mena-gmtdmp

الحب في مرحلة الشباب: كيف نوازن بين القلب والعقل؟

الموازنة بين القلب والعقل
الموازنة بين القلب والعقل

الحب في مرحلة الشباب غالباً ما يكون قوياً وعاطفياً، وقد يؤثر بشكل كبير في قراراتنا وتوجهاتنا في الحياة. التوازن بين القلب والعقل هو مفتاح العيش بتجربة حب صحية وناضجة؛ فكيف يمكن تحقيق هذا التوازن؟

دور العقل قبل تحقيق التوازن

دول العقل في الحب
العقل يساعدنا على رؤية الصورة الكبيرة

لماذا لا يجوز تجاهله؟

  • التفكير في العواقب: العقل يساعدنا على رؤية الصورة الكبيرة، مثل مستقبل العلاقة، ومدى توافق القيم والأهداف.
  • الحماية من الاندفاع: الحب القوي قد يدفعنا لأخذ قرارات سريعة، مثل الارتباط أو التضحية المبالغ فيها، والعقل يوازن هذا الاندفاع.
  • تمييز العلاقات السامة: أحياناً نكون عاطفياً متعلقين بشخص غير مناسب، والعقل يعيننا على رؤية الحقيقة.

قد يهمك الاطلاع على: تأثير الأهل في نجاح أو فشل الزواج

لماذا لا يجوز كتمه؟

  • الشعور بالحياة: الحب يجعلنا نشعر بالحيوية والمعنى، وهو جزء أساسي من التجربة الإنسانية.
  • المرونة والتسامح: القلب يعلمنا كيف نحب ونسامح ونتعاطف.
  • الارتباط العاطفي الحقيقي: العلاقة من دون مشاعر عميقة تصبح فارغة؛ لذا لا بُدَّ من الإصغاء للقلب.

كيف نوازن بين القلب والعقل؟

  • لا تتجاهل الإشارات التحذيرية.
  • إذا شعرت بشيء غير مريح في العلاقة، توقف وفكر.
  • استمع لقلبك، لكن تحقق من الأمور بعقلك.
  • تحدث مع نفسك بصراحة.
  • ما الذي يعجبني في هذا الشخص؟ هل هو حقيقي أو صورة مثالية؟
  • هل يمكنني تخيل حياتي معه بعد 5 أو 10 سنوات؟
  • استشِر من تثق به.
  • أحياناً يرى الأهل أو الأصدقاء ما لا نراه.
  • الاستشارة ليست ضعفاً بل وعياً ونضجاً.
  • لا تبنِ قرارات مصيرية على لحظة حب فقط. مثلاً، لا تترك دراستك أو تغير مسارك الحياتي بشكل جذري بسبب الحب فقط.
  • الحب الناضج يدعم طموحك، لا يعطلك عنه.
  • أعطِ العلاقة وقتاً.
  • الزمن يكشف الكثير؛ فلا تتعجل الأحكام ولا الارتباطات الكبيرة.

الحب في مرحلة الشباب جميل ومليء بالمشاعر، لكنه يكون أكثر نضجاً واستقراراً حين نمزج بين دفء القلب وحكمة العقل. لا تُقصِ أحدهما، بل دعهما يعملان معاً ليقوداك إلى علاقة صحية ومتوازنة.

ماذا يقول علم النفس؟

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر تشرح لـ"سيدتي" عن الحب في سن الشباب، وتصفه بأنه يشبه العاصفة، حيث تكون المشاعر قوية، حالمة، ومندفعة. وتشير إلى أنه إذا لم نعرف كيف نوجه هذه العاطفة بشكل صحيح؛ فقد تؤدي إلى اختيارات غير ناضجة، علاقات سامة، وقرارات ذات آثار سلبية طويلة الأمد.

وتوضح من الناحية النفسية أن مرحلة المراهقة وبدايات الشباب تتسم بخصائص تجعل الحب يبدو أقوى وأكثر حدة:

  • عدم اكتمال نضج الدماغ: خاصة الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات؛ ما يجعل القرارات العاطفية أكثر اندفاعاً.
  • البحث عن الهوية والانتماء: الحب يمنح الشباب شعوراً بأنهم محبوبون ومرئيون، وهو احتياج نفسي عميق في هذه المرحلة.
  • تضخيم المشاعر: حيث لا يشعر الشاب أو الفتاة أن ما يعيشه مجرد حب عادي، بل كأنه بداية أو نهاية العالم.

وتختم بأن العقل لا يطلب منا التوقف عن الحب، بل أن نتعلم كيف نحبه بوعي ونضج، كما تكمن أهمية وعي الشباب بمشاعرهم في العلاقات العاطفية. وتشير إلى ضرورة أن يسأل الشخص نفسه أسئلة جوهرية تساعده على تقييم العلاقة بشكل ناضج ومتوازن، مثل:

  • هل هذا الشخص يعاملني باحترام؟
  • هل لدينا القيم نفسها؟
  • هل أشعر أنني أحب نفسي أكثر في وجود هذا الشخص؟
  • هل أشعر بالراحة مع ذاتي وأستطيع التعبير عن هويتي الحقيقية؟

وتشدد على أهمية التمييز بين الحب الحقيقي والاحتياج العاطفي؛ فغالباً ما يعتقد الشباب أنهم في حالة حب، بينما يكونون في الواقع فقط يبحثون عن الأمان، أو يهربون من الوحدة أو من مشاكل في البيت. وقد يكون التعلق بالشريك بسبب كونه يشبه أحد الوالدين أو عكسه تماماً، وهو ما تعتبره أمراً خاطئاً إذا لم يكن هناك توازن حقيقي في العلاقة.

وتختم بالتنبيه على ضرورة تقييم العلاقة بواقعية، بعيداً عن المثالية؛ لأن العقل يرى ما لا يراه القلب. ويجب الانتباه إذا كانت العلاقة تستنزف الطاقة، تعوق الدراسة، أو تؤثر سلباً في النفسية؛ لأن هذه علامات تحذيرية لا يجوز تجاهلها.

وتُكمل الحر حديثها عن كيفية تحقيق توازن صحي بين القلب والعقل في العلاقات العاطفية، وتشدد على أهمية عدم التسرع في اتخاذ قرارات عاطفية، بل ضرورة إعطاء الوقت الكافي لفهم الذات، وضبط العلاقة مع النفس.

وتقترح عدة خطوات عملية:

  • معرفة الذات: أن يتعرف الشاب أو الشابة على قيمه الشخصية، واحتياجاته النفسية الحقيقية.
  • الوعي بالقيم الأساسية: حتى لا يقع في حب شخص لا يتناسب مع قِيَمه.
  • كتابة المشاعر ومراقبتها: التدوين يساعد على توضيح الدوافع، وتفريغ المشاعر، وفهم الذات بشكل أعمق.
  • احترام الحدود: فالحب لا يجوز أن يكون على حساب الكرامة، الوقت، أو الطموح. يجب أن يبقى الإنسان في سعي دائم لتحقيق ذاته.
  • طلب المساعدة: إذا شعر الشخص أنه غير قادر على تقييم العلاقة وحده؛ فليس عيباً أن يستشير شخصاً ناضجاً أو مختصاً نفسياً يثق به.

الرسالة الأساسية هي أن الحب جميل، لكن يجب أن يكون مبنياً على وعي، احترام للذات، وتوازن بين المشاعر والعقل.

التعامل مع الحب في سن الشباب، غالباً ما يكون عاصفاً مليئاً بالمشاعر الجياشة والأحلام الوردية والاندفاع الكبير، ولكن في حال لم يتم توجيه هذه المشاعر بشكل ناضج؛ فقد تؤدي إلى خيارات غير مدروسة أو قرارات مصيرية تؤثر سلباً في المستقبل.

لا يُطلب من الشاب التوقف عن الحب، بل أن يتعلم كيف يوازن بين العاطفة والعقل، وذلك بطرح أسئلة على نفسه مثل: هل يعاملني هذا الشخص باحترام؟ هل تجمعنا القيم ذاتها؟ هل أشعر بالراحة مع نفسي في حضوره؟ هل يساعدني في التعبير عن ذاتي؟
ما رأيك في متابعة: كيف تؤثر لغة الجسد في العلاقة بين الزوجين؟

الحب العميق يتطلب تدريب القلب على الاختيار الواعي مع الحفاظ على اليقظة والانتباه؛ ليكون الحب ناضجاً ومتزناً بين العاطفة والعقل.