احتضنت العاصمة البريطانية معرض «جواهر»، الذي تنظّمه شركة «سواروفسكي
أليمنتس» Swarovski
Elements بالتعاون مع نخبة من المصمّمين العرب. فكان الحدث حواراً
بين الحضارات بأسلوب غير تقليدي، موقّع بأنامل مبدعين من عالم الأزياء، أجمعوا على
إبراز سحر الشرق من خلال العباءة الخليجيّة التي خرجت من خطوطها المعهودة، دون أن
تفقد هويتها الأصلية، حيث أنّها تحمل بين ثناياها إرثاً ثقافياً واجتماعيّاً تفخر
به كل امرأة عربيّة.
وهكذا، التقت التقاليد والموضة تحت راية الأناقة المترفة، فبعد دبي ها هو الزيّ الخليجيّ التراثي يحطّ رحاله في لندن لتختال العباءة مزهوّة بأحجار سواروفسكي الفاخرة، وتضيء سماء ضبابيّة بأناقة ورقيّ. جولة فنيّة رائعة
عناصر سواروفسكي ورحلة العودة إلى الجذور
في لقاء جمع الصحافيين من مختلف البلدان العربية، حرصت «اوتي شوماخر» Ute Schumacher مديرة قسم الإبداع والتصميم لدى «عناصر سواروفسكي» على شرح عملية البحث عن التميّز، وابتكار ألوان الكريستال والمؤثرات والأشكال والأحجام لكلّ موسم، ما يسمح بتقديم مجموعة هائلة ومتنوّعة للمصمّمين، تساعدهم في توسيع آفاق الابتكار والإبداع. فـ «عناصر سواروفسكي» توفّر إيحاءً بالفخامة والرقيّ لكل قطعة تزيّنها.
وقد اعتمدت أوتي شوماخر مع فريق عملها في بحثها لهذا العام، على عنصر الماء، فجاءت مروحة الألوان غنيّة بتدرّجات الزهري والبنفسجي والفضي، وصولاً إلى التدرّجات الأكثر دفئاً، كالأصفر والنحاسي والأحمر والبني وغيرها، مع مماشاة ألوان الأقمشة المستخدمة في تصميم العباءات الخليجيّة.
ولفتت أوتي إلى أنّ الاتجاه العالمي يصبّ في خانة الخصوصية، عن طريق تبنّي زيّ يعبّر عن فرادة المرأة وتميّزها، فكلّ الخطوط رائجة وكلّ امرأة تحرص على اعتماد أسلوب خاص بها. والسيطرة في الوقت الراهن هي للقصات التي تعود إلى التراث الخاص بكل منطقة...
وشرحت أيضاً كيف أنّ «سواروفسكي أليمنتس» Swarovski Elements تطلق الألوان والأشكال الجديدة وتعرضها على المصمّمين لتلبّي توجّهات مواسم الأزياء القادمة، وتوفّر للمصمّمين فرصة إتقان فن الزخرفة بالأحجار المبتكرة، ليحمل بعدها كل منتج شهادة الأصالة، عن طريق دمغه بشارة صنع من «عناصرسواروفسكي» Made With Swarovski Elements.
لقاء الشرق مع الغرب
أضيئت أنوار متجر «سواروفسكي كريستلايزد» Swarovski Crystallized في شارع «غريت مارلبورو» في لندن، حيث نصبت في وسطه خيمة من الحرير، تحيط بها المرايا الفخمة والفسيفساء والستائر المزيّنة بالكريستال. وأضفت الأرضية التفاعلية وأحجار البلّور المتناثر غموضاً فاتناً لفّ المكان، كما توزّعت في أرجاء الصالة فساتين المصمّمين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وعلى وقع الموسيقى الساحرة والأضواء الخافتة، اختالت العارضات بأزياء شرقية فاتنة، فبدون كأميرات خرجن للتو من قصص ألف ليلة وليلة، وظهرت العباءات محتضنة تاريخها وتراثاً امتد لمئات السنين، وقد زُيّنت أطرافها والياقة برسومات وأشكال عصريّة.
