في ظلّ المشهد العالمي المتسارع والتطور في عالم الإنترنت والفضاءات الافتراضية وعوالم الذكاء الاصطناعي، يبرز الشباب كمحرك رئيسي للتغيير، مُسخّرين قوة التكنولوجيا والشراكات الاستراتيجية لمواجهة التحديات الدولية المُلحّة، وفي ظل ما يمثله الشباب من ديناميكية وقدرتهم المذهلة على التغيير، بما يحملونه على عاتقهم لبناء مجتمعاتهم وتنميتها، يحتفل العالم اليوم 15 يوليو باليوم العالمي لمهارات الشباب.
الذكرى السنوية العاشرة لليوم العالمي لمهارات الشباب
بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 2014، يوم 15 يوليو اليوم العالمي لمهارات الشباب، بهدف التأكيد على الأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بمهارات التوظيف والعمل اللائق وريادة الأعمال. ومنذ ذلك الحين، أتاحت فعاليات اليوم العالمي لمهارات الشباب فرصة فريدة للحوار بين الشباب ومؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني (TVET)، والشركات، ومنظمات أصحاب العمل والعمال، وصانعي السياسات، وشركاء التنمية. وقد سلّط المشاركون الضوء على الأهمية المتزايدة للمهارات في ظلّ شروع العالم في الانتقال نحو نموذج مستدام للتنمية.
يُصادف احتفال اليوم العالمي لمهارات الشباب 2025 الذكرى السنوية العاشرة للاحتفال، ويركز موضوع هذا العام على تمكين الشباب من خلال الذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية.
إعادة تعريف الدبلوماسية المتعددة الأطراف
مع إعادة تشكيل الثورة الصناعية الرابعة للاقتصادات من خلال الذكاء الاصطناعي، يجب أن يتطور التعليم والتدريب التقني والمهني لتزويد الشباب بمهارات المستقبل. يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً في طريقة عيشنا وتعلمنا وعملنا، ولكنه يُشكل أيضاً مخاطر جسيمة إذا لم يُطبق بشكل عادل، وفق هذا الإطار يُسلط موضوع اليوم الدولي للشباب 2025 الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في إعادة تعريف الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ويرفع شعار "الشباب يعززون التعاون المتعدد الأطراف من خلال التكنولوجيا والشراكات".
بحلول عام 2030، من المتوقع أن يُشكل الشباب 57% من التركيبة السكانية العالمية، مما يُؤكد الحاجة المُلحة لتمكينهم من أدوار فعّالة في صنع القرار والحوكمة العالمية. هذا التحول الديموغرافي لا يضع الشباب في موضع المستفيدين من السياسات متعددة الأطراف فحسب، بل كشركاء أساسيين في صياغتها، وفي سياق الاحتفال فقد دعت الأمم المتحدة الجميع عبر منصاتها ومواقعها الرسمية في اليوم العالمي لمهارات الشباب، للاعتراف بقوة الشباب كمحرك للتغيير، والالتزام بتزويدهم بالذكاء الاصطناعي والمهارات الرقمية لمواجهة تحديات اليوم ورسم مستقبل أكثر سلاماً وشمولاً واستدامة.
ومن ناحيته فقد دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، إلى إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي لعالمنا، والنظر إلى الشباب ليس كمتعلمين فحسب، بل كمشاركين في بناء مستقبل رقمي أكثر عدالة.
وإذا تابعتِ الرابط التالي ستتعرفين أكثر إلى اليوم العالمي لمهارات الشباب
التعليم والتدريب التقني والمهني ركيزةٌ أساسيةٌ
وفقاً للموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org يُعد التعليم والتدريب ركيزةً أساسيةً لتحقيق خطة عام 2030، حيث تتجسد رؤية إعلان إنتشون: التعليم 2030 بالكامل في الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع". ويُولي هدف التعليم 2030 اهتماماً كبيراً لتنمية المهارات التقنية والمهنية، عالية الجودة وبأسعار معقولة حيث يمكن للتعليم والتدريب التقني والمهني (TVET):
- أن يُزود الشباب بالمهارات اللازمة للوصول إلى سوق العمل، بما في ذلك مهارات العمل الحر.
- أن يمكن الشباب من تحسين الاستجابة لمتطلبات المهارات المتغيرة من قِبل الشركات والمجتمعات.
- أن يعزز زيادة الإنتاجية ورفع مستويات الأجور.
- أن يُقلل من عوائق الوصول إلى سوق العمل، على سبيل المثال من خلال التعلم القائم على العمل، وضمان الاعتراف بالمهارات المكتسبة واعتمادها.
- أن يُوفر فرصاً لتطوير المهارات للأشخاص ذوي المهارات المحدودة، ممن يعانون من نقص العمل أو البطالة، والأفراد غير الملتحقين بالتعليم أو العمل أو التدريب (NEETs).
فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب
وفي ظل الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب تقيم منظمة العمل الدولية فعالية "تمكين شباب فاعلون في التغيير من خلال المهارات الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي" في مقر منظمة العمل الدولية، نيويورك
يُنظم هذا الحدث بالتعاون بين البعثتين الدائمتين للبرتغال وسريلانكا لدى الأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومكتب الأمم المتحدة للشباب. ويُسلّط الضوء على دور المهارات الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي في بناء مجتمعات شاملة ومستدامة، من خلال تمكين الشباب، والنهوض بالتعليم، وتعزيز الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا. ويتضمن حلقات نقاش رفيعة المستوى مع مسؤولين من الأمم المتحدة، وصانعي سياسات، ومعلمين، وقادة شباب في معهد كوكب التعلم في باريس، والأمم المتحدة المقر الرئيسي في نيويورك.
والسياق التالي سيعرفك إلى: أسبوع العين للشباب يحتفي بمهاراتهم ودورهم في التنمية المستدامة غداً