مع نهايةِ عامِ 2024، بدأت مبيعاتُ الدورِ الراقيةِ بالتضاؤل، لذا لجأت إلى التركيزِ على تقنيَّاتِ Storytelling لروايةِ تاريخِ الدار، والإضاءةِ على التفاصيلِ التي تُميِّزها عن الآخرين، واشتملَ ذلك على الاستعانةِ بتخريماتِ الدانتيل بأنواعه المختلفة، والزخرفاتِ المنمَّقةِ بالريش، والترصيعِ بأحجارِ الستراس اللامعة. هي تفاصيلُ غنيَّةٌ، أو يمكن وصفها، حسبَ المصمِّم كريكور جابوتيان، بمجموعةِ خيوطٍ، تصلُ الماضي بالحاضر، وتحوِّلُ التصميمَ من لباسٍ عملي إلى تحفةٍ فنيَّةٍ، تتوارثها الأجيال. سنتوقَّفُ عند كلِّ تقنيَّةٍ من هذه التقنيَّات، وسنغوصُ في منبعها، كما سنكشفُ أسرارَ تنفيذها في هذا التحقيق.
يُجسِّد الدانتيل صورةَ النبلِ الملكي، والرقي، والنعومةِ، ويرتبطُ بفساتين الزفافِ ارتباطاً وثيقاً منذ أكثر من قرنٍ من الزمن، وتعدُّ آن Anne of Brittany، ملكةُ فرنسا، أوَّلَ سيِّدةً ترتدي فستانَ زفافٍ من هذا القماش، وكان ذلك في القرنِ الـ 16، ثم الملكةُ فيكتوريا Queen Victoria التي استعانت به في أزيائها، وديكورِ قصرها، فبات رمزاً للرقي.

شِعرٌ بصري

عندما نتكلَّمُ عن الدانتيل، يخطرُ في بالنا الفستانُ الذي ظهرت به النجمةُ أودري هيبورن في فيلمِ How To Steal A Million مع قناعٍ أيقوني من هذا القماش، نفَّذه المبدعُ أوبير دو جيفنشي، إلى جانبِ ارتباطه بالغموضِ والأنوثة، ولعلَّ هذا السبب وراءَ استعماله في المناسباتِ المهمَّةِ مثل حفلاتِ الزفاف.
وقد كان الدانتيل حِكراً على الأغنياء، ويتمُّ تنفيذُه من الكتَّانِ والحريرِ بأشكالٍ مختلفةٍ، ويستعين به الخيَّاطون في القارةِ الأوروبيَّةِ لتقديمِ أزياءِ الرجالِ والنساء، وبقي الأمرُ على هذا النحو إلى أن احتكرته النساءُ في القرنِ الـ 18. كان قماشُ الدانتيل محورَ الزي سواء كان فستاناً كاملاً، أو مجرَّد قماشٍ، يتداخلُ حول الياقةِ، أو يُزيِّن أزرارَ الأكمام، وقد استمدَّ اسمه من كلِّ مدينةٍ اشتُهِرَت به، على سبيلِ المثال هناكPunto Di Napoli Lace ، والدانتيلُ المعروفُ باسم غيبور، وVeneziano Lace، وChantilly Lace، وCluno Lace.

وبلغت شهرةُ هذا القماشِ أوجها في عشرينيَّاتِ القرنِ الماضي، واستمرَّ بفضلِ نجماتٍ، بينهن مادونا في الثمانينيَّات، والبودي سوت الذي ظهرت به السوبر مودل ناعومي كامبل Naomi Campbell من عز الدين علايا عامَ 1994.
ومن أشهرِ النجماتِ اللاتي تألَّقن بفستانِ زفافٍ من الدانتيل، نذكرُ الأميرةَ الراحلةَ جريس كيلي Grace Kelly التي تصدَّرت بإطلالتها غلافَ المجلَّاتِ العالميَّةِ عامَ 1956 عندما زُفَّت إلى الأمير رينيه الثالث Rainier III بفستانٍ، صمَّمته لها MGM عبر هيلين روز Helen Rose، مصمِّمة الأزياءِ العاملة في استديو التصميمِ الخاصِّ بالشركةِ المنتجة. وقد استهلك الفستانُ 270 متراً من الدانتيل المستوردِ من فالنسيا، ولا تزالُ العائلةُ المالكة تحتفظُ به بخزنةِ مقتنياتها الملكيَّةِ في موناكو، إلى جانبِ المجوهراتِ والفرو، وتمَّ تصنيعه من التفتا والحرير حيث تضافرت هذه الموادُّ الراقيةُ، لتظهرَ النجمةُ بصورةٍ أميريَّةٍ.

لقد جسَّد الدانتيلُ الفالنسي الحبَّ الحقيقي، والجمالَ السرمدي، لتندرجَ موضةُ فساتينِ الزفافِ المنفَّذة من هذا القماشِ في الفساتين الملكيَّة، فاختارت كيت ميدلتون، أميرةُ ويلز، فستانَ زفافها إلى الأمير ويليام، ولي العهد، من الدانتيل، وجاء بتوقيعِ ألكسندر مكوين، تلتها المحاميةُ لبنانيَّةُ الأصل أمل علم الدين التي تزوَّجت من النجمِ جورج كلوني George Clooney، وظهرت بفستانِ زفافٍ ذي ياقةٍ عاليةٍ من الدانتيل، وأكمامٍ شفَّافةٍ.


الدانتيل في عالم الكوتور

منذ عامِ 1872، تُدرِّب مؤسَّسةُ الكونتيسة أندريانا بورانو Andriana Burano منسوباتها من النساءِ الراغباتِ في إتقانِ حِرفةٍ ما على تقنيَّةِ الدانتيل بالإبرةِ القريبةِ من التطريز. وتُعرَفُ هذه التقنيَّةُ بدانتيل بورانو، أو Burano Lace، وقد اشتُهِرَت بالقرنِ الـ 16 في إيطاليا، وهي تقنيَّةٌ في تنفيذِ الدانتيل اليدوي، لكنَّها توقَّفت لفترةٍ مؤقَّتةٍ قبل إعادةِ تعليمها باللغتَين الإيطاليَّة والإنجليزيَّة في 2015. ولموسمِ ربيع وصيف 2021، لجأت كثيرٌ من الدورِ العالميَّة إلى اعتمادِ الدانتيل في تصاميمها مثل شانيل، وفندي، وستيلا مكارتني بشكلٍ متناقضٍ مع خاماتٍ أخرى، أو بطابعٍ مونوكرومي كلاسيكي.
يمكنك أيضًا الاطلاع على خيارات طرحة عروس ترضي جميع الأذواق

ويُعبِّر الدانتيل بدقَّةٍ عن مقولةِ المؤلِّف بيرنارد رودوفسكي Bernard Rudofsky في كتابه الشهيرِ «هل الملابسُ عصريَّةٌ؟»، لأننا غالباً ما نربطُ الحشمةَ بالأنوثة، وقد أعطى أمثلةً، تخصُّ التنانير، ومايوهات السباحة، فما يُصنِّف الملابسَ، وفق المؤلِّف، هو تقنيَّةُ الدانتيل التي تجعلُ الفستانَ محتشماً بريئاً، أو جريئاً، لأنه يوحي دون أن يكشفَ الكثير تماماً مثل مفهومِ البابِ الموارب الذي يمكن فهمُه بأنه موصدٌ، أو مفتوحٌ حسبَ تحليله.
ووفق المصمِّم كريكور جابوتيان، تبرزُ طرقٌ عدة لتنفيذِ الدانتيل، إذ إن كلَّ نوعٍ من القماش مصنَّفٌ حسبَ نوعِ الخيط المستعمل. وقد اخترنا لكِ أفضلَ أنواعِ الدانتيل:
أنواع الدانتيل المستخدم في فساتين الزفاف
- Needle lace:تقنيَّةٌ بإبرةٍ واحدةٍ، وخيطٍ، ويتمُّ صنعُ غرزاتٍ دقيقةٍ لابتكارِ قماشٍ من الدانتيل، وهو أكثر أقمشةِ الدانتيل شيوعاً، وأبسطها.
- Alencon lace:نوعٌ من الدانتيل الفرنسي، يحملُ اسمَ مدينة ألنسون Alencon، ويستعين الحِرفي فيه بإبرةٍ لابتكارِ قطبٍ على شكلِ زهورٍ.
- Bobbin lace:يستخدمُ الحِرفي هنا خيوطاً عدة مع مساميرَ، وأدواتٍ دقيقةٍ لتشكيلِ رسمٍ معيَّنٍ، وهي طريقةٌ، ابتكرها الخيَّاطون في بلجيكا.
- Chantilly lace:أحدُ أنواعِ الدانتيل. يعودُ إلى القرنِ الـ 17 في فرنسا، وابتكرته بلدةُ شانتيي، وهو من الدانتيل الأبيضِ، أو الأسودِ فقط.
- Knitted lace:دانتيلٌ محبوكٌ مع تركِ فراغاتٍ بين الغرزاتِ لتشكيلِ الرسوم.
- Valenciennes lace:هذا الدانتيل، الذي ابتكرته مدينةُ فالنسيا الفرنسيَّة، يتمُّ فيه تنفيذُ أشكالِ الألماسِ الهندسيَّة لتشكيلِ القماش.
- Guipure lace:هو الدانتيل الذي ابتكرته مدينةُ البندقيَّة، ويحتوي على تجسيدٍ لأشكالِ الزهور.

