في ظل الأحداث الحالية التي يشهدها العالم العربي والإسلامي قد يتساءل طفلكِ عن الأسباب التي أدت بالمسلمين لهذا الحال من الضعف والهوان رغم أننا "ووفقاً لما يراه الطفل" على حق، فيستوجب على الأبوين ترسيخ مفهوم الحق لدى الأطفال وتوصيله إليهم بأسلوب مبسط يناسب مرحلتهم العمرية.

برأي التربوية عاتكة الغصن، رئيسة وحدة تنمية الموارد والأنشطة النسائية في جمعية الأطفال المعاقين أنّه عندما ينشأ الطفل في بيت ينصر الحق يتأكد أنّ الغلبة دوماً تكون للحق. فمثلاً عندما تحدث مشاجرة ما تفصل الأم فيها وفقاً للحق، فتنصر المظلوم على الظالم، وتجعل المخطئ يعتذر لصاحب الحق، تنغرس هذه القيمة في نفسه وتتأصل لديه.

وترى الغصن أنّ أسلوب القصص بالنسبة للطفل هو من أكثر الأساليب فاعلية، خصوصاً التي تتعلق بالتاريخ والسيرة النبوية وكيف أنّ الصحابة كانوا يقولون الحق ولو على أنفسهم.

تعليم الحق
1. على الأبوين تعليم أبنائهما ارتباط الطاعة بالحق وقيمه، وارتباط المعصية بالباطل وقيمه. فمن الحق يتفرّع كالصدق والعدالة والحرية والكرامة والاستقلال والمحبة والسلام، ومن الباطل الجاهلية كالكذب والظلم ومصادرة الحريات والإذلال والخيانة والبغضاء والكراهية والعدوان.

2. عليهما غرس الحق في نفوس الأطفال من وحي الأحاديث النبوية الشريفة؛ فقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول، صلى الله عليه وسلم:(لا تكذب، وقل الحق ولو على نفسك)، وقال لولد في حضرة أبيه في صدد الشهادة عليه: (ضع رأسك بين ركبتيك وقل الحق).

3. عندما يتساءل الطفل عن سبب تأخر انتصار المسلمين وتحسن أوضاعهم رغم أنهم على الدين الحق، على الوالدين أن يتقنا الإجابة عليه حتى لا يقع الشك بقولهما: إنّ الإنسان قد يطلب في حياته بعض النواقص أو يستغيث لفك كرب الأيام الصعبة، فتتأخر عليه، وعليه أن يعلم أنّ دعاءه ليس بالضرورة سيأتيه فوراً.

4. أن يعي الطفل جيداً أنّ انتصار الحق في النهاية هو سنة كونية، وأن كل ما يحدث هو ابتلاء من الله تعالى وهو أمر خير له حكمة قد لا ندركها نحن.