5 خطوات بسيطة وسحرية لتقويم سلوك طفلك دون عقاب جسدي أو نفسي/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1826706-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84
اهتمي بخطوات بسيطة وسحرية لتقويم سلوك طفلك
كلنا نعرف ونتوقع أن الأطفال سوف يخطئون كثيراً في تصرفاتهم وسلوكياتهم بل إنهم سيفعلون ذلك أكثر مما قد تبدر منهم تصرفات صحيحة، ولذلك تصبح الأم عصبية طيلة الوقت ولديهم شعور مستمر بالغضب وتوتر الأعصاب، وتقوم أيضاً بضرب الطفل أو حتى شتمه والصراخ عليه كحلين لا ترى ثالث لهما على ما يسببه لها من إزعاج وهي لا تعرف أن الضرب أو الصراخ هما أكثر وسائل التربية فشلاً. ينصح علماء التربية وخاصة المرشدين التربويين المختصين بتربية الأطفال أن تستخدم عدة خطوات تعد خطوات بسيطة ولكنها فعاله من أجل تقويم سلوك طفلها وتصحيح أخطائه، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية مجيدة عابد، حيث أشارت إلى 5 خطوات بسيطة وسحرية لتقويم سلوك طفلك دون عقاب جسدي أو نفسي ومنها النقاش الهادئ والعقاب غير العشوائي وغيرها من الخطوات في الآتي:
1- مناقشة الطفل أفضل طريقة لتقويم سلوكه
النقاش مع الأطفال
اعتمدي طريقة النقاش مع الطفل بكل هدوء حين يرتكب خطأ ما، ولا تكوني أماً عصبية على الدوام أو توصفي بذلك من المحيطين بك لأن الأم في الحقيقة هي جهاز "الريموت كونترول" الذي يتحكم بطريقة مباشرة في تصرفات الطفل بمعنى أن الأم العصبية سوف يكون طفلاً عصبياً بالمقابل، ولذلك من الضروري أن تتماسكي اعصابك أمام أخطاء الطفل والتصرفات السيئة التي يقوم بها مهما كانت مستفزة؛ لأن بعض أخطاء الطفل التي توصف بأنها طفولية وليست أخطاء جسيمة تكون بدافع لفت الطفل لانتباه الأم، وقد يقوم الطفل ببعض الأخطاء والسلوكيات المستفزة لأنه يشعر بالغيرة، وحيث إن من أهم أسباب الغيرة عند الأطفال أن الطفل يشعر كثيراً بانشغال الأم عنه، فالطفل يكون حساساً وليس كما نعتقد ويكون العلاج الذي يقوم سلوكه بأن تتقرب الأم من طفلها، خاصة في وجود مولود جديد وأن تتعامل معه بهدوء واحتواء وأن تستخدم لغة جسدها لكي تكون هي المعبر الأول عن قربها وتفاعلها معه.
تحاوري مع طفلك حواراً قصيراً وهادفاً وحددي بكل هدوء الخطأ الذي وقع فيه مع ضرورة توضيح عواقب الخطأ ونتائجه وفي حال كنت تشعرين بالغضب وعدم القدرة على السيطرة على غضبك فيجب أن تؤجلي عقاب الطفل حتى تتمالكي أعصابك؛ لكي لا تحولي طفلك أيضاً إلى طفل عصبي مثلك وأن يرتكب أخطاء متتالية لتعبيره عن الغضب والعصبية فالخطأ يجر الخطأ، وبالتالي يجب الانتظار وقتاً ومناقشته بكل هدوء.
2- استخدام العقاب الفعال وليس العقاب العشوائي لتقويم سلوكه
اعلمي أن عقاب الطفل أي القيام بضربه أو شتمه أي إيقاع العقاب الجسدي او اللفظي به باستمرار وبعشوائية ولأتفه الأسباب ودون تحديد الأسباب الحقيقية سوى أن الطفل مثلاً يقوم بإشاعة الفوضى في المكان وهذا تصرف طبيعي وطفولي أو أنه يصرخ بصوت مرتفع ومزعج، فالأطفال يحبون ذلك الشعور فهذا الأسلوب المتكرر لا يعد أسلوباً تربوياً أو وسيلة تقويم وتعديل سلوك للطفل.
عرفي طفلك إلى سبب ودافع عقابه، بحيث لا يكون عقابه عشوائياً أو أن تعاقبيه عقاباً جماعياً، ويجب أن تعرفي أيضاً طريقة عقاب الطفل حسب عمره لأن أسلوب العقاب المناسب للطفل ذو الثلاث سنوات لا يكون مناسباً للطفل في عمر المدرسة أي في عمر ست سنوات، وفي كل حالة وحسب مرحلته العمرية يجب أن يعرف الطفل سبب عقابه؛ لكي لا يكرر الخطأ الذي أدى لكي تعاقبيه وتبدي غضبك منه، ولكي لا يعتاد أن يكون طفلاً معاقباً ومعنفاً أي أن يتوقع الضرب والتعنيف دائماً مما يؤثر على نفسيته وسلوكه.
3- التشجيع لعدم تكرار الأخطاء وتقويم سلوك الطفل
تشجيع الطفل
شجعي طفلك دائماً ولا تهدمي شخصيته بالتعنيف لأن هدم شخصية الطفل ومن خلال الأم التي تعد مدرسة الطفل الأولى يعني تكرار الأخطاء والتمادي فيها، ولذلك يجب أن تعرفي أن أسلوب تشجيع ومدح الطفل من الأساليب التي تقلل من أخطاء الأطفال وتقلل من السلوكيات السلبية بشكل كبير، ويجب أن تكتشفي مواطن القوة والنقاط الإيجابية في شخصية الطفل وتقومي بمدحه وتكريمه خصوصاً أمام الأب وأمام الغرباء.
اشكري طفلك وأثني عليه دون مبالغة في حال أنه لم يكرر الخطأ الذي قام به سابقاً، ويمكنك أن تكافئيه بهدية صغيرة، ولكن يجب عليك أن تراعي أن مدح الطفل يكون بمدح السلوك وليس الشخص نفسه، فمثلاً لا تقولي له أنت جميل، بل قولي له أنت طفل منظم، لكي يعرف الطفل أننا نحكم دائماً على الإنسان من خلال تصرفاته الحسنة وليس من خلال مظهره.
4- تحميل الطفل مسؤولية إصلاح الخطأ بنفسه لتقويم سلوكه
اطلبي من طفلك الذي ارتكب خطأ ما أن يقوم بإصلاح هذا الخطأ بنفسه ولا تكوني المبادرة او النائبة عنه، فمثلاً حين يقوم برمي الألعاب وبعثرتها في كل اتجاه، فعليك أن تطلبي منه وبكل هدوء وحزم أيضاً أن يقوم بجمعها في صندوق الألعاب بنفسه، ولا تقومي بهذا العمل بدلاً عنه ولا تطلبي من أحد إخوته أن يقوم بجمع ألعابه المبعثرة مثلاً؛ لأن هذا الأسلوب سوف يعوّد الطفل المخطئ على الاستهتار والاتكالية والتمادي في ارتكاب الخطأ، بل سوف يجده وسيلة لابتزاز الأم ومساومتها واستغلال عواطفها ومشاعرها.
تابعي رد فعل طفلك إزاء الخطأ الذي ارتكبه، حيث يجب أن تتركيه لبضع دقائق لكي يلتفت حوله، ويكتشف بنفسه حجم الخطأ الذي ارتكبه ثم تطلبي منه أن يجمع الألعاب أو أن يعيد ترتيب غرفة المعيشة أو أن يجمع الأواني التي قام ببعثرتها ورميها على أرضية المطبخ، وهناك بعض الأطفال الذين يحبون بعثرة كتبهم وكراساتهم، ولذلك يجب أن تطلبي منه أن يجمعها بحرص ويعيدها إلى الحقيبة المدرسية أو المكتب، وفي حال أنه لم يفعل ذلك فسوف ينتظر العقاب المؤلم حتى لو كان لفظياً من المعلمة أمام الزملاء في اليوم التالي.
5- منح الطفل الفرصة لكي يحاسب نفسه لتقويم سلوكه
طفل يفكر
اتبعي مع طفلك أسلوباً تربوياً حديثا وذكياً يعرف بـ"التايم آوت"؛ بمعنى أن طفلك حين يخطئ فيجب أن يختلي بنفسه لكي يفكر ملياً بالخطأ الذي وقع فيه؛ أي أنه ربما يكون قد اكتشف أنه قد تسرع وأصيب بالتهور، وربما كان قد ارتكب الخطأ بدافع اللعب، ولكنه تسبب في حدوث خسائر أو أضرار جسيمة بالآخرين أو بنفسه مثل الطفل الذي يركل على سبيل اللهو طاولة صغيرة وضع فوقها إبريق الشاي الساخن، فهو فعلياً قد قام بذلك بدافع اللعب وبأنه يريد أن يجرب قدرته على ركل الأشياء، خاصة أنه قد أصبح يهوى لعب كرة القدم مثلما يفعل الأطفال في سنه، ولكن النتيجة أن إبريق الشاي الساخن قد انسكب على الأرض، وقد يتسبب بحروق على جلد المحيطين به، وتلف الأثاث، ولذلك فالطفل بحاجة لكي نتركه لكي يفكر ويحاسب نفسه على أنه كان متسرعاً ولم يحسب العواقب.
دعي طفلك يجلس وحيداً في مكان منزوٍ، ولا تسمعيه من خلف الباب المغلق عليه أو من خلف الستارة مثلاً الشتائم أو تذكيره المستمر بخطئه، بل على العكس من ذلك دعيه يختلي بنفسه لبعض الوقت وأن يكون لديه فرصة كافية لكي يحاسب نفسه ويراجع أيضاً تصرفاته، وامنحيه الوقت المناسب ولكن لا يزيد ذلك على نصف الساعة؛ لكي لا يشعر طفلك حينها بأنه يتعرض للعقاب بالحبس والعزل، وهذه ملاحظة مهمة يجب أن تراعيها وتنفذيها كأم عند اتباع هذه الطريقة في تقويم سلوك الطفل، والذي يؤدي فعلياً إلى نتائج مثمرة.