تلعب المتاحف دوراً أساسياً في الحفاظ على التراث الثقافي والموروث التاريخي، وتعزز لدى الأفراد الشعور بالانتماء والفخر، كما تُعد أيضاً مراكز ثقافية تلتقي فيها المجتمعات للتعلم وتبادل الخبرات، وتُساهم في النسيج الثقافي والاجتماعي للمجتمع، إلى جانب أنها تُعد مصدر إلهام للفنانين والمهنيين؛ حيث تُتيح لهم رؤية أعمال الآخرين وتُشجعهم على الإبداع، ويشعر زوار المتاحف وكأنهم يسافرون عبر الزمن، "سيدتي" تقدم لكِ 5 من أكبر متاحف العالم، وقد تختلف في التصنيف حسب المعيار "المساحة، عدد الزوار، عدد القطع"؛ حيث تُسهم المتاحف في اعتزاز الأفراد بتراثهم وتحصين هويتهم الثقافية، خاصة في ظل العولمة والتأثيرات الثقافية المتزايدة.
متحف اللوفر يضم أكثر اللوحات شهرة في تاريخ البشرية
يعد متحف اللوفر أحد أهم وأعرق وأشهر المتاحف الفنية في العالم، في البداية شُيد كقلعة على الضفة اليمنى لنهر السين؛ لتحمي مدينة باريس، ثم أصبح فيما بعد مقراً للحكم، وكان آخر منْ اتخذه مقراً رسمياً الملك لويس الرابع عشر الذي غادره إلى قصر فرساي عام 1672م؛ ليتم تحويله إلى متحف خالد يحفظ للبشرية ذاكرتها عبر الأزمان، ويعد متحف اللوفر وجهة رئيسية لملايين الزوار سنوياً، حيث يضم المتحف مجموعة واسعة من المقتنيات تضم أكثر من 480.000 قطعة ويعرض أكثر من 35000 قطعة فنية في وقت واحد.
تمتد المعروضات من الأعمال الفنية التي تعود إلى الحضارات القديمة إلى منتصف القرن التاسع عشر، وبه العديد من الآثار المصرية التي تم نقلها إلى فرنسا خلال فترة الحملة الفرنسية على مصر، كما يضم العديد من المنحوتات واللوحات والتحف الفنية الرائعة؛ حيث تعد لوحات متحف اللوفر من أكثر اللوحات شهرة للبشرية والتي أنتجها أمهر الفنانين في كل العصور؛ حيث تعرض هذه اللوحات المهارات الفنية التي لا مثيل لها والتي يمتلكها النحاتون والرسامون الأسطوريون في العصور الوسطى وعصر النهضة، ومن أبرزها الموناليزا التي رسمها ليوناردو دافنشي هي أبرز ما في متحف اللوفر، على الرغم من وجود العديد من الكنوز الجديرة بالملاحظة، مثل فينوس دي ميلو، ونفسية أنطونيو كانوفا التي أحيت بقبلة كيوبيد، والنصر المجنح لساموثريس، إلى جانب أقسام تشمل الآثار المصرية وآثار الشرق الأدنى والآثار اليونانية والإترورية والرومانية والفنون الإسلامية والمنحوتات والفنون الزخرفية واللوحات والمطبوعات والرسومات، وتجذب الأهمية التاريخية والثقافية والجمالية للمتحف السياح من جميع أنحاء العالم، مما يجعله إحدى أكثر مناطق الجذب زيارة في باريس.
قد ترغبين في التعرف إلى الموضوع التالي: سرقة القرن في متحف اللوفر بباريس ليست الأولى.. سرقات غامضة تهزّ المتحف عبر الزمن
المتحف البريطاني يوثّق تاريخ الثقافة الإنسانية

المتحف البريطاني هو متحف عام للفن والثقافة الإنسانية أي مخصص للتاريخ البشري والفن والثقافة في منطقة بلومزبري بلندن؛ حيث يوثّق المتحف تاريخ الثقافة الإنسانية من بدايتها إلى وقتنا الحاضر، وهو أول متحف وطني عام في العالم، ولقد تم تأسيس المتحف في منتصف القرن الثامن عشر؛ ليضم مجموعات نفيسة من التحف تم تجميعها من جميع أنحاء العالم.
توثق معروضات متحف لندن ثقافة الإنسان وفنونه منذ بداياته الأولى على الأرض حتى يومنا هذا، وهي تضم مجموعات دائمة تتكون من ثمانية ملايين عمل تعد الأكبر في العالم، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1753، وكان أول متحف وطني عاماً ومجانياً في العالم، ويحتوي المتحف على مُقتنيات مهمة في علم الآثار والإثنوغرافي، وتم تصميم مبنى المتحف على الطراز اليوناني بواسطة السير روبرت سميرك، ويضم مجموعة هائلة من التحف التاريخية والثقافية من جميع أنحاء العالم. كما يحتوي المتحف على العديد من القطع الأثرية البارزة، من أبرزها، حجر رشيد، وهو قطعة جرانيتية كانت مفتاح فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، ومنحوتات البارثينون والتي تُعرف أيضاً باسم "رخاميات إلجين"، وهي من معبد أثينا في اليونان، إلى جانب مجموعة كبيرة من المومياوات المصرية والتحف من مصر القديمة، والأداة الحجرية "أولدوفاي وهي أقدم قطعة أثرية في المتحف، وبعض الآثار الآشورية، وأعمال فنية رائعة من الفضة والذهب والأصداف من حضارة بلاد ما بين النهرين، وكنوز من دفائن السفن تعود للقرن السابع الميلادي والتي عُثر عليها في ساتون هوو، والسيراميك الصيني من سلالات مينج والكثير غيرها.
قد ترغبين في التعرف إلى: أهمية المتاحف التعليمية
متحف المتروبوليتان للفنون يضم مليوني قطعة فنية تغطي خمسة آلاف عام من التاريخ

متحف المتروبوليتان للفنون، المعروف باسم متحف المتروبوليتان، هو واحد من أكبر وأشهر المتاحف الفنية في العالم، ويقع في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، ولقد تأسس في عام 1870 وافتتح للجمهور في عام 1872.
يضم المتحف أكثر من مليوني قطعة فنية تغطي خمسة آلاف عام من التاريخ الفني والثقافي، وتتمثل أبرز مقتنيات المتحف بالفنون الزخرفية الأمريكية، الدروع، والأسلحة، والآلات الموسيقية، والصور الفوتوغرافية، والتماثيل الرومانية، والفنون المصرية، والبابلية والآشورية، وغيرها الكثير، ويقع المتحف في الطرف الشرقي من سنترال بارك، على شارع فيفث أفنيو بين الشارعين 80 و84، ويحتوي المتحف على عدة أقسام رئيسية مثل قسم الفنون الأفريقية والأوقيانوسية، قسم الفنون الآسيوية، قسم الأسلحة والدروع، وغيرها المجموعات، التي تشمل الفنون المصرية القديمة، الفنون الأوروبية، الفنون الأمريكية، الفنون الإسلامية، فهو يضم أكثر من 15000 قطعة تعكس التقاليد والعادات الثقافية لشعوب الدول الإسلامية الممتدة بين دولتي إسبانيا وأندونيسيا، الفنون الآسيوية، والأوقيانوسية، وغيرها.
اللافت بالمتحف أنه مركز لعرض أعمال أكبر وأهم الفنانين بالعالم؛ حيث تتزين الجدران بعدد مدهش من اللوحات الأصلية التي كرست للعديد من المدارس الفنية على مدار التاريخ ومنها لوحات لفان غوخ، بيكاسو، رامبرانت، فيرمير، ومانيه، كما يعرض المتحف 200 عمل تعود إلى العصور القديمة والوسطى من بينها فسيفساء وجداريات ومجوهرات ومخطوطات، تعكس ألف عام من تأثير الإمبراطورية البيزنطية على المجتمعات المسيحية في مصر وتونس وإثيوبيا، وتتمثل أبرز مقتنيات المتحف بالفنون الزخرفية الأمريكية، والدروع، والأسلحة والدروع، والآلات الموسيقية، والصور الفوتوغرافية، والتماثيل الرومانية، والفنون المصرية، والبابلية والآشورية، وغيرها الكثير.
وإذا تابعتِ الرابط التالي سنأخذكِ في: جولة على أشهر المتاحف في العاصمة باريس لهواة الثقافة
متاحف الفاتيكان تعكس تاريخ الفن الغربي وتراث الحضارة المسيحية
متاحف الفاتيكان هي عبارة عن مجموعة متاحف وفي نفس الوقت مدينة الفاتيكان، تعرض المتاحف مجموعة كبيرة من الأعمال التي تملكها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، تأسس متحف الفاتيكان بشكل رسمي عام 1506، ويعد متحف الفاتيكان في روما واحداً من أضخم المتاحف وأكثرها شهرة في العالم، حيث يضم مجموعة هائلة من التحف واللوحات والمنحوتات التي تعكس تاريخ الفن الغربي وتراث الحضارة المسيحية، ويعتبر المتحف بمثابة مدينة فنية بحد ذاتها؛ حيث يتضمن مجموعة واسعة من الغرف والقاعات التي تعرض كنوزاً فنية لا تقدر بثمن، وتضم مجموعة من المتاحف التي أسسها البابا يوليوس الثاني، ومن أبرز المقتنيات: لوحة "التجلي" لرافائيل، لوحة "القديس جيروم في البرية" لليوناردو دافنشي، والعديد من الأعمال الفنية الشهيرة الأخرى، ومن أهم ما يميز المتحف "كنيسة سيستينا"، والتي تعد واحدة من أشهر أجزاء المتحف، وهي مشهورة بسقفها الذي زينه الفنان مايكل أنجلو بلوحات جدارية رائعة تصور قصة الخلق والحكم الأخير، و"غرف رافاييل"، وتضم هذه الغرف مجموعة من اللوحات الجدارية التي رسمها الفنان الإيطالي الشهير رافاييل، والتي تعتبر من أروع الأمثلة على فن عصر النهضة.
إلى جانب المتحف الإثيوبي الذي يضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية الإثيوبية التي تعكس تاريخ وحضارة هذا البلد الأفريقي ويوجد داخله فناء كبير وواسع، إذ يرجع زمن إنشائه إلى القرن الـ4 قبل الميلاد، ويعتلي المتحف تمثال "أبولو"، وهو من أقدم التماثيل في العالم.
والرابط التالي يعرفك: متاحف مميزة يمكنكِ زيارتها في إجازة الصيف
المتحف المصري الكبير أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة
هو أحدث المتاحف الأثرية؛ حيث افتتح رسمياً منذ أيام قليلة مطلع هذا الشهر وسط مراسم مهيبة وبحضور ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات من كل أنحاء العالم، وقد افتتح المتحف على مقربة من إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم "الهرم الأكبر" والمعروف بهرم الملك خوفو في محافظة الجيزة، ليكون إحدى أهم العلامات الثقافية البارزة والمعالم الأثرية الهامة في العصر الحديث.
المتحف هو أكبر متحف في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، وهو أكبر من متحف اللوفر المصنف عالمياً على أنه أكبر متحف بالعالم خُصص لحضارة واحدة، وتبلغ مساحته ٥٠٠,٠٠٠ متر مربع. والمتحف يُعد أيقونة معمارية وثقافية فريدة، تعيد تعريف مفهوم المتاحف في القرن الحادي والعشرين، ليس فقط بضخامته الممتدة على مساحة 117 فداناً "491 ألف كيلو متر مربع"، بل بما يقدمه من تجربة بصرية تفاعلية لا مثيل لها، تجسد عبقرية المصري القديم بتقنيات العصر الحديث؛ إذ يجمع بين العلم والهندسة والروح المصرية القديمة في تصميم يليق بحضارة لا تزال تنبض بالحياة.
يضم المتحف 12 قاعة داخلية، كما يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمتد على مدار سبعة آلاف عام من تاريخ مصر، منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني ويضم المتحف مسلة معلقة عمرها 3200 عام وطولها 16 متراً تعود لعصر رمسيس الثاني، إلى جانب تمثاله الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 11 متراً، الذي نُقل عام 2006 من وسط القاهرة إلى موقعه الجديد في البهو الرئيسي، يقف ليستقبل الزوار عند المدخل الرئيسي، أما قلب المتحف فهو جناح الملك توت عنخ آمون، الذي يعرض مقتنياته كاملة للمرة الأولى منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، وتشمل أكثر من خمسة آلاف قطعة من الذهب والعاج والأحجار الكريمة، كما يُعرض أيضاً قارب الملك خوفو الشمسي بعد نقله من موقعه الأصلي بجوار الهرم الأكبر عام 2021، إلى جانب تماثيل ضخمة ونقوش حجرية ولوحات فرعونية خضعت لترميم دقيق في معامل المتحف.
ويمكنك التعرف إلى المزيد عن المتحف من خلال الرابط: ملوك وملكات العالم في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير





