لغة الجسد هي وسيلة التواصل غير اللفظية، والتي تعكس أفكار الإنسان الباطنية، والمشاعر عن طريق حركات الجسد؛ سواء أكانت في الوجه أو حركات الأطراف أو نبرة الصوت، أما علم لغة الجسد فهو العلم الذي يدرس هذه الحركات ويُحللها ويترجمها.
لغة الجسد وسيلة قوية لتعزيز التفاهم والانسجام بين الزوجين

تقول رشا سعد الدين اختصاصي تنمية بشرية وخبيرة لغة الجسد لـ"سيدتي": إن لغة الجسد هي أداة قوية وغير مرئية للتواصل في العلاقة الزوجية، فهي قادرة على التعبير بنفسها عن المشاعر والعواطف، ويمكنها أن تعزز الحب، وتقوي الروابط العاطفية بين الشريكين، فاللغة المحكية تكاد تعجز عن التعبير إلا بالاستعانة بلغة الجسد من خلال الحركات، والإيماءات، وتعبيرات الوجه، ونبرة الصوت ونظرة العين وغيرها، فهي وسيلة قوية لتعزيز التفاهم والانسجام بين الزوجين؛ حيث تسهم في تعزيز الروابط العاطفية والتواصل الفعّال، وتحسين لغة الجسد بين الزوجين لا يتطلب مجهوداً، بل يحتاج إلى الوعي والتدريب على استخدام هذه الأداة بشكل صحيح، ومن خلال استخدامها بوعي، يمكن للزوجين خلق علاقة أكثر تفهماً.
يمكنك متابعة الرابط التالي للتعرف إلى: علامات الحب عند المرأة في لغة الجسد
أهمية لغة الجسد وتأثيرها في العلاقة الزوجية
تقول رشا سعد الدين إن لغة الجسد هي واحدة من أكثر أشكال التواصل تأثيراً، خاصة في العلاقات الزوجية واستخدام لغة الجسد لها أهمية كبيرة في التأثير على العلاقة بين الزوجين، حيث بإمكانها توضيح المشاعر مع الشريك بسهولة ويسر، والتي قد تعجز الكلمات عن التعبير عنها حيث يمكنها الآتي:

تعزيز الاتصال العاطفي
تساعد لغة الجسد على نقل المشاعر بشكل واضح وصادق دون الاحتياج للكلمات، فلغة الجسد تُعبّر عن المشاعر بصدق وعمق، على سبيل المثال، اللمسات الحنونة أو نظرة االسعادة والتفاؤل يمكن أن تعكس الحب والاهتمام بطريقة سهلة وبسيطة عن التعبير بالكلمات.
تجنب سوء الفهم
الانتباه للإشارات غير اللفظية يساعد في التقليل من سوء التفاهم والخلافات، ويساعد في تقليل التوتر وتجنب سوء الفهم، ويعزز التفاهم المتبادل، خاصة إذا كانوا من خلفيات ثقافية مختلفة.
زيادة التقارب والثقة
تعكس لغة الجسد المتناغمة بين الزوجين العلاقة الصحية، وتعزز الثقة بينهما، ما يجعل التواصل بينهما أكثر انسيابية وفعالية.
تعزيز الثقة والأمان
عندما يستخدم الشريكان لغة جسد إيجابية، مثل الاحتضان، فإنها تخلق جواً من الأمان والثقة بينهما، فعندما يشعر الزوجان بالثقة في بعضهما البعض، سيصبح من السهل التواصل بصدق وفتح الحوار حول أي موضوع.
كسر الحواجز
في بعض الأحيان، قد تكون الكلمات قليلة أو غير كافية للتعبير عن المشاعر أو لحل الخلافات بين الشريكين سواء بالرفض أو الإيجاب، هنا تستطيع لغة الجسد توصيل الرسائل بطريقة غير معلنة وغير مباشرة.
إحياء الرومانسية
لغة الجسد يمكن أن تكون وسيلة قوية للتواصل، ولإعادة إحياء المشاعر العميقة والرومانسية بين الشريكين، دون الحاجة إلى الكلمات خاصة إذا كانت العلاقة قد فقدت بعضاً من تلك الأحاسيس بين الشريكين.
فهم المشاعر غير المرئية
لغة الجسد تساعد على فهم مشاعر الشريك غير المعلنة وغير المرئية، حتى لو لم يبُح عنها، فيمكنها أن تعبر تعابير الوجه إن كانت حزناً أو فرحاً، أو نبرة الصوت عن المشاعر الصريحة على سبيل المثال، الانحناء للأمام أثناء الحديث يدل على التقدير والاهتمام، بينما تقاطع الذراعين قد يشير إلى الدفاعية أو الانزعاج، أو الغضب.
وإذا تابعتِ السياق التالي؛ ستتعرفين أكثر إلى: التحليل النفسي للغة جسد زوجك
وسائل للتعبير باستخدام لغة الجسد مع زوجك
تقول رشا سعد الدين لا شك أن التعبير عن العواطف لغة ينبغي للزوجين إجادتها من أجل تحقيق الإنسجام والسعادة بينهما، وذلك عن طريق الوسائل التالية:

العينان
تعتبر لغة العيون من أصدق اللغات في الحب، فقوة النظر لا يمكن إغفالها، وهي صاحبة اللغة الأصدق من بين لغات الجسد، وتساعد على التواصل غير اللفظي، وتستحق العيون لقب مرآة الروح حيث إنها تعبر وتعكس مشاعر الشريك بدون أي تعديل، فهي تعكس وبصدق ما يدور في النفس إذا كانت محبة، أو كانت تحمل غضباً، لذلك انظري لشريك حياتك بعمق، وأحيطيه بنظراتك حين تحدقين فيه ولا تنظري كأنك لا ترينه.
الأذنان
عند همس الزوجة في أذن زوجها، فإن تغيراً سيكولوجياً يحدث معه، يُشعره باهتمام زوجته به، لأن لغة الهمس بالكلام العذب في أذنيه والإصغاء له بأذنيك تضفي رونقاً خاصاً للعلاقة بينكما، لما تحمله في طياتها من رونق المشاعر، فحين يأتي شريكك ويستريح وتشعرين أنه مستعد للحديث، اسأليه عن عمله وعن هموم ومتاعب يومه، فقد يكون بحاجة للبوح وللفضفضة.
اليدان
لمسة اليدين لا تضاهيها أي كلمة في العالم، وحركة الأصابع يمكنها أن تدل على الحب بين شريكين خاصة إذا ارتجفت عند المصافحة، حيث إن ملايين النهايات العصبية تنتهي في أطراف الأصابع، فهي التي تمنحك الفرصة؛ لتبثي كل انفعالاتك، ويعتبر فتح اليدين والإشارة بهما أثناء حديث شريكك بلطف، يعبر عن الراحة والاسترخاء، بينما قبض اليدين أو التلويح بشكل سريع بهما أثناء الكلام يعبر عن التوتر وعدم الراحة، أيضاً وضع اليدين فوق الرأس من الممكن أن تدل هذه الحركة على الملل أو القلق، فلا تتركي الفرصة تفلت من يدك، ولكن دعي المشاعر تخترق قلب شريكك.
الكتفان
أفضل طريقة أيضاً للتعبير لزوجك عن مقدار اهتمامك به وشعورك بتعبه وإرهاقه، فببعض اللمسات الحانية مع تدليك خفيف وناعم للكتفين تستخدمينها عندما يشتكي الزوج الإرهاق والتعب والإجهاد، خاصة بعد يوم طويل وشاق من العمل، عندها سيشعر بامتنان ومشاعر عميقة لك.
العقل
تعتبر لغة الجسد من اللغات الهامة التي تقدم تفسيراً لردود أفعال أجسادنا، والتي تكشف ما يفكر فيه العقل وتخفيه الألسن والقلوب، فيمكنك التفكير بهموم شريكك والشغل الشاغل له، ومشاكله وأولوياته واحتياجاته وإشعاره بأنه يشغل اهتمامك أثناء غيابه عنك، ويمكنك تقدّيم اقتراحات مريحة لكما معاً، تعزز تقاربكما.
وإذا أردتِ التعرف إلى المزيد عن لغة الجسد؛ فتابعي الرابط: أهم أسرار لغة الجسد