قد يتعرض الشباب، وربما الأكبر سنًا، لصدمات نفسية على مدار الحياة، وتأثير هذه الصدمات أكبر من التصورات التقليدية، فهي مرحلة تنعكس على الصحة النفسية والجسدية أيضًا، لدرجة قد تصيب الشخص بأمراض خطيرة تستمر معه حتى بعد التعافي من الصدمة.
ما هي الصدمة؟
الصدمة النفسية هي استجابة طبيعية لأحداث مؤلمة وغير متوقعة، مثل التعرض لحادث خطير، فقدان شخص عزيز، أو مواجهة كارثة طبيعية. تترك هذه الأحداث أثرًا عميقًا على الصحة، ما يستدعي فهمًا معمقًا للتعامل معها بشكل صحيح وضمان استعادة التوازن.
الصدمة النفسية يمكن أن تحدث بشكل فوري بعد الحدث، أو تتأخر أحيانًا لتظهر لاحقًا لدرجة أن الشخص ربما لا يدرك السبب، ويختلف تأثيرها من شخص لآخر بحسب مدى تأهله نفسيًا للتعامل مع الصدمات.
أعراض الصدمة النفسية
هناك فرق بين حزن عابر و التعرض لصدمة نفسية، وللتفرقة بين الحالتين، فهناك مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي قد يتعرض لها الأشخاص بعد المرور بحدث صادم. من أبرز هذه الأعراض:
- الكوابيس المتكررة أو ذكريات الحدث المزعجة.
- الشعور بالعصبية والتوتر الدائم.
- صعوبة التركيز وصعوبة النوم.
- تجنب الأماكن أو الأشخاص الذين يذكرون بالحدث.
- الشعور بعدم التفاعل العاطفي أو الانفصال عن الآخرين.
- مشاعر الحزن، الغضب، أو الذنب.
تؤكد Mayo Clinic أن استمرار هذه الأعراض لفترة تتجاوز الشهر قد يشير إلى تطور الحالة إلى اضطراب ما بعد الصدمة، ما يستدعي الحصول على دعم مهني متخصص.
نصائح للتعامل مع الصدمة
التعافي من الصدمات النفسية يمر بعدة خطوات، ينصح بها خبراء الصحة النفسية، حيث يشير موقع Better Health Channel إلى أهمية اتباع التالي:
التحدث عن الحدث
مشاركة مشاعر الصدمة والتجربة نفسها مع شخص موثوق، سواء كان صديقًا أو فردًا من العائلة، يساعد في تقليل الشعور بالعزلة. الحوار المفتوح يساهم في كشف مشاعر الخوف أو الغضب وتخفيف حدتها.
العودة إلى الروتين اليومي
بعد التعرض للصدمة، يشعر الشخص أحيانًا بفقدان السيطرة على حياته، في هذه الحالة تكون العودة للأنشطة اليومية الروتينية، مثل تناول وجبات منتظمة والحفاظ على ساعات نوم كافية، طريقة فعالة في استعادة الإحساس بالاستقرار.
ممارسة الرياضة
التمارين الرياضية تساعد الجسم على إفراز الإندورفين، وهو هرمون السعادة الطبيعي، ما يخفف من التوتر ويحسن المزاج. المشي السريع أو التمارين الخفيفة مثل اليوغا فعالة جدًا في هذه المرحلة.
تجربة تقنيات الاسترخاء
التنفس العميق، التأمل، أو تمارين الاسترخاء العضلي التدريجي هي تقنيات مثبتة لتقليل القلق وتحقيق حالة من الهدوء العقلي.
التواصل مع أشخاص داعمة
في مرحلة ما بعد الصدمة يميل الشخص للعزلة، لكن واحدة من طرق العلاج هي التواصل مع أشخاص داعمين، وحتى وإن كان الشخص غير مستعد للحديث عن التجربة، لأن التواجد وسط الآخرين يخفف من العبء النفسي ويعيد الشعور بالانتماء.
علاج الصدمات
في كثير من الأحيان، يحتاج المصاب إلى ما هو أبعد من الدعم الذاتي. وهنا يأتي دور العلاج المهني:
- العلاج السلوكي المعرفي: حيث تم إثبات فعاليته في مساعدة الأشخاص على تغيير الأفكار السلبية التي تؤثر على حالتهم النفسية.
- العلاج بالتعرض التدريجي: وهذه الطريقة يستخدمها المتخصصون لتقليل شدة الخوف من الذكريات الصادمة، من خلال مواجهتها ولكن على نحو تدريجي وآمن وفقًا لرؤية المختص.
- الأدوية: في بعض الحالات، يوصي الأطباء بأدوية مضادة للاكتئاب أو القلق لمساعدة المريض على التحكم في الأعراض.
يشدد الموقع على ضرورة طلب مساعدة محترف إذا لاحظت استمرار الأعراض أو زيادتها، أو إذا ظهرت أفكار إيذاء النفس.
هل الدعم الاجتماعي يعالج الصدمات؟
من أهم عوامل التعافي وجود شبكة دعم اجتماعي قوية. يمكن للأصدقاء أو العائلة المساعدة عبر:
- الإصغاء الجيد بدون إطلاق الأحكام أو التسرع في تقديم النصائح.
- تقديم يد المساعدة في المهام اليومية.
- تشجيع المصاب على طلب المساعدة المهنية إذا لزم الأمر.
- تعتبر هذه الأدوار داعمة للغاية، لأن الشخص الذي يعاني من الصدمة قد يواجه صعوبة في طلب المساعدة أو حتى التعبير عن معاناته.
نصائح لتسريع التعافي بعد الصدمات
- امنح نفسك الوقت لأن الشفاء لا يحدث بين عشية وضحاها.
- لا تُجبر نفسك على نسيان الحدث بسرعة.
- جرب كتابة مشاعرك في دفتر يومي للتعبير عن الألم بطريقة صحية.
- قلل من تناول الكافيين والمنبهات التي قد تزيد من التوتر.
- استمع لموسيقى هادئة أو مارس هواية تحبها.
قد يعجبكِ أيضًا كيف تتعامل مع شخص لا يفهمك
