نظّمت مكتبة محمد بن راشد، على مدار يومين متتاليين، ورشة عمل تدريبية متميزة بعنوان «إعداد خطاب مؤثر ومقنع»، قدّمها الأستاذ سيف المزروعي، المستشار والمدرب المتخصص في فنون الخطابة والتأثير.
وشهدت الورشة حضوراً مميزاً من مختلف الفئات العمرية والمهنية التي تسعى إلى تطوير مهاراتها في صياغة الخطابات وتقديمها بأسلوب مقنع يجذب المستمعين، في خطوة مهمة لتعزيز التواصل اللفظي وغير اللفظي في الحياة الشخصية والمهنية.
ورشة إعداد خطاب مؤثر ومقنع
تناولت الورشة مفهوم التحدي في الخطابة، والتحديات الداخلية التي يواجهها المتحدثون، مثل الخوف من الفشل، والشك بالنفس، وصراع الأولويات، ومقاومة التغيير، والتردد في اتخاذ القرارات، كما تطرقت إلى أن هذه التحديات تعتبر حجر الزاوية التي يجب معالجتها قبل الشروع في إعداد الخطاب، لأن التغلب عليها يرفع من مستوى الأداء ويعزز الثقة بالنفس.
وسلطت الضوء على منهجية إعداد الخطاب المؤثر، والتي تبدأ بفهم عميق للرسالة التي يراد إيصالها، مروراً بتحديد الهدف بوضوح، وتحليل الجمهور المستهدف بدقة لضمان توافق المحتوى مع توقعاتهم واحتياجاتهم. وأشار المدرب إلى أن الإعداد المسبق يشمل صياغة الخطاب بشكل متقن، بحيث يكون بسيطاً، وواضحاً، ومؤثراً في آن واحد.
وخلال الورشة، ركّز الأستاذ سيف المزروعي على الجانب العملي، حيث عرّف المشاركين على مجموعة من الوسائل الحديثة في صياغة الخطاب وتقديمه، ومنها: لغة الجسد، ككيفية استخدام حركات اليد، وتعابير الوجه، ووضعية الجسم لتعزيز الرسالة وزيادة مصداقية المتحدث؛ والنبرة الصوتية، كتوظيف التغييرات في الصوت من حيث القوة، والارتفاع، والسرعة، والتمهّل، واستخدام الصمت كأداة فنية لإبراز النقاط المهمة؛ والتواصل البصري، كطرق بناء علاقة تواصل مع الجمهور عبر النظر المباشر والمنتظم.
كما تطرق إلى أهمية تعزيز الانتباه لخلق أجواء تفاعلية، وإدارة التوتر والخوف من خلال تمارين عملية وتقنيات تنفسية، وتعلم كيفية استغلال التوتر بشكل إيجابي، والتعامل مع الأسئلة والاعتراضات، حيث قدّم استراتيجيات فعالة للرد بثقة واحترافية على أسئلة الجمهور أو اعتراضاتهم.
برنامج ومستهدفات ورشة إعداد خطاب مؤثر ومقنع
وتضمّن برنامج الورشة مجموعة من التمارين التطبيقية التي شارك فيها الحضور بشكل مباشر، مما أتاح لهم فرصة ممارسة التقنيات المكتسبة وتطبيقها عمليًا في بيئة تفاعلية، وقد عكس تفاعل المشاركين مستوى الحيوية الذي ميّز الورشة، معربين عن القيمة الكبيرة التي وجدواها في المحتوى والتجربة.
وعلّق أحد المشاركين: "لطالما اعتقدت أن الخطابة موهبة فطرية، لكن اليوم تعلمت أنها مهارة يمكن تطويرها بالتدريب والممارسة"، بينما أضافت إحدى المشاركات: "لم تقتصر الفائدة على مهارات الإلقاء فقط، بل تعدتها إلى بناء الثقة بالنفس بشكل عام".
وتعكس هذه الورشة التزام مكتبة محمد بن راشد بتعزيز المهارات اللغوية والثقافية، ومواكبة التطورات التي يفرضها العصر الحديث على أدوات التواصل والإعلام، وتهدف المكتبة من خلال تنظيم مثل هذه البرامج إلى رفع مستوى الكفاءات العربية في مجال الخطابة والإلقاء، لاسيما في ظل الحاجة المتزايدة إلى مهارات تواصل عالية تُمكن الأفراد من إيصال رسائلهم بفعالية وإقناع.
تابعي أيضا مكتبة محمد بن راشد تُثري المشهد الثقافي بمجموعة من الفعاليات المميزة خلال مايو
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس