"إنديرا"دار ضيافة يجمع بين عبق الماضي بتراثه الغني وسحر الحاضر بجماليته

عمره 220 عاماً، اسمه يعني «رائع» باللغة السنسكريتية، يضمّ مختلف الحضارات، من الإسلامية إلى العثمانية إلى الشامية والآسيوية... كل من يدخل إليه من بابه الخشبي العريض يشعر بانبهار كبير لما يستقبله من لوحات، وتحف، وسجاد، وقطع أثرية نادرة الوجود من أرجاء العالم.
Indira Guest House الواقع في بلدة الكفور (جبل لبنان) هو الملجأ المثالي بعيداً عن العاصمة وضوضائها.


تنسيق: ساره مرتضى
تحرير: عفت شهاب الدين 
تصوير : جويل كنعان 
 

بداية القصة

بدأت قصتنا عام 1986 عندما أصبح منزل لبناني جميل عمره أكثر من 200 عام منزلًا لعائلتنا، فهو على مدار ما يقرب من أربعة عقود، شهد العديد من عمليات الترميم؛ ما وفّر معالم عدّة من الفرح والذكريات التي لا تعدّ ولا تحصى كما تقول صاحبة المنزل داني باز في حديثـــــــها لـ «سيدتي».

مالكة الدار داني باز ومديرته إيزابيل إدّه

كنت أبحث مع زوجي عن منزل تراثي قديم في منطقة جبلية مع منظر خلاب وحدائق تحيطه، فوجدنا هذا المنزل الذي كان مهجوراً، ولفتنا جداً بسبب تراثه، ومع الوقت تحوّل من منزل لبناني تقليدي إلى منزل للضيافة يدمج بين الشرق الأقصى والشرق الأدنى، بمكوّناته ومحتوياته وروحه والحجر الذي يتمتّع باللونين الأبيض والأًصفر... هذه كانت انطلاقة المشروع.

 

 "إنديرا" ومجموعة فنية أصلية من مختلف الثقافات

غرفة الاستقبال الرئيسية مع سقف من الخشب وثريا فخمة جداً

 

اليوم Indira Guest House يضمّ مجموعة فنية أصلية من مختلف الثقافات والمناطق الممتدة من الشرق الأوسط إلى شرق وجنوب شرق آسيا، سواء من التحف والمنحوتات والأعمال الفنية الحصرية التي وجدت طريقها إلى هذا المنزل الكبير بعدما تمّ تجميعها من جيل إلى جيل لمدة طويلة عبارة عن 30 عاماً، وهي تنتمي إلى العائلتين؛ أي عائلتي وعائلة زوجي. وقد وجدت مكانها المناسب في هذا المنزل لمشاركتها مع الناس؛ ما أضاف إلى طابعه المميّز مكانة خاصة، فبات منزلاً لالتقاء الحضارات والأديان والثقافات والمجتمعات.
في عام 2022 تمّ تحويله إلى دار ضيافة وإنديرا اسم يعني «رائع» باللغة السنسكريتية، فلا شكّ أن الضيوف على مختلف جنسياتهم سيجدون الراحة والهدوء الذين يبحثان عنهما في أجواء ترحيبية وخدمة ممتازة ومأكولات لذيذة.

قطعة أثرية فريدة من نوعها في قاعة الاستقبال


تابعوا معنا بحوالي 2.8 مليون درهم إماراتي .. الاعلان عن الدورة الثامنة لـ "جائزة محمد بن راشد للغة العربية".
تمّ تجديده بالتعاون المشترك بين كارلا باز، المصممة الحائزة على جوائز عدة، وميزون طرزي Maison Tarazi صانعي الحرف الشرقية الراقية منذ عام 1862، وكارول ترزي نسناس، مصممة الديكور الداخلي. صمم المنزل لنقل الزوّار إلى مكان؛ حيث يجتمع الماضي والحاضر بطرق تستحضر عصراً ذهبياً من الفخامة المتطوّرة والبسيطة، فنلاحظ أن النجارة الدمشقية مندمجة ومتناغمة مع صور صينية ملوّنة، كما امتزجت القطع العتيقة مع الخطوط الحديثة ولوحات الألوان، أما الأرائك أو الوسادات المخملية فهي تتميّز بالأنماط المزخرفة لجلب الأناقة الدقيقة والراحة، والنتيجة المؤكدة أن “إنديرا” مسكن فريد من نوعه يضفي السرور والبهجة على قاطنيه.
وتضيف داني باز حول شرحها للمنزل إلى أن الطابق السفلي يضمّ المعرض الحجري المقبب الشهير (الذي كان في الأصل إسطبلاً)، وبات اليوم مكاناً متجدّداً للتجمّعات مع الاستماع لصوت الموسيقى الراقية. يتسّم مدخل البيت أو الصالة الكبيرة بالدمج بين حضارات عدة (خناجر من اليمن، والسعودية، وعُمان...) موجودة داخل خزانة عثمانية، ومن الجهة الأخرى توجد خزانة أخرى تتضمّن قطعاً من الفخار قديمة جداً تعود إلى 3 آلاف عام، إضافة إلى لوحة كبيرة تعبّر عن الحضارة الصينية الموجودة في المنزل وخزانة الأديان فيها كتب حول الأديان وهي قديمة جداً. أما الأسقف الشرقية فهي تعود إلى 220 عاماً تتزيّن بثريات فارسية نادرة جداً. تمّ وضع جميع التحف بطريقة معينة فيها ذوق، وفتحنا المنزل لكل شخص يحب زيارته وقضاء وقت ممتع داخله وبين مكوّناته.

 

دار  ضيافة ورحلة الانتقال إلى عالم جديد

الطابق السفلي الحجري المقبّب الذي بات مكاناً للاستماع الى الموسيقى الهادئة

أما مديرة المنزل إيزابيل إدّه، فتشير في حديثها إلى أنه يمكن للزوّار الجلوس في غرفة الطعام الرائعة لدينا، أو في تراس الفناء بجوار النافورة أو بركة المياه، وتحيط به الحديقة الخضراء، وفي كلتا الحالتين سيشعر الضيف بالانتقال إلى عالم جديد تماماً، وسوف يستمتع بالأطباق اللذيذة والمنوّعة من المأكولات العربية والغربية. كما نقدّم قوائم محدّدة أو بوفيهاً للغداء والعشاء، إضافة إلى أن خدمة تناول الطعام في هذا المنزل متاحة للمقيمين وضيوفهم لتناول طعام الغداء والعشاء.

 

 

غرفة الطعام الرئيسية التي تضمّ طاولة ضخمة جداً من الخشب الفخم


من الملاحظ أن طاولة الطهاة الخاصة في المنزل تقع تحت أشجار الجوز الطويلة وفناء ساحر، وتعد مكاناً مبهجاً للاستمتاع بتجربة تناول الطعام في الهواء الطلق على سبيل المثال، كما يوجد حوض السباحة بلونيه الأزرق والأخضر جنباً إلى جنب مع المناظر الطبيعية المستوحاة من الطراز الآسيوي، بغية الهروب إلى مساحة واسعة من الاسترخاء. من دون أن ننسى بالطبع المنتجع الصحي مع مجموعة متنوّعة من العلاجات المهدّئة لتجربة منعشة لا مثيل لها. تفاصيل هذا البيت للضيافة مستوحاة من العمارات العثمانية والشرقية بالنقشات، والزخرفات، والبلاط المميّز، والسجاد الفخم، والديكور القديم الساحر...

 

الباحة الخارجية للدار تتوسطها بركة وتزيّنها أشجار الزيتون


يبهر زوّاره بالعدد الكبير من الأثريات واللوحات من مختلف البلاد العربية والشرقية. مكان واحد، لكنه يجمع بين التراث الغني بالتاريخ، والجو الدافئ، والمدفأة المزخرفة كالتحفة، ومكتبات فيها كتب كثيرة ومنوّعة بمختلف اللغات العالمية من الفنون، والاقتصاد، والسياسة والكوميديا، موزّعة على جميع الغرف وأجنحة النوم للقراءة.

 

جناح للنوم مع قطع أثرية من حضارات مختلفة


وهناك مكان خاص للمسّاج والاسترخاء ورياضة التأمّل، إضافة إلى حوض السباحة، وتحيط بهذا المكان الخلاب الحدائق الكبيرة وأشجار الزيتون. من أسماء أجنحة النوم أّذكر: والي Wali، وسلطانة Sultana، وإزنيك Izniq، وباشا Pasha، وسيراليو (الجنوبي والشمالي) Seraglio مع صالون مشترك بينهما، وفيزير Vizir، وتريزارا Trisara، وأناندا Ananda. وهي مصمّمة بتصميم شرقي مميّز للاسترخاء والاستمتاع لساعات طويلة من دون الشعور بالملل. وتوضح إيزابيل في حديثها إلى أن هذا المنزل يملكه أصحاب قريبون جداً من قلبها وقد عرضوا عليها مهمة إدارته؛ الأمر الذي أسعدها كثيراً؛ لأنها شاركت مع مالكيه ذكريات جميلة، فهذا المنزل يملك طاقة وحيوية لا مثيل لهما، كما أنها تهتم شخصياً بنشر الزهور في كافة أرجائه وزواياه. وكما لاحظنا المنزل مكوّن من 3 طوابق، من يقصده يعيش في عزلة اجتماعية تامة عن العالم الخارجي.

 

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط.