في كل عام، يحتفل العالم في الخامس عشر من يوليو باليوم العالمي لمهارات الشباب، مناسبة لتسليط الضوء على قضايا الشباب وطاقاتهم وتطلعاتهم، وتتجه الأنظار نحو الطاقة المتجددة في كل وطن: شبابه، وبينما تتنوع تجارب الشباب في مختلف البلدان، تبرز التجربة السعودية كنموذج مُلهم، لا سيما في ظل رؤية المملكة 2030 التي وضعت الشباب في قلب التحول الوطني، ويبرز جيلٌ جديدٌ يفيض حيويةً وطموحاً، جيل أطلقت عليه القيادة اسماً يستحقه عن جدارة: شباب الرؤية.
الرياض -عتاب نور
الشباب السعودي بعيون مُلهم الشباب وعراب الرؤية

لعل أجمل بداية لهذا التقرير عن الشباب السعودي، بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب وأبلغ وصف للشباب السعودي، هو ما أشار إليه أمير الشباب وعرًاب الرؤية السعودية وملهمهم ، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أكثر من مناسبة وطنية، إلى أن الشباب السعودي هم الثروة والطاقة الحقيقية لتحقيق رؤية السعودية ومن ذلك قوله حفظه الله:
"ثروتنا الأولى التي لا تُعادلها ثروة مهما بلغت: شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله، ولا ننسى أنه بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيَّب الله ثراه. وبسواعد أبنائه، سيفاجئ هذا الوطن العالمَ من جديد".
وفي الحدث التاريخي لإطلاق رؤية السعودية 2030 أشاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالشباب السعودي وبدورهم في تحقيق مستهدفات الرؤية: "الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية."
وأضاف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان : "لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية، شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية جداً، ويبقى فقط العمل".
الشباب والتحول الاقتصادي

وترى الدكتورة نوف الغامدي مستشارة تنمية اقتصادية وحوكمة مؤسسية، أن الاحتفاء بالشباب في السعودية لا يقتصر على مناسبة أو شعار، بل هو فعل يومي متواصل، تُترجم فيه الثقة إلى تمكين، والطموح إلى أرقام، والحلم إلى سياسات.
فالشباب السعودي اليوم لم يعد مجرّد طاقة كامنة أو وعد مستقبلي، بل هو في قلب التحوّل، وفي مقدّمة المشهد الاقتصادي والتنموي.، ما نراه على أرض الواقع يفوق التوقعات:
نسبة كبيرة من السكان السعوديين، نحو 63% دون سن الثلاثين، وهذه التركيبة الديموغرافية لم تُهدر كما يحدث في بعض الدول، بل وُجهت عبر رؤية طموحة إلى مسارات التمكين الحقيقي، اليوم، نجد الشباب في المختبرات، وفي إدارة الشركات الناشئة، في الفنون والتقنية والطاقة المتجددة، وفي مؤسسات الدولة.
وفي ريادة الأعمال؛ حيث تؤكد البيانات الرسمية أن 46% من رواد الأعمال في المملكة هم من فئة الشباب، وهو رقم يكشف عن روح ريادية متجذّرة، وعن مجتمع بدأ يؤمن أن الحلول تأتي من الداخل، لا بالاستيراد، بل بالابتكار.
أكثر من 70% من الشباب السعودي يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل يومي، بحسب تقارير 2024، وهي نسبة تعكس ليس فقط المهارة الرقمية، بل أيضاً مستوى الانخراط العميق في الاقتصاد الرقمي العالمي.
أما المرأة السعودية الشابة، فقد انتقلت من مرحلة التمكين إلى مرحلة التمثيل والمشاركة الفاعلة. فقد تضاعفت نسبة مشاركتها في سوق العمل خلال أقل من عشر سنوات، وبدأنا نرى نماذج سعوديات شابات يقدن شركات، ويشاركن في صناعات نوعية كانت حتى وقت قريب حكراً على الرجال.
الاستثمار في الشباب
وتؤكد الدكتورة نوف الغامدي أن الشباب السعودي لا ينتظر أن تُمنح له الفرصة، بل يصنعها، ويثبت في كل يوم أن الرؤية لم تُكتب على ورق، بل وجدت منْ يتبنّاها وينفذها بروح وطنية عالية، ووعي عالمي متقدم، واليوم، نستطيع أن نقول بثقة: إن أقوى استثمار في رؤية 2030 كان الاستثمار في الإنسان تحديداً، في الشاب السعودي.
وإذا كانت بعض الدول تخشى انفجار طاقات شبابها، فإننا في السعودية نحسن هندسة هذه الطاقة وتحويلها إلى بناء، وإبداع، وإنتاج.
وما كان يُصنّف سابقاً على أنه تحدٍ سكاني، أصبح لدينا فرصة ديموغرافية تُترجم يوماً بعد يوم إلى قوة اقتصادية حقيقية.
وتوجه الغامدي رسالتها للشباب: نحن لا نحتفل بالشباب فقط... بل نقول لهم: أنتم الوطن حين يتقدّم، وأنتم الرؤية حين تتحقّق.
الشباب ومجالات التنمية
منذ إطلاق رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، أصبح الشباب السعودي ليس فقط عنصراً فاعلاً في التنمية، بل هو المحرك الأساسي لها، وفي قلب كل خطة تنموية ومشروع استراتيجي. فهم يمثلون أكثر من 65% من عدد السكان، ما يجعلهم القوة الدافعة لأي تطوير حقيقي. لكن الأهم من ذلك هو ما يمتلكه هذا الجيل من مهارات ومعرفة وشغف للتطوير، أهّلته ليكون لاعباً رئيسياً في جميع مجالات التنمية: من التقنية والابتكار إلى ريادة الأعمال، ومن الثقافة والفنون والرياضة إلى العلوم والطاقة المتجددة، فهذه الرؤية الطموحة لم تُبْنَ فقط من أجل الشباب، بل بقدراتهم، وبتطلعاتهم، وبإيمان القيادة الرشيدة – أيدهم الله - التام بأنهم القوة الدافعة للتطوير والتجديد.
تمكين الشباب السعودي
لعبت الدولة دوراً محورياً في تمكين الشباب من خلال برامج نوعية مثل "مسك"، "موهبة"، "برنامج تنمية القدرات البشرية"، و"برنامج الابتعاث"، والتي تهدف إلى تطوير المهارات، وتعزيز فرص التوظيف، وتمكين الريادة. وهذه المبادرات لم تكن شعارات، بل تحولت إلى واقع ملموس يعيشه الشباب يوماً بعد يوم.
واليوم، نرى الشباب السعودي يبرع في مختلف المجالات؛ من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلى ريادة الأعمال والابتكار، إلى الفنون والرياضة. شباب يمتلك مهارات رقمية عالية، وثقافة معرفية واسعة، ويبرهن في كل مناسبة على أنه قادر على المنافسة عالمياً، دون أن يفقد هويته الوطنية أو قيمه المجتمعية.
ملامح الشباب السعودي
أبرز ملامح الشباب السعودي اليوم هو الطموح غير المحدود. لم يعد الشاب السعودي ينتظر الفرصة، بل يصنعها. نراه يطلق مشروعاته الخاصة، يُشارك في برامج الابتعاث والابتكار، يحقق إنجازات في المحافل الدولية، ويقود مبادرات تطوعية ومجتمعية بروح من المسؤولية والانتماء.
الشباب السعودي اليوم ليس فقط مستهلكاً للتقنية، بل صانع لها. نشهد ارتفاعاً في أعداد المبرمجين، ومطوري التطبيقات، ورواد الأعمال الذين اقتحموا الأسواق العالمية بأفكار مبتكرة، مدعومين ببرامج وطنية مثل "مسرعة الأعمال"، و"نيوم"، و"كود"، وغيرها.
قطاع العمل والتطوع
وعن تواجد الشباب السعودي في قطاع العمل، أوضحت الوابل: أصبح الشباب السعودي يتصدر المشهد في القطاعين العام والخاص، بفضل السياسات الداعمة والتوطين الذكي والتدريب المستمر. حتى في ميادين كانت حكراً على فئات معينة، دخلها الشباب بروح المغامرة والإبداع؛ ليصنعوا قصص نجاح تُروى.
والأجمل أن هذا الطموح لا يقتصر على الجانب المهني فقط، بل يتعداه إلى حب العطاء والمبادرة؛ إذ برز الآلاف من الشباب في مجالات العمل التطوعي، والخدمة المجتمعية، وتحقيق أثر اجتماعي حقيقي، وقد وصلت المملكة إلى مستهدف مليون متطوع قبل عام 2030 العام المستهدف بأبناء وبنات الوطن أغلبهم من الشباب.
وفي ظل هذا الزخم، لا بد أن نُشيد بالدور الكبير الذي تلعبه الشابات السعوديات على وجه الخصوص، اللواتي أصبحن رمزاً للتقدم والتنوع. فهنّ اليوم قائدات، ومبتكرات، وطبيبات، ومهندسات، يقدن مستقبلاً أكثر إشراقاً.
الشباب رهان المستقبل
وتضيف الوابل: يأتي اليوم العالمي لمهارات الشباب؛ ليؤكد لنا أن المستقبل مرهون بالشباب، وأن الأمم التي تراهن على شبابها، هي الأمم التي تكتب مستقبلها بيديها. والشباب السعودي، بشهادة الواقع، هو رهان المملكة الناجح، وصوتها القوي نحو الغد، ولقد أدركت القيادة الرشيدة أن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان. فجاءت البرامج التعليمية والتدريبية، محلياً وعالمياً؛ لتفتح أمام الشباب أبواب المعرفة والاحتكاك بالتجارب العالمية. كما أن تمكين المرأة السعودية الشابة شكّل نقطة تحوّل في المشهد التنموي والاجتماعي.
وتختتم الوابل: في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بالشباب كمرحلة عمرية، بل نحتفل بهم كمحرك للتطوير، وبناة المستقبل. إن الشباب السعودي اليوم هو تجسيد حي لرؤية طموحة، تؤمن بأن لا شيء مستحيل أمام الإرادة والمعرفة. هم لا ينتظرون الفرص، بل يصنعونها. لا يكتفون بالحلم، بل يسعون لتحقيقه على أرض الواقع، فكل عام وشبابنا مصدر فخر، وراية ورفعة، وأمل.
نصائح للشباب لقيادة المستقبل

نسرين الشامي المدربة المختصة في بناء الشخصية الاحترافية تشيد بالشباب السعودي، وما يتمتع به من قدرات استثنائية وطموح دائم للتغيير الإيجابي، وتشدد على ضرورة تمتعهم بمهارات التواصل الفعال والتحليل، والتعامل مع النزاعات، ومهارة التعامل مع المشكلات وكيفية حلها واستخدام الذكاء العاطفي، حتى يتمكنوا من قيادة أنفسهم أولاً وقيادة الآخرين من حولهم لمستقبل أكثر تطوراً وإشراقاً.
وتضيف الشامي: كما أن من الضروري اهتمام الشباب بمواكبة التحديث والتطور التي تشهدها السعودية الآن ومحاولة التعلم والتأهيل للمشاركة المثمرة والفعالة في بناء الوطن مع التحلي بالصبر والعزيمة والإصرار؛ لتخطي أي تحديات أو عقبات في الطريق سواء على المستوى الشخصي أو العملي.
أما عن النصيحة التي دائماً ما تكررها المدربة نسرين الشامي لكل شاب فهي:
زوِّد نفسك بطاقة من المهارات الأساسية؛ حتى تتمكن من خلالها من بناء أساس متين تؤهلك للنجاح في جميع المجالات المتعلقة بالتعليم أو ببيئة العمل.
الثروة الشبابية

نجلاء الساعاتي المستشارة في تعديل السلوك تشير إلى أن رؤية المملكة ركزت على الثروة الشبابية وتنمية مهاراتهم في كافة المجالات وصقلها؛ لتكون ثروة للمملكة في كافة المجالات خاصة أن شاببنا وفتياتنا يمتلكون وبكل فخر طاقات هائلة وإنجازات عظيمة، وهذا ما أكدته المسابقات والاختبارات العالمية، فهذه الثروة الشبابية لا يُستهان بها في كافة الأصعدة العلمية التجارية الصناعية والزراعية والتكنولوجية وحتى التطوعية. وعلى الأغلب لا يأتي الشاب الموهوب ذو المعرفة إلا من أسرة واعية متفتحة تدفع الشاب أو الشابة إلى الإقدام والمثابرة وتحدي العقبات من أجل رفعة للوطن الغالي وإثبات كفاءة وجدارة الشباب، وحتى يتم تمكين الشباب لإطلاق مشاريعهم الخاصة وابتكار حلول جديدة، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الوطني.
دور الأسرة
وعن دور الأسرة في تهيئة الشباب للقيام بدورهم القيادي وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 أكدت نجلاء الساعاتي المستشارة في تعديل السلوك أن الأسرة هي الحضن الأول لإخراج جيل واعٍ ومثقف؛ لذا أولت حكومتنا الرشيدة الوسائل التثقيفية المتعددة؛ لتعزيز دور الأسرة في زرع القيم الدينية والاجتماعية والوطنية لدى أبنائها، وهذا مما يدفع الأبناء للعمل الدؤوب تحت قيم وثوابت راسخة لإرضاء الله أولاً ثم ولاة الأمر الذين يسَّروا السبل لتعليم وتثقيف الجميع.
اقرأ المزيد: في اليوم العالمي لمهارات الشباب رائدة الأعمال رنا سامي: الشباب السعودي رياديون بالفطرة