كريكور جابوتيان: الدانتيل جسر من الخيوط يصل الماضي بالحاضر

منذ بدايته في عالمِ الموضة، وضعَ المصمِّمُ كريكور جابوتيان Krikor Jabotian بصمةً مميَّزةً، إذ عملَ مع المصمِّمَين إيلي صعب Elie Saab، وربيع كيروز Rabih Kayrouz قبل أن يستقلَّ عنهما عامَ 2019، ويؤسِّس ماركةً باسمه بدعمٍ من عائلته، فالقماشُ لديه، هو الأساسُ، والدانتيل عنصرٌ رئيسٌ في تصميمه.
وحول ما يُمثِّل له هذا القماشُ، يقولُ كريكور: «الدانتيل حاضرٌ بقوَّةٍ في الاستديو لدينا، لأنه يرتقي بالزي إلى مصافٍ أخرى. هو قماشٌ، يقاومُ الزمنَ والصيحات، ونبني عليه محوراً لمجموعةٍ كاملةٍ. تعودُ جذوره إلى القرن الـ 16، ومع أن مظهره، وتفاصيله، توحي بطابعِ الفنتدج، لكنَّه لا يوحي بالقِدم! الدانتيل، هو إعادةُ تجسيدٍ للتاريخ، لأنه يرتكزُ على خيطٍ محبوكٍ، يصلُ الماضي بالحاضر، ويستقي جذورَه من الهندسةِ، والمساحاتِ التي تولي عنايةٍ بالتفاصيل. حتى عندما يتمُّ تصميمه بطريقةٍ صناعيَّةٍ، يحملُ هذا القماشُ صفاتٍ جينيَّةً، ورثها من أجيالٍ من الحِرفيين. الدانتيل، هو فنٌّ، وشكلٌ جمالي نادرٌ في عالمٍ متغيِّرٍ».
يمكنك أيضًا الاطلاع على كيف تختارين العطر المثالي ليوم زفافك في الصيف بنفحات آسرة

أي قماشٍ هو المفضَّل لديك لدى تصميمِ فستان زفافٍ؟
في العامِ الجاري، شغلَ التفتا الحيِّزَ الأكبر لدي، لأن جانبَه البدائي الذي لا يُروَّض، يُذكِّرني بالطبيعةِ البدائيَّة. أحبُّ القماشَ القابلَ للالتواء الذي يُضفي خصوصيَّةً على صاحبةِ الزي عندما ترتديه، ويشدُّني التعاملُ مع قماشٍ، أستطيعُ نحتَه بأحجامٍ مختلفةٍ، أو تركه ينسدلُ بسهولةٍ. أحبُّ أنواعَ الأقمشةِ التي تجمعُ بين الحركةِ والشكل، وبين البدائي والأنيقِ ففي عالمِ فساتين الزفافِ من الجميلِ مزجُ الأناقةِ بالأحاسيس.
ما القماشُ الذي تختاره مع الدانتيل؟
الدانتيل قماشٌ «مطواعٌ» قابلٌ للتكيُّفِ مع أي خامةٍ أخرى. السرُّ هنا يكمنُ في مكانِ استعماله، وطبيعةِ الأقمشةِ المجاورةِ له. عندما نمزجه، مثلاً، مع الأورجانزا، أو الحريرِ الخام، أو التول، يوحي الدانتيل بالحدَّةِ، أو النعومة. كذلك، هذا القماشُ متعدِّدُ الأنواعِ من الغيبور إلى المحبوك والشانتيي، ويوحي بالتناقضِ، أو التناغم. كلُّ نوعٍ من الدانتيل التي ذكرتها سابقاً، تنطقُ بلغةٍ مختلفةٍ، ولكلِّ زي مصنوعٍ منه مع قماشٍ آخر قِصَّةٌ مختلفةٌ.
لدى تصميمك فستانَ زفافٍ من الدانتيل، كيف تتخيَّلُه؟
أستعينُ بقصَّةٍ منحوتةٍ إذا كان فستانُ الزفافِ من الدانتيل فشكلُ هذا القماش، يفرضُ تخصيصَ مساحةٍ له ليتألَّق. الدانتيل عملٌ فنِّي بحدِّ ذاته، ويغدو رائعاً إذا ما اقترن التطريزُ، وتعدُّدُ طبقاتِ القماشِ عند التنورةِ للتلاعبِ بالتصميم. هذا التناقضُ ما بين الخطوطِ القويَّة، والتفاصيلِ الدقيقة، يوحي بالرقي، ويُبعِدُ التصميمَ عن الزخرفة، ويُعزِّز الحوارَ ما بين الشكلِ الخارجي، وجاذبيَّةِ الغموض.
ماذا تُخبرنا عن مجموعتِك الخاصَّةِ بفساتين الزفاف؟
هي احتفاءٌ بالأشكال، واكتشافٌ فريدٌ بأن القصَّاتِ المحدَّدة، والخطوطَ الانسيابيَّةَ قابلةٌ للامتزاجِ معاً. هي مجموعةٌ، تمتحنُ قدراتِ مشغلنا، الذي استطاعَ بالتصاميمِ الجديدةِ أن ينحتَ القوامَ بطريقةٍ هندسيَّةٍ، لا تخلو من الأنوثة، كما تحملُ شيفرات الدارِ مع اتِّجاهٍ للأشكالِ الجريئة، والتفاضيلِ الغريبة. وعلى صعيدِ القماش، استعنتُ بالتفتا، وطبقاتٍ من التولِ والحريرِ لإضفاءِ حجمٍ على التنانير، وتسهيلِ الحركةِ وتموُّجاتها، واعتمدتُ من الألوانِ العاجي، والأوف وايت مع لمساتٍ من الذهب. هي باختصارٍ مجموعةٌ حِرفيَّةٌ، ذهبنا فيها إلى حدودٍ جديدةٍ في مقاربةِ فستانِ الزفاف العصري.
Grace of Feathers

سجَّل الريشُ في 2025 عودةً قويَّةً مع فساتين ألكسندر مكوين الدراميَّة، كما أبهرت إطلالةُ النجمة كارديبي بهذه الموضةِ الحضورَ في حفلِ جرامي، إذ أطلَّت بفستانٍ ذي طبعاتٍ بريَّةٍ، ومزخرفٍ بالريشِ من تصميمِ روبيرتو كافالي Roberto Cavalli، معلنةً عودةَ الريشِ على طريقتها.
وقد عرفَ عالمُ الموضةِ الريشَ في أيَّامِ الملك لويس الـ 14، وكلّما ازدادَ حجمُ القبَّعة، كبرت الحاجةُ إلى مزيدٍ منه. ومع الثورةِ الفرنسيَّة، تقلَّص استعمال الريشِ وسطَ طغيانٍ للطابعِ المينيمالي في الأزياء، ثم استعادت الموضةُ ميلها إلى الإبهارِ، إذ سادت في القرنِ الـ 19 القبَّعاتُ المصنوعةُ من الريش، وفي عصرِ النهضة، جسَّد ارتداؤه معاني القوَّةِ والإبداعِ والغنى الأمرُ الذي أثارَ استياءَ الناشطين للدفاعِ عن حقوقِ الحيوانات، لكنْ هذه الحركةُ لم تدم بسبب اندلاعِ الحربِ العالميَّة الأولى إذ تقلَّص استخدامُ الريش في الموضة، لينخفضَ استعماله من 2.2 مليون باوند عامَ 1913 إلى 200.000 في 1920.
ومن أبرزِ الماركاتِ العالميَّة التي اعتمدت التصاميمَ المنفَّذةَ من الريش شانيل Chanel، وغوتشي Gucci، ودولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، وفالنتينو Valnetino، وسالي دو لا بوانتSally De Lapointe ، إذ اعتمد المصمّمون العالميون لديها الريشَ في مجموعاتهم الجاهزةِ، والريزورت، وأزياءِ الكوتور حتى التي نراها ضمن أسابيعِ الموضةِ العالميَّة، خاصَّةً في باريس، وبات الريشُ يواكبُ مختلفَ المناسباتِ الرسميَّةِ والعمليَّة، وأضحت الفساتينُ المزخرفةُ به أساسيَّةً في خزانةِ النساء.

ومنذ عامِ 2018، يفرضُ الريشُ نفسه على ساحةِ الموضة، وتعتمده عديدٍ من الدورِ العالميَّة، ومن أكثر أنواعه طلباً في عالمِ الموضةِ ريشُ النعام. وفي 2025، بات الريشُ يُستَعملُ بطريقةٍ ذكيَّةٍ عبر دمجِ قطعةٍ مع أقمشةٍ أخرى مثل تنورةٍ، أو قبعةٍ من الريش، والتنسيق مع فستانٍ من الحريرِ، أو الدانتيل، وقد نفَّذت دارُ برادا Prada فساتينَ شفَّافةً من الريش.

ومن أبرزِ المشاغلِ الراقية التي تستعينُ بها دورٌ عريقةٌ مثل شانيل لزخرفةِ التصاميمِ بالريش، نذكرُ Le Marie التي أضافته إلى فساتينِ الموسلين، وستراتِ التويد الأيقونيَّةِ للدارِ الفرنسيّة، مع تنسيقِ إكسسواراتٍ من الريش على شكلِ قلاداتٍ، وأساورَ، وقبَّعاتٍ، وغيرها لإضفاءِ الرقي الذي تفتِّشُ عنه المرأةُ في إطلالتها خاصَّةً في المناسباتِ المهمَّة.

الستراس يحاكي لمعان الأحجار الكريمة

الستراس قطعٌ زجاجيَّةٌ، تحاكي بلمعانها الأحجارَ الكريمة، لكنَّها تتميَّزُ بسعرٍ مقبولٍ مقارنةً مع غيرها. وتعود تسميةُ الستراس إلى مخترعها، وهو جورج فريديريك ستراس Georg Friedrich Strass الذي حاكى الأحجارَ الكريمة، وابتكرَ أحجاراً زجاجيَّةً ملوَّنةً لامعةً، وقد وجدَ هذه الأحجار في نهر الراين، ومن هنا جاءت تسميتها بالأجنبيَّة Rhinestone. وكان ستراس، يلجأ إلى تغييرِ لونها عن طريقِ الأملاحِ المعدنيَّة، وأتقن تقنيَّةَ تعزيزِ بريقها عبر إضافةِ طبقةٍ من الطلاءِ الزجاجي.
وبدأ ستراس مهنتَه عامَ 1730، وكان يحصرُ اهتمامَه بتقليدِ الألماس، وذاع صيته في 1734، إذ حظيت تصاميمُه بشعبيَّةٍ عاليةٍ في بلاطِ الملك الفرنسي لويس الـ 15، واحتكرَ سوقَ الأحجارِ المقلَّدةِ آنذاك. واستمرَّت صناعةُ هذه الأحجارِ في الانتشارِ حتى يومنا، وهي متوفرةٌ اليوم من الزجاجِ، أو البلاستيك بجودةٍ متفاوتةٍ لتلبي كافة الاستعمالات.
ومن أبرزِ المشاغل التي تهتمُّ بتصنيعِ وتصميمِ الأحجارِ البرَّاقةِ التي تُستَخدمُ في ترصيعِ الفساتين دارُ سواروفسكي التي نشأت في النمسا عامَ 1895 على يد دانيال سواروفسكي Daniel Swarovski ، واشتهرت بجودةِ أحجارها التي تُشبه الألماسَ بتوهُّجها، وتقنيَّةِ قطعها، لتطغى على مسمَّى الستراس، وتصبح معروفةً باسمِ سواروفسكي. وتتعاملُ الدارُ مع دورِ أزياءٍ أخرى لتنفيذ تصاميمَ مبهرةٍ، وفساتينِ زفافٍ حالمةٍ.
وعامَ 2025، ودَّعت بعض الدورِ المينيماليَّةَ، وركَّزت على الفساتين المطرَّزةِ بالأحجارِ البرَّاقةِ، ونفَّذت فساتينَ فضيَّةً مجوهرةً. من أبرز المشاغل التي تهتم بتصنيع وتصميم الأحجار البراقة التي تستخدم في ترصيع فساتين الأزياء، هي دار سواروفسكي التي نشأت في النمسا عام 1895 على يد دانيال سواروفسكي Daniel Swarovski ، واشتهرت بجودة أحجارها التي تشبه الألماس بتوهجها وتقنية قطعها، فطغت على مسمى الستراس وباتت هذه الأحجار معروفة باسم سواروفسكي، والدار معروفة بتعاملها مع دور الأزياء لتنفيذ تصاميم مبهرة وفساتين زفاف حالمة. وفي العام 2025 ودّعت بعض الدور المينيمالية، وركزت على فساتين مطرزة بأحجار براقة ، التي نفذت فساتين فضية مجوهرة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
