بيئة أبوظبي تطلق مبادرة "غرس الإمارات" لزراعة أشجار القرم لزوار مؤتمر الأطراف COP 28

أشجار القرم. الصورة من wam
أشجار القرم. الصورة من wam

أعلنت هيئة بيئة أبوظبي عن إطلاق مبادرة "غرس الإمارات" لزراعة أشجار القرم لزوار مؤتمر الأطراف COP 28.

الزراعة باستخدام أساليب مبتكرة

وبحسب مكتب أبوظبي الإعلامي سيتم من خلال هذه المبادرة والتي تأتي بالتزامن مع عام الاستدامة زراعة أشجار القرم باستخدام أساليب مبتكرة مثل: الزراعة باستخدام الطائرات بدون طيار، حيث سيتم زراعة ما يقرب من 10 أشجار قرم لكل زائر مشارك بالمؤتمر. وسيتم زراعة القرم خلال الربع الأخير من هذا العام والتي تعتبر الفترة المناسبة لزراعة هذ النوع، وذلك ضمن المناطق الساحلية التي تعتبر من البيئات المناسبة لزراعة أشجار القرم مثل محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي ومدينة المرفأ وجزيرة الجبيل.

دعم أهداف مبادرة القرم - أبوظبي

يذكر أنّ هذه المبادرة تدعم أهداف مبادرة القرم - أبوظبي والتي أطلقت في فبراير 2022 خلال اللقاء الذي جمع "الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان"، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي، والأمير وليام ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز في منتزه قرم الجبيل في أبوظبي، لتوفير منصة لتطوير حلول مبتكرة لزراعة أشجار القرم والمساهمة في تخفيف آثار التغير المناخي والتوعية بأهميتها وضرورة استعادتها، وتعزيز مكانة الإمارة بصفتها مركزاً عالميًّا رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم.

أشجار القرم

يشار إلى أنّ أشجار القرم تعد من أكثر النظم البيئية الساحلية إنتاجية في العالم، وبالتالي فهي مهمة للغاية لأنها توفر مجموعة متنوعة من الخدمات البيئية والاقتصادية. فأشجار القرم تساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ فهي تعتبر من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة، ولها القدرة على تخزين وعزل الكربون. فلأشجار القرم القدرة على امتصاص الكربون تصل إلى 4 أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الامازون.
وتدعم أشجار القرم في إمارة أبوظبي مجموعة واسعة من صور التنوع البيولوجي، التي تتخذ من أشجار القرم موئلاً لها. وتلعب أشجار القرم أيضًا دورًا مهمًا في حماية الموائل المجاورة مثل طبقات الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية من الترسبات، فضلاً عن المساعدة في تحسين جودة المياه ودعم أنشطة السياحة البيئية.

أبوظبي تحتضن 85% من مساحة أشجار القرم

الجدير بالذكر فإنّ إمارة أبوظبي تحتضن 85% من مساحة أشجار القرم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكجزء من استراتيجيتها، تعمل الهيئة على دراسة هذه الموائل الساحلية الهامة والمحافظة عليها، وقد شهدت أبوظبي زيادة في مساحة أشجار القرم على مدى العقود الماضية بسبب برامج إعادة التأهيل وزارعة أشجار القرم، ويعود تاريخ الجهود لاستعادة أشجار القرم في دولة الإمارات إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث أطلق "الشيخ زايد" _رحمه الله_ برامج تشجير واسعة لزراعة أشجار القرم في شواطئ الدولة.
ومنذ إنشائها واصلت الهيئة الجهود التي بدأها الشيخ زايد من خلال تنفيذ العديد من برامج التشجير بالتعاون مع شركائها المعنيين، والتي شملت زراعة أشجار القرم وأثمرت عن زراعة 40 مليون شجرة قرم خلال الـ 10 سنوات الماضية، في جزر ومناطق مختلفة منها السعديات والجبيل وياس والحديريات وأبو الأبيض والظنة.
وقد ساعدت هذه البرامج على زيادة مناطق أشجار القرم بمقدار 64 كيلومترًا مربعًا. بالتوازي مع تطبيق قوانين الحماية الصارمة، حيث ازدادت مساحة مناطق أشجار القرم في أبوظبي بمعدل يتخطى 35%. واليوم تصل مساحة أشجار القرم في الإمارة إلى 176 كيلو متر مربع بما يشمل الأشجار الطبيعية والمزروعة.

الكربون الأزرق

وكانت الهيئة قد أطلقت مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق الذي ساهم في دراسة أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي، من خلال عزل الكربون، وأهمية موائل الكربون الأزرق والنظم البيئية. كشفت نتائج الدراسة أنّ أشجار القرم في أبوظبي تحتوي على 98 طنًا من الكربون لكل هكتار؛ أي ما يعادل 1.7 مليون طن لمساحة 17,500 هكتار من أشجار القرم في أبوظبي. وفي عام 2020، تم تنفيذ " الدراسة التجريبية السنوية لعزل الكربون بأشجار القرم" لتقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم، والتي كشفت قدرتها على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًّا. وهذا يعادل 8750 طنًّا أي ما يوازي استهلاك الطاقة في 1000 منزل بشكل سنوي.


يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر