أسباب كثرة حالات الطلاق بعد زواج 20 عاماً وأكثر

أسباب كثرة حالات الطلاق
أسباب كثرة حالات الطلاق. المصدر: freepik
اختلاف نمط تفكير أحد الزوجين يعد سبباً شائعًا للانفصال
اختلاف نمط تفكير أحد الزوجين يعد سبباً شائعًا للانفصال. المصدر: freepik by wayhomestudio
العادات السيئة أوالسلوك الضار سببًا للمشكلات النفسية والعائلية
العادات السيئة أوالسلوك الضار سببًا للمشكلات النفسية والعائلية. المصدر: freepik by stefamerpik
أسباب كثرة حالات الطلاق
اختلاف نمط تفكير أحد الزوجين يعد سبباً شائعًا للانفصال
العادات السيئة أوالسلوك الضار سببًا للمشكلات النفسية والعائلية
3 صور

يُعبّر مفهوم الطلاق بين الأزواج عن حالة انفصالهما بسبب وجود مشاكل معينة أو عدم اتفاقهما وتفاهمهما على الاستمرار في الحياة معاً، وقد يكون هذا الطلاق اتفاقيًا فيما بينهم ويتم تثبيته لدى الجهات الرسمية، وقد يكون قضائيًا بسبب رفع أحد الأزواج دعوة لدى المحاكم أو المجالس القضاية المختصة.
وبالرغم من آثار الطلاق السلبية على الأزواج بشكل عام، لاسيما وإن كان لديهم أولاد، فإن الطلاق يعد شائعًا أكثر في مرحلة الخطوبة أو عند حديثي الزواج؛ نظرًا لعدم وصولهم إلى اتفاق أو تفاهم فيما بينهم. ولكن ما يثير التساؤلات أكثر هو أن يتم الطلاق بين أزواج قد أمضوا عشرين سنة وأكثر معاً!
فالطلاق بين الأزواج الذين قضوا معاً عشرين سنة وأكثر قد لا يعد أمر منطقي وشائع لدى الكثيرين؛ وذلك لأنه من المفترض أن تكون تلك المدة الكبيرة التي أمضاها الأزواج معًا كافية جداً لفهم كل منهما الآخر، خصوصاً وأنهم قد مروا بالكثير من التجارب والمشكلات والتشاركية في تكوين الأسرة.
يقدم موقع marriage.com بعض الأسباب التي تؤدي إلى طلاق الأزواج الذين أمضوا معاً عشرين سنة وأكثر، وفقاً لما يلي:

اختلاف نمط التفكير أو تطوره

اختلاف نمط تفكير أحد الزوجين يعد سبباً شائعًا للانفصال. المصدر: freepik by wayhomestudio

بالرغم من أن استمرار العلاقة الزوجية لعشرين سنة وأكثر بين الأزواج كافية لتحقيق التفاهم والتوازن بينهما، إلّا أن اختلاف نمط تفكير أحد الزوجين يعد سبباً شائعاً للانفصال بينهما بعد تلك المدة، فقد يكون أحد الازواج غير متعلم أو لم يكمل تعليمه الأكاديمي في بداية زواجه، ويقرر أن يكمل تعليمه بعد مضي سنوات عديدة من الزواج، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على نمط تفكيره ومساعيه في التطور والبحث عن فرص أكبر لتحقيق التغيير الذي يقرره في هذه الفترة، وهذا الأمر قد يتسبب باختلافات كبيرة بين مساعي كل من الزوجين، وقد لا يتقبل الطرف الآخر هذا التغيير بكل سهولة، مما يعزز المشكلات بينهما ويؤدي الى اللجوء للطلاق كخيار أخير.
وذات الأمر ينطبق على حالة اكتساب أحد الزوجين ثقافة جديدة أو تبنيه مُعتقَد جديد، فإن كل ذلك أسباب موجبة لأن يتغير نمط التفكير لإحداهما، الأمر الذي قد لا يكون مقبولاً على الطرف الآخر.

المشكلات المزمنة

لا يأتي الطلاق فجأة أو من فراغ بين الأزواج الذين أمضوا كل تلك المدة الطويلة معًا، ولكن قد تتسبب المشكلات المتراكمة بينهما والتي لم يتم حلها في وقتها إلى تأزم الخلاف بينهما، وعدم السيطرة عليها، مما قد يؤدي تحميل أحدهما كامل المسؤولية للآخر نتيجة تأخره في إيجاد حلول مناسبة لكل تلك الخلافات أو المشكلات المتراكمة خلال فترة زواجهما السابق، ويؤدي بنتيجة ذلك إلى اللجوء للطلاق كحل مباشر للتخلص من كل تلك الأعباء.
لذلك فإنه يتوجب على الأزواج الانتباه دومًا إلى المشكلات البسيطة التي تحدث خلال بداية فترة زواجهما، وعدم إهمالها أو تأجل حلها لوقت لاحق، لان ذلك الأمر من شأنه تعقيد الموقف بينهما فجأة بعد مضي مدة من الوقت، ويؤدي إلى الطلاق والانفصال بينهما.

الخيانة الزوجية

إن من أهم وأكثر أسباب الطلاق شيوعاً بين الأزواج هو "الخيانة". فالخيانة أمرٌ لا يمكن تقبله بسهولة عند الأغلب الأعم من الأزواج بغض النظر عن مدة زواجهما. وفي حالة أن كان الأزواج قد أمضوا معًا عشرين سنة وأكثر من الزواج، فإن أمر الخيانة قد يكون معقد بعض الشيء كسبب مباشر ورئيسي للطلاق بينهما. فقد يعتقد بعض الأزواج أن الخيانة بعد هذه المدة من الزواج هي أمر غير منطقي ولايمكن تقبله تحت أي ظرف من الظروف، لذلك يمتنع عن مناقشة أسبابه أو الاستماع إلى مبررات الطرف المخطئ، ويقرر بناء على ذلك الطلاق والانفصال فوراً.
وقد يظن جانب آخر من الأزواج أن الخيانة من أحد أطراف العلاقة قد يكون لها أسبابها ويمكن معاقبة الطرف الآخر بأي طريقة دون اللجوء إلى الطلاق؛ حفاظاً على استقرار الأسرة وتجنب الفضائح والشائعات. ولكن بالمفهوم المنطقي العام وبالنظر إلى أهم أسباب الطلاق بين الأزواج الذين أمضوا عشرين سنة فأكثر، فإن الخيانة أحد أبرز تلك الأسباب وأكثرها شيوعًا كسبب رئيس في هذه الحالة.

الإدمان على السلوكات الضارة

العادات السيئة أوالسلوك الضار سببًا للمشكلات النفسية والعائلية. المصدر: freepik by stefamerpik

إن إدمان أحد أطراف العلاقة الزوجية على عادة سيئة أو سلوك ضار بعد مضي مدة من الزواج، قد يكون سببًا مباشرًا للإقدام على الانفصال والطلاق واللجوء إليه من قبل الطرف الآخر. فمثلاً يعد إدمان أحد أطراف العلاقة على الكحول أو المخدرات أو المؤثرات العقلية، وعدم سعيه إلى التخلص من ذلك والتعافي منه سبباً مباشراً للطلاق في أغلب الحالات، وتفضيل أحد الازواج الانفصال وعدم الاستمرار في الحياة الزوجية. لاسيما وأن الإدمان على المؤثرات العقلية بحد ذاته يؤدي إلى تفكك الأسرة وهدم الثقة بين أطراف العلاقة الزوجية والتسبب بالعديد من المشكلات الأسرية والنفسية المعقدة .

التقدم في السن

إن التقدم في السن بالمجمل يجب أن يُعبّر عن توطيد العلاقة بين الزوجين وخلق حالة من الاحترام المتبادل بينهما؛ نظراً للعشرة الزوجية والتشاركية التي أمضيانها برفقة بعضهما، وما يتخلل ذلك من إنجاب أطفال وتربيتهم وتعليمهم والمحافظة عل مستقبل جيد لهم. ولكن من منظور آخر قد يكون التقدم في السن سبباً مباشراً لإحداث المشاكل الصحية أو النفسية التي قد تؤدي إلى خلق سلوكيات جديدة غير مقبولة عن الطرف الآخر أو لا يمكن التعايش معها، مما قد يساهم هذا الأمر بتعذر الحياة الزوجية بينهما، وعدم تمكن أحدهما من القيام بواجبته الزوجية أو الأسرية على الوجه المطلوب للإستمرار، ويتسبب في تقرير الطلاق بيهما بعد مضي مدة كبيرة من الزواج.

مشاكل تربية الأولاد

إن عدم إتفاق الأزواج حول قواعد تربية أبنائهم وطريقة التربية والتطلعات المستقبلية لأبناهم، قد يؤدي لاحقاً إلى خلق مشاكل كبيرة بين الأزواج أنفسهم من جهة، وبينهم وبين أبنائهم من جهة أخرى. مما يتسبب كل ذلك إلى تأجيج الصراعات في الأسرة وعدم سيطرة الأزواج عليها، وإلقاء كل طرف الاتهام على الآخر، مما قد يؤدي بتيجة الأمر إلى طلب أحد الأزواج الطلاق والانفصال وإبداء عدم رغبته في الاستمرار بتلك العلاقة الزوجية، حتى وإن كان قد مضى على هذه العلاقة عشرين سنة وأكثر؛ لأن وجود ذلك النوع من المشاكل بين الأزواج يحتاج إلى تفاهم كبير وهدوء وعدم انفعال واللجوء إلى التفكير بروية لإيجاد الحلول المناسبة، فإن لم تتوفر كل تلك الصفات والمعطيات بين الأزواج في هذه المرحلة المتقدمة من الزواج، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الطلاق بينهم.
أخيراً، يتحتم على الأزواج الذين أمضوا عشرين سنة وأكثر معًا وبعد كل تلك الفترة الطويلة من الزواج أن يكونوا أكثر تفهمًا لمشاكلهما وأكثر احترامًا لبعضهما البعض، وأن يقدّسوا تلك العِشرة الزوجية السابقة، وأن يحافظو على أسرتهم وأبنائهم من التفكك أو التأثير النفسي السلبي قدر الإمكان، وأن لا يلجأوا إلى الطلاق إلّا كحل أخير بعد تعذّر كل الحلول الممكنة.