمكنك أن تنتهزي فرصة حلول شهر رمضان لكي تعدي سلات غذائية بسيطة وتصحبي طفلك معك لكي يقوم بتوزيعها على الجيران، أو تقديمها للفقراء الذين اعتدت على مساعدتهم كل فترة، وبالتالي سوف يشعر الطفل بمعنى وأهمية عمل الخير والمشاركة وكذلك التبرع بما يفيض لدينا، وبالتدريج يبدأ الطفل في تعلم أن يعطي أفضل ما لديه لطفل فقير وليس الفائض أو الأشياء المستهلكة والقديمة، وهنا يكون الطفل قد تعلم معنى الإيثار أيضاً.
  • وزّعي مع طفلك الهدايا أيضاً واسمحي له بأن يختار هدايا أصحابه في عيد ميلاده، مثلاً وأن يقدمها لهم؛ لكي يشعر بفرحتهم بها وعلميه أن يشكر أصحابه حين يقدمون له الهدايا، وهنا يتعلم الطفل معنى المشاركة بشكل عملي، وليس من خلال القصص أو النصح المباشر، ولاحظي أنك كلما أخبرت الطفل بقيمة الجماعة أصبح قادراً على التفاعل معها، مثل أن تقولي له: ما رأيك لو تناولنا طعام الغداء مع الجدة في الحديقة، وهكذا سوف يشعر الطفل بقيمة مشاركة وجبة، وأن الطعام سوف يكون شهياً أكثر حين يتناوله في أجواء من المحبة والحنان.

استأذني من طفلك قبل الحصول على أغراضه

  • عودي طفلك أنك سوف تستأذنين منه حين تأخذين أحد أغراضه، فلا تقومي مثلاً وفي وقت غيابه في المدرسة بإفراغ صندوق ألعابه أمام طفل قد جاء لزيارتك مثلاً مع أمه، ففي هذه اللحظة سوف يشعر طفلك بأنك لا تحترمين مشاعره، ولا تحافظين على ممتلكاته الخاصة، وفي حال أنك تكونين حريصة على اتباع طرق فعالة لتدريب طفلك على الحفاظ على مقتنياته الشخصية منذ صغره، ومن بين هذه الطرق أنك لا تقومين بعقاب الطفل حين يضيعها فأنت سوف تجعلينه أنانياً حين يجدك لا تهتمين بها، ولا تحافظين عليها ومن الطبيعي أن لا يسمح لأحد بأن يلمسها، وسوف تكتشفين أنه يخفيها في أماكن بعيدة وغير متوقعة خوفاً عليها من الضياع.
  • علمي طفلك أنه مقابل أن يحافظ الآخرون على أشيائه، وأن يحترموا خصوصيته فيجب عليه أن يستأذن أي شخص قبل أن يأخذ منه شيئاً أو أن يستخدم أي أداة تخصه، ولذلك فمن الضروري أن تطلبي من طفلك أن يستأذن صديقه الصغير حين يرغب في مشاركته اللعب، أو أن يأخذ لعبته لعدة دقائق لكي يلعب بها، وأن يحافظ عليها من التلف كما يحافظ على ألعابه.
    قد يهمك أيضاً: طرق لتشجيع الأطفال على مشاركة أغراضهم