لا يمكننا تجاهل الواجب الأخلاقي تجاه تزايد الاحتياجات الإنسانية العالمية، فمع تفاقم الأزمات العالمية واحتدامها واختلاف أسبابها، تتزايد الحاجة إلى الدعم الإنساني، فهناك ملايين الأشخاص حول العالم يومياً يعانون في خضم أزماتٍ تُهدد حياتهم، ويحتاجون لمن يمد لهم يد العون التي تنقذهم وتعيد لهم نبض الحياة من جديد، ومن هنا تبرز أهمية العمل الإنساني وما يُقدم من خلاله من مساعدات إنسانية تمثل شريان حياة حيوياً لتخفيف معاناة هؤلاء الأشخاص، حيث يُقدّم مجموعةً متنوعةً من الخدمات الأساسية للمحتاجين، وفق هذا السياق يحتفل العالم اليوم 19 أغسطس باليوم العالمي للعمل الإنساني.
العمل الإنساني يحقق السلام والرخاء للبشرية

بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org ، فأحد أهم أهداف الأمم المتحدة، كما هو منصوص عليه في ميثاقها، "تحقيق التعاون الدولي في حل المشكلات الدولية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني". وقد قامت الأمم المتحدة بذلك لأول مرة في أعقاب الحرب العالمية الثانية في قارة أوروبا المدمرة، التي ساعدت في إعادة إعمارها.
ويعتمد المجتمع الدولي الآن على المنظمة لتنسيق عمليات الإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية والبشرية في مناطق تتجاوز قدرة السلطات الوطنية وحدها على تقديم الإغاثة. وهو ما يعني تحقيق الاستقرار العالمي وتقليل معدلات الفقر وتحقيق السلام والرخاء بالعالم مما يُبقينا جميعاً أكثر أماناً على هذا الكوكب.
وقد أقرت الأمم المتحدة اليوم 19 أغسطس ليكون اليوم العالمي للعمل الإنساني ويتم الاحتفال به سنوياً، وهو يوم دولي يُكرّم العاملين في المجال الإنساني، وخاصةً أولئك الذين ضحوا بحياتهم أثناء تأدية واجبهم.
قد ترغبين في التعرف أكثر إلى: أهمية العمل الانساني على المجتمع في اليوم العالمي للعمل الإنساني
شعار 2025: " تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية"

وفقاً للأمم المتحدة، إذا ألقينا نظرة عامة على الوضع الإنساني العالمي بالعام 2025، يتأكد لنا اتساع نطاق الأزمات ومن ثم فالحاجة مُلِحّة لإيجاد مصادر لتمويل العمل الإنساني بالكامل، وقد وقع الاختيار هذا العام 2025 ليتم الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية".
يُسلّط هذا الشعار الضوء على الدور الحيوي للمستجيبين في الخطوط الأمامية، وعلى التهديدات غير المسبوقة التي تُواجه المدنيين وعمال الإغاثة، حيث يُجسّد فكرة بسيطة وراء المساعدات الإنسانية مفادها أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتحد لدعم المتضررين من الأزمات الإنسانية، ولكن بطريقة تُشرك المجتمعات المحلية ليس كمستفيدين فحسب، بل كمشاركين فاعلين وقادة يُشكّلون مستقبلهم.
تمكين المجتمعات المحلية للمشاركة في سياق العمل الإنساني
بحسب موقع rescue.org، المختص بالعمل الإنساني العالمي يُعد التركيز على المجتمعات المحلية في قلب الأزمات الإنسانية أمراً بالغ الأهمية. فالدعم الدولي بالغ الأهمية، لا سيما بين البلدان ذات الدخل المرتفع والمنخفض وقد كرّس بعض المتخصصين في المجال الإنساني حياتهم بأكملها للعمل بمجالات محددة للاستجابة والدعم.
بحسب ما تم رصده خلال العام 2025 فبعض حالات الطوارئ قد تكون غير متوقعة، لكنها، للأسف، حتمية، مما يعني أن حالات سوء التغذية لدى الأطفال من المرجح أن ترتفع في أوقات معينة من السنة، وكثير من المشاكل الأخرى التي تواجهها العديد من دول العالم ومن ثمّ فكلما تمكنت المجتمعات من بناء أنظمتها الخاصة للصمود، زادت قدرتها على إنهاء حالة الطوارئ - حتى قبل أن تبدأ أحياناً.
والرابط التالي يعرفك في اليوم العالمي للعمل الإنساني.. حملةٌ ستوصل أصواتكم إلى القادة لإنقاذ العالم