mena-gmtdmp

كيف أستطيع تنمية عادة القراءة؟

شابة تقرأ كتاب بتركيز واستمتاع
يمكنك جعل عادة القراءة جزءاً من روتينك والسر يكمن في تخصيص وقت معين للقراءة كل يوم

قد يتأخر الكثير منا عن ممارسة عادة القراءة؛ سواء أكان للمتعة أو التعلم بسبب أننا نشعر بضيق الوقت، أو قد يكون السبب أننا لم نطور عادات قراءة جيدة؛ لجعلها جزءاً من روتيننا اليومي؛ حيث تأخذنا مشاغل الحياة ما بين العمل والعائلة وقوائم المهام التي لا تنتهي، ومن ثمّ نجد أن أهمية القراءة تتراجع؛ ليحل محلها أمور أخرى.. ولكن ماذا لو أخبرتك أنه يمكنك بناء عادة القراءة وجعلها متعة يومية وعادة راسخة وأكثر استمرارية، وسواء كنتَ ترغب في العودة إلى شغف القراءة أو تعلم كيف تصبح قارئاً نهماً، ننصحك بمتابعة الآتي حيث التقت "سيدتي" الكاتب عبد الرحمن الرحيمي عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، والذي سيجيبك على سؤال كيف أستطيع تنمية عادة القراءة، والذي سيساعدك لبدء صفحة جديدة في حياتك القرائية.

القراءة متعة لا تُوازيها متعة أخرى

لا بد من الانتباه إلى أن قراءة الكتب تختلف من كتاب لآخر. بعض الكتب تتطلب منك قراءتها ببطء


يقول أ. عبد الرحمن الرحيمي لـ"سيدتي": القراءة متعة لا توازيها متعة أخرى، وجعلها عادة أمر هام، فعادة القراءة ستفتح عقلك وفؤادك لآلاف الأفكار والمعارف القيّمة والمعلومات المفيدة، وتقتحم حيوات وتجارب السابقين واللاحقين، الغادين والرائحين، فتضيف إلى تجاربك الحياتية وتصقل شخصيتك الفعلية، والقراءة هي منْ يقودك للتحرر من أغلال الجهل وما يضعه حول رقبتك من أصفاد، ويهديك لطريق الحق والنور والمعرفة والرشاد، والقراءة غاية وهدف، فهي تُنمي الذات وتوسع المدارك وتعظم القدرات، وتكسبك أكرم الفضائل والصفات، وإن حاولنا التحدث عن فوائد وأهمية القراءة فإن المِداد سيجف والمعين سينضب والعمر سينقضي ولن نجد كلمات تكفي؛ لنوفيها حقها، فالقراءة تعني فهم ما كان وما هو كائن وما سيكون، من كل ما سبق وعلى الرغم من أننا ندرك أهمية القراءة وأهمية جعلها عادة حياتية؛ إلا أن الكثيرين لا يصرون على جعل القراءة عادة حياتية بل يتهاونون، وقد لا يهتمون بقراءة ولو صفحة واحدة باليوم في خضم ما يجابهونه من تحديات، وما يلاقونه من مشاكل وصعوبات، وكأن القراءة ستزيد أعباءهم  وستثقل كاهلهم، وهم لا يعلمون أن القراءة هي منْ سيزيل عنهم متاعبهم، ويحمل عنهم مشاكلهم ويشاركهم همومهم، فوحدها القراءة هي التي تخرجك من نوبات القلق والتوتر. فاصل من القراءة الحرة كفيل أن يُعيد لك الهدوء والنشاط، والراحة والسعادة.. وهنا يبدو السؤال واضحاً جلياً.. كيف أستطيع تنمية عادة القراءة؟
قد ترغبين في التعرف كذلك إلى: طرق سريعة تجعل من القراءة عادة روتينية في حياتنا

استراتيجيات فعالة لتنمية عادة القراءة

يقول أ. عبد الرحمن: أن تجعل من القراءة عادة أمر ليس صعباً ولا مستحيلاً، ولكن يحتاج لبعض من الإرادة والطاقة وطول البال، على أن هناك عدداً من النصائح تساعدك في ذلك وهي:

حدد أهدافاً يومية بسيطة

قد تبدو قراءة كتاب ضخم أمراً شاقاً إذا نظرت إليه كوحدة نصية ضخمة. ولذلك قسّم الكتاب إلى صفحات وفصول، وهكذا، وسيصبح الأمر أسهل بكثير. يُعدّ تحديد أهداف قراءة يومية لنفسك طريقة فعّالة لتحفيز نفسك على جعل القراءة عادة يومية. وكما هو الحال مع أي هدف جيد، يكمن السر في اختيار هدف واقعي وقابل للتحقيق. ستحتاج أيضاً إلى تحديد ما إذا كنت تريد أن يكون هدفك مبنياً على الوقت الذي تقضيه في القراءة أم على عدد الصفحات. هل ترغب في تخصيص 30 دقيقة إلى ساعة يومياً للقراءة؟ أم الالتزام بقراءة عدد معين من الصفحات وليكن مثلا 5 صفحات أو أكثر.. على حسب مقدرتك، مع الانتباه إلى أن قراءة الكتب تختلف من كتاب لآخر. بعض الكتب تتطلب منك قراءتها ببطء، لذا فإن تحديد هدف "فصل واحد يومياً" قد لا يكون جيداً. لذلك عدّل هدفك حسب أنواع الكتب التي تحاول قراءتها.

إنشاء ركن للكتب

فكّر في إنشاء "ركن للكتب". فإيجاد مساحة مريحة للقراءة تشعرك بالراحة بعيداً عن أي مشتتات


إذا كنت تقضي معظم وقتك في القراءة في المنزل، ففكّر في إنشاء "ركن للكتب". إن إنشاء مساحة مريحة للقراءة؛ حيث تشعر بالراحة وبعيداً عن أي مشتتات، يمكن أن يحفزك على مواصلة القراءة، ويمثل "ركن الكتب" مساحة خاصة للاختباء والهدوء، مما يعزز حب الكتب والقراءة، كما أنه يوفر بيئة آمنة تحفز على الإبداع والتخيل.

لن تحتاج الكثير من الوقت للقراءة

يقول أ. عبد الرحمن: إذا لم يكن لديك ساعة للقراءة، فلا تقلق: هذا لا يعني أنه لا يمكنك جعل عادة القراءة جزءاً من روتينك. السر يكمن في تخصيص وقت للقراءة كلما أمكنك ذلك. يمكن أن تكون القراءة وسيلة رائعة لقضاء الوقت أثناء المهام. مثلاً في المواصلات أثناء ذهابك وعودتك من العمل أحضر كتاباً معك، عندما تكون بغرفة الانتظار سيساعدك الكتاب على قضاء الوقت الطويل بدلاً من أحاديث النميمة مع الآخرين، وإذا كنت تبحث عن شيء تفعله خلال استراحة الغداء بعد الانتهاء من تناول الطعام؟ إن قراءة بضع صفحات قبل عودتك إلى العمل طريقة رائعة للاسترخاء وتنشيط عقلك.
يقول كذلك: فكّر في الوقت الذي تقضيه على هاتفك. كم من الوقت الذي تقضيه في تصفح جهازك، يُمكنك استغلاله في قراءة بضع صفحات من كتاب جديد؟

ابدأ بقراءة صغيرة ثم تدرج في القراءة

عندما يُقرر المرء قراءة المزيد، قد يكون من المغري أن يكون طموحاً ويبدأ بقراءة كتاب كبير، إلا أنه من الأفضل أن تبدأ بقراءة صغيرة ثم تتدرج في القراءة. هنا يبدو سرّ اكتساب عادة قراءة قوية وهو "المواظبة"؛ فإذا قرأت شيئاً كثيفاً أو مُعقّداً في وقت مُبكر جداً من ممارستك، فقد يُثنيك ذلك عن مواصلة القراءة. القراءة قد تكون، صعبة أحياناً، لكنها يجب أن تكون ممتعة أيضاً، من الطرق الجيدة للبدء بقراءة صغيرة هي قراءة مقالات المجلات والقصص القصيرة والذي يحمسك، فليس من الضروري الالتزام بنص ضخم.

لستَ مُلزماً بقراءة كتاب واحد فقط

إذا كنت تجد صعوبة في إحراز تقدم في كتاب تقرؤه، فلا بأس من وضعه جانباً وقراءة آخر. أحياناً تحتاج إلى أخذ استراحة من القراءة لإتاحة الوقت الكافي لاستيعاب المعلومات. في لحظات التأمل والتعافي هذه، من المفيد أن يكون لديك شيء آخر يمكنك التعمق فيه كرواية خفيفة أو بوليسية أو رومانسية، وهذه طريقة رائعة للترفيه عن نفسك بين قراءة فصول مليئة بالمعلومات التقنية الكثيفة.

اقرأ ما يعجبك

يقول أ. عبد الرحمن: إذا حولت القراءة لواجب منزلي فستخسر الكثير، ولذلك اسمح لنفسك بقراءة ما تريد قراءته. لا تُرهق نفسك بالتفكير فيما ستقرأ، خاصة لو كان يثير اهتمامك ويحمل في طياته القدرة على الترفيه والتثقيف، فهو يستحق وقتك، ولذلك لتنمية عادة القراءة لا بد أن تقرأ ما يعجبك.
ونحو المزيد من ذات السياق: تابع الرابط التالي أسهل الطرق لاكتساب عادة القراءة