ماذا نفعل في حالة: الإفطار على الأذان الخطأ؟

ماذا نفعل في حالة: الإفطار على الأذان الخطأ؟
ماذا نفعل في حالة: الإفطار على الأذان الخطأ؟

شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُضاعف فيه الحسنات، ولقد شرَع لنا الله سبحانه وتعالي صيام رمضان، وجعَلَه أحدَ أركان الإسلام، فكان لزاماً على كل مسلم أن يتعلَّم من الأحكام ما يتعلَّق بفقه الصيام، خاصة ما يخص حالات الإِفطار في شهر رمضان. بالسياق التالي "سيدتي" التقت الشيخ عمرو سيد أحمد، من علماء الأزهر، في حديث حول الإفطار في شهر رمضان وقواعده وسننه وأخطائه وكيفية تجاوز هذه الأخطاء إن حدثت.

صومه صحيح ولكن الأحوط القضاء

إذا غربت الشمس فقد حل للصائم الإفطار

يؤكد الشيخ عمرو لـ"سيدتي": إن الإفطار في شهر رمضان بلا عذر كبيرةٌ من كبائر الذنوب، وتجب التوبة على مَنْ أفطر في رمضان بغير عذر؛ فلا بُدَّ من أن يتوب المفطر منها بالتوبة الصادقة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَإِنْ صَامَهُ"، وفي حالة إذا أفطر الإنسان على أذان خطأ؛ فصومه على جمهور الفقهاء صحيح، ولكن الأحوط أن يقضي هذا اليوم فيعيده مرة أخرى بعد رمضان.

هل من سنن تعجيل الفطر يكون المعتبر الأول هو غروب الشمس أو الأذان؟

يقول الشيخ عمرو: على الإنسان أن يتحرى ويتأكد من أذان المغرب في شهر رمضان بأي طريقة ما، فيمكن عن طريق الساعة أو الراديو أو التلفاز، أو التحقق من الغروب؛ فمن المعروف من سنن الصوم تعجيل الفطر، بأن يفطر الصائم بعد تحقق الغروب، وقبل أداء صلاة المغرب، فالمعتبر الأول غروب الشمس، لا الأذان، ولا سيما في الوقت الحاضر، حيث يعتمد الناس على التقويم، ثم يعتبرون التقويم بساعاتهم، وساعاتهم قد تتغير بتقديم أو تأخير، فلو غربت الشمس، وأنت تشاهدها، ولم يتم الأذان في وقته؛ فلك أن تفطر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلى لأنه القائل: "إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا؛ فقد أفطر الصائم"، ويجوز للصائم الإفطار في شهر رمضان إذا غلب على ظنه غروب الشمس ولا يُشترط حصول اليقين، بل تكفي غلبة الظن، فإذا غلب على ظن الصائم أن الشمس قد غربت، فأفطر؛ فلا شيء عليه، ولا يجوز له أن يفطر وهو شاكٌّ في غروبها.
ويمكنك بالسياق التالي التعرف إلى: فوائد الإفطار على التمر في رمضان بمعرفة اختصاصية تغذية

هل يمكن الاعتماد على الأذان عند الإفطار والإمساك؟

يقول الشيخ عمرو: إذا غربت الشمس فقد حل للصائم أن يفطر، سواء أذن المؤذن أو لم يؤذن؛ فالعبرة بغروب الشمس، وبعض المؤذنين قد يتأخروا في الأذان بعد غروب الشمس بفترة، فلا عبرة بأذانه، وفعله هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على المبادرة بالإفطار بعد غروب الشمس، فقال: "لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْر".

لا يجوز الفطر قبل الغروب حتى لو أذن المؤذن خطأً

لا يجوز الإفطار قبل الغروب حت لو أذن المؤذن خطأً

وبحسب الموقع الرسمي للشيخ العلامه أبن باز رحمه الله يقول إن أذان المغرب علامة وُضعت للدلالة على غروب الشمس، والفطر للصائم يكون بغروب الشمس، فإذا غربت الشمس فقد أفطر الصائم، فلا يجوز الفطر قبل غروب الشمس حتى لو أذن المؤذن خطأً للمغرب أو أطلق مدفع الإفطار خطأً قبل غروب الشمس، فقد قال تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِ}؛ فالعبرة بغروب الشمس لا بالأذان ولا بمدفع الإفطار.

المؤمن مأمور بالاحتياط لدينه

وبحسب الموقع الرسمي لسماحة الشيخ العلامه ابن باز رحمه الله يقول: إن المؤمن مأمور بالاحتياط لدينه، والبعد عن الشبهة، فإذا أذن المؤذن عند الغروب؛ فلا تعجلي وأنت صائمة حتى تطمئني إلى أنه مؤذن على الوقت، لأن بعض المؤذنين قد يعجل ويسارع إلى الأذان من غير تثبت، وفي الغروب يحتاط في عدم الإفطار، لأجل أن بعض المؤذنين قد يتقدم وقد يسارع، فعليكِ بالاحتياط في الأمرين جميعاً في الصبح وفي الغروب، في الصبح تقدمي بالسحور، واحتاطي حتى إذا جاء قرب الأذان إذا أنت قد فرغت من كل شيء، وصمتِ على يقين، وسلمت من الأكل وقت الشبهة، وفي الغروب لا تعجلي حتى تطمئني أن المؤذن أذن على الغروب، إلا إذا عرفت إنساناً ثقة معروف بالثقة، وأذن فاعتمدي عليه، ولا بأس، نعم.

هل يُشترط انتظار المؤذن حتى ينتهي من الأذان ليفطر؟

يقول الشيخ عمرو ليس شرطاً أن ينتظر الصائم المؤذن حتى ينتهي من الأذان ما دام تأكد من دخول الوقت الصحيح؛ فله أن يفطر حينما يبدأ المؤذن في الأذان بقوله الله أكبر، لأن موعد الصوم هو طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فمتى تحقق الصائم من الغروب؛ فله أن يفطر، وليس بشرط أن يسمع الأذان بأذنيه، كأن يتحقق بالمنبه أو الساعة وغير ذلك، ولكن الاستحسان عند بعض الناس انتظار الأذان وأن يردد الصائم ما يقول المؤذن من أول الأذان إلى آخره، والحنابلة تقرر أن الإنسان يُندب على الإجابة للأذان فى الصلاة، والصائم عقب الغروب مدعو للإفطار والتعجيل به قبل الصلاة بدليل الحث على ذلك التعجيل وبدليل أن النبى كان يفطر على تمر قبل أن يصلي، من كل هذا نفهم أنه لا يجوز للصائم أن ينتظر عند الإفطار إلى أن ينتهى الأذان.
وإذا تابعت السياق التالي؛ فستتعرفين إلى فضل إفطار الصائم في شهر رمضان المبارك