في عالمٍ تكثر فيه الصيحات وتتبدّل بسرعة، اختار المصمم إدوار قندلفت أن يسلك درباً مختلفاً، حيث يلتقي الإرث بالحسّ المعاصر، وتتحوّل التفاصيل الصغيرة إلى قطع تحمل حكايات شخصية وعاطفية، من خلال علامته لينور Lynor، أعاد قندلفت تعريف مفهوم المجوهرات الراقية، مستلهماً من أناقة الماضي، وعمق الرموز، وهدوء الفن الذي لا يتقادم.
في هذا اللقاء الخاص، يكشف لنا إدوار قندلفت عن جذور إلهامه، كيف تُولد كل مجموعة من قصة ومشاعر ورؤية واضحة، ويأخذنا في جولة داخل عالم "لينور"، حيث الذهب لا يلمع فقط، بل ينطق بالجمال والهوية، كما يحدثنا عن فلسفة العلامة في الاستدامة، ودور الابتكار في الحفاظ على الحِرفية الأصيلة، إلى جانب خطط مستقبلية طموحة تُنذر بمرحلة جديدة في مسيرة العلامة.
العلامة التجارية والإلهام

تجمع لينور بين الطابع الكلاسيكي واللمسة العصرية، ما هي الحقبات أو الأساليب التي تؤثر أكثر على تصاميمك؟
لطالما شدّتني أناقة المجوهرات في منتصف القرن الماضي، وتفاصيل تصميم الآرت ديكو الدقيقة، هناك شيء خالد في تلك الفترات، الخطوط النظيفة، التوازن في التناسق، والرقي الصامت الذي تعكسه، أعيد تفسير هذه الإلهامات بما يتماشى مع الذوق المعاصر، من خلال تصميم قطع مرنة وحديثة تحمل في طياتها لمسة من الحنين، لكنها تندمج بسلاسة مع خزائن الأزياء اليوم.
قد يهمك أيضاً: مجموعة مجوهرات LIRYA فنّ الترابط الراقي بين القوّة والنعومة، والسكون والحركة
ما الإلهام الأساسي وراء تأسيس علامة "لينور"؟
نشأت "لينور" من رغبة في تقديم مجوهرات تحمل طابعاً شخصياً عميقاً، لقد نشأت وسط عائلة تعمل في مجال المجوهرات، ما منحني تقديراً كبيراً لفن الحِرَف اليدوية وللجمال الخالد. لكنني كنت أرغب في إنشاء علامة تعكس رؤيتي الخاصة، بدأت "لينور" كمشروع يجمع بين الإرث والتميّز الفردي، حيث نصمم قطعاً أنيقة، تحمل معنى، وتُصنع لتكون جزءاً من قصة كل من يرتديها.
التصميم والحرفية
حدّثنا أكثر عن مجموعتك الأخيرة
مجموعتي الأخيرة "غرناطة" مستوحاة من النوافذ المعمارية المتقنة في المدينة الأندلسية، رغبتُ في تحويل جمالها الهندسي إلى تصاميم مجوهرات تجمع بين الطابع المعماري والنعومة، معبّرة عن أناقة وتاريخ غرناطة العربي، بروح "لينور" الحديثة.
هل يمكنكِ إطلاعُنا على عملية التصميم من الفكرة الأولى حتى الوصول إلى القطعة المصنوعة من الذهب؟
تبدأ كل مجموعة بقصة، أبدأ بالغوص في الفكرة، سواء كانت رمزاً، شعوراً، أم حقبة زمنية، ثم أرسم تصاميم تُجسّد هذا الجوهر، بعد ذلك، نُنتج النماذج الأولية، ونُعدّل النسب، ونختبر مدى الراحة والتوازن في كل قطعة، وعند الانتهاء من التصميم النهائي، يبدأ التصنيع باستخدام الذهب عيار 18 قيراطاً، حيث يقوم حرفيونا بتنفيذه بدقة متناهية، إنها عملية تمزج بين الإبداع، والدقة، والمشاعر.

الخلود بالنسبة لي يعني تصميم قطع تتماشى مع أسلوب الحياة المعاصر وتظل قادرة على الصمود عبر الزمن لتُورث بين الأجيال، أتجنّب الصيحات العابرة، وأركّز على الخطوط النظيفة، الرموز ذات المعاني، والأشكال متعددة الاستخدام، أما التميّز الفردي، فيظهر في التفاصيل الدقيقة، والأنسجة الخفيفة، والنِّسَب المدروسة، والهوية التصميمية المميّزة التي تُعرّف "لينور"، بذلك تبقى كل قطعة حديثة وخالدة في آنٍ واحد.
الرمزية وسرد القصص
تشتهر مجموعات "لينور" بتكريم الرموز ذات المعاني، كيف تختار الرموز التي تعمل بها؟
أختار الرموز التي تحمل صدىً عاطفياً ومعاني إنسانية مشتركة، قد يكون مصدر الإلهام عنصراً من الطبيعة، أو نمطاً سماوياً، أو حتى لحظة عابرة، أعمل بعد ذلك على تحويل هذه الرموز إلى تصاميم تحكي قصصاً عن القوة، والرقي، والأمل، مما يتيح لكل قطعة أن تُلامس وجدان مرتديها بشكل شخصي.
ما أهمية الارتباط العاطفي في تصاميمكِ؟ وكيف تترجم الأفكار مثل التفاؤل إلى مجوهرات ملموسة؟

الارتباط العاطفي هو جوهر كل ما أبتكره، يجب أن تُشعِر المجوهرات من يرتديها بشيء ما: ثقة، حنين، أو حتى فرح هادئ. لترجمة المفاهيم المجردة مثل التفاؤل والفرح، أعتمد على الأشكال النابضة بالحياة، والخطوط المنحنية، والتفاصيل التي تثير المشاعر دون الحاجة إلى كلمات، الهدف هو أن تحمل كل قطعة حياة خاصة بها، وتوقظ إحساساً كلما تم ارتداؤها.
الاستدامة والابتكار
مع تزايد الاهتمام بالفخامة الأخلاقية، كيف تتعامل "لينور" مع مفهوم الاستدامة؟
نحن نحرص على تقليل أثرنا البيئي، ونتعاون مع موردين موثوقين للحصول على الذهب والأحجار الكريمة من مصادر أخلاقية، كما أن أغلب قطعنا تُصنع حسب الطلب وليس بكميات كبيرة، مما يُساهم في تقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية خلال عملية الإنتاج.
ما دور الابتكار في تصاميمك خصوصاً في الحفاظ على الحِرَفية مع مواكبة العصر؟

الابتكار يُمكّننا من الحفاظ على الحرفية التقليدية مع تطوير التصاميم بشكل مستمر، ندمج بين التقنيات التقليدية والتكنولوجيا الحديثة لنُتقن أدق التفاصيل، من التوازن في الأبعاد إلى تشطيب الأسطح، هذا التوازن يسمح لنا بتكريم فن صناعة المجوهرات مع الحفاظ على حداثة العلامة واستمراريتها في السوق المعاصر.
الخطط المستقبلية
ما هي خططك المقبلة؟

الفصل المقبل من رحلة "لينور" يحمل الكثير من الحماس، نستعد لافتتاح أول بوتيك لنا في دبي، وهو ما سيمنح العملاء فرصة عيش تجربة العلامة بكل تفاصيلها والإطلاع على القصص خلف كل مجموعة، سيجسّد هذا البوتيك جوهر "لينور": الأناقة، الخصوصية، والخلود، ويمثّل بداية مرحلة جديدة في نمو العلامة، مع الحفاظ على قيمها الأصيلة.
تابعي أيضاً: مجوهرات عصرية اختارتها النجمات في أسبوع باريس للهوت كوتور... منْ صاحبة القطع الأجمل؟