تصاميم حملت توقيع «سويت ليدي» Sweet Lady الشريك الأساسي في تنظيم الفاعلية، فكلّلت أحجار السواروفسكي أقمشة الجوخ والحرير، وازدانت أكمام العباءات بحرفية عالية وأحاطت الشيلة وجوه العارضات بأحجار السواروفسكي، جاذبة الضوء وعاكسة على الملامح سحراً وتألقاً.
وقد عبّر راشد المرزوقي، مالك «سويت ليدي» Sweet Lady عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الفنّي، الذي سمح له بالتعبير عن رؤيته وتقديم عروض جديدة وحصرية لزبائنه.
أمّا المصمّم زياد أنطون القادم من الكويت، فقد أحسن استخدام لآلئ الكريستال، فتناثر البريق على أطراف التصاميم التي حضنت القامة برقي وأناقة.
وجاءت تصاميم سهاد أكوري شرقيّة الهوى وغربيّة الخطوط حيث حضنت الأكمام أساور عريضة زخرفت بأحجار السواروفسكي البرّاقة.
ومن بين المعروضات تصاميم عائشة رمضان، أليساندرا ريش، «كانزي» وغيرها... فيما برزت أحذية مبهرة حملت تواقيع دييغو دولتشيني من إيطاليا وبيدرو غارسيا من إسبانيا...
تصالح الحضارات
في اليوم التالي للعرض، استضاف متجر «سواروفسكي كريستلايزد»Swarovski Crystallized ندوة صباحية بالتعاون مع Fashion Business Club، تحت عنوان «التقاليد تلتقي مع الموضة»، أرسلت الحاضرين الأجانب والعرب في رحلة ممتعة لاستكشاف تاريخ العباءة الخليجيّة، وما تحمله من إرث ثقافي واجتماعي. وقد شملت الندوة متحدّثين، أمثال راشد المرزوقي الذي شدّد على مدى أهمية العباءة وكيف يمكن أن تبرز جمال وأناقة المرأة بطريقة لائقة وراقية، فتلفّها بحرص وعناية كأنها جوهرة ثمينة، لتعانق القوام دون أن تقيّده وتضفي على الطلة سحراً خاصاً حرصت «سويت ليدي» Sweet Lady منذ نشأتها على المحافظة عليه والتمسك به.
أما زياد أنطون فقد أسهب في شرح تاريخ العباءة وثقافتها وتعلّق المرأة العربيّة بالتفاصيل الفاخرة وصعوبة نيل رضاها بسبب انفتاحها على الغرب، وكل جديد في عالم الإصدارات الفاخرة.
وكانت مداخلة لأوتي شوماخر التي رصدت مدى ولع المرأة العربيّة بكل ما يبرق ويلمع، وكيف أنّ هذا الأمر شكّل لها ولفريقها تحدّياً حثّها على ابتكار أشكال وألوان جديدة تهدف إلى إدهاش المرأة العربية كما المصمّمين العرب.
وتوالى على الكلام رشا خوري التي أطلقت موقع dia-boutique.com المتخصّص ببيع العلامات الفاخرة العالمية والعربيّة كالتي تحمل توقيع المصمّم العالمي جورج شقرا. ومن خلال تفاعلها مع زائري الموقع، أكدت خوري أنّ هناك طلباً متزايداً على كل ما هو مستوحى من التراث ومشغول بلمسة عصريّة.
أما مصمّمة أزياء دار «توجوري» Toujouri لمى المعتصم، فقد أشادت بذوق المرأة العربيّة وبمدى حرصها على اقتناء كل ما هو فاخر ومميّز، وقد جاء ترصيع العباءة بأحجار السواروفسكي ليغنيها عن إضافة الأكسسوارات، فتكتمل إطلالتها بمجرّد تبنيّ اللون المناسب لها.
حضرتها «سيدتي»، وعادت بهذه اللقطات.