الشخصية هي مجموع الخصال والصفات الجسدية والنفسية الموروثة، والمكتسبة الموجودة والمستمرة في كيان أي شخص، والتي تميزه عن غيره، وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله، وتعدد الشخصيات؛ فمنها ما هو إيجابي ويحظى بإعجاب المجتمع، ومنها ما هو سلبي حيث ينفر من حوله، فالمتأمل في واقع حياة الناس يجد لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين.
أنواع الشخصيات وكيف يتم تصنيفها؟

فتاة مستاءة من التعامل مع بعض الشخصيات لأنها لم تتعامل معها بما يكفي من الحزم - المصدر: freepik by benzoix
تقول أماني أبو السعود خبيرة التنمية البشرية لـ"سيدتي": إن الشخصية هي مجموعة الأنماط السلوكية والطباع المتنوعة المعرفية والعاطفية المترابطة التي تميز كل فرد، وتجعله فريداً ومختلفاً عن غيره، فكل شخص يتمتع بنمط غريب من الخصائص الدائمة وطويلة الأمد، وطريقة يتفاعل بها مع الأفراد الآخرين والعالم من حوله، والشخصية تتكون من مجموعة من السمات المميزة والمستقرة نسبياً، التي تشكل طريقة تفكير الفرد واهتماماته ورغباته وسلوكياته وشعوره وتصرفاته باستمرار، مما يكسبه صفات تميّزه عن الآخرين.
وتتأثر الشخصية بالعوامل الوراثية والبيئية وتجارب الحياة، على أن هناك العديد من التصنيفات التي تطرقت لأنواع الشخصيات، منها نظرية السمات الخمس الكبرى التي تقسمها إلى خمس سمات رئيسية (الانفتاح، الضمير، الانبساط، التوافق، والعصابية)، ونظرية مايرز-بريجز (MBTI) التي تصنف الشخصيات إلى 16 نمطاً فريداً بناءً على أربع ثنائيات: (الانطواء والانفتاح، الحس والحدس، التفكير والشعور، والحكم والإدراك). توجد أيضاً أنواع شخصيات أخرى مثل النرجسية، السيكوباتية، الشخصية القيادية، العصامية، الانفعالية، المترددة، العنيدة، القاسية، البسيطة الودودة، المدعية، التوافقية المرنة.. إلخ
يساعدك الحزم مع بعض الشخصيات على تعزيز احترامك لذاتك
تختلف طرق التعامل مع الشخصيات حسب أنماطها، ويتطلب ذلك فهم خصائص كل شخصية وتطبيق استراتيجيات تواصل مناسبة، ومن ثمّ فمن المهم أن نحترم التنوع ونقدر الاختلافات. فالحياة تجعلنا نتعامل مع أشخاص يفكرون ويتصرفون بشكل مختلف عنا، ولذلك يجب أن نحترم وجهات نظرهم وأساليبهم الشخصية، على أن هناك العديد من الشخصيات التي تتطلب منك التعامل معها بحزم، فالتعامل بالحزم يعمل على تعزيز احترامك لذاتك وكسب احترام الآخرين، وهي تشمل الشخصية النرجسية التي تعتقد أن الكون يدور حولها، بالإضافة إلى الشخصيات التي تتسم بالسيطرة، والاستغلالية، أو المتلاعبة، فأثناء التعامل مع هذه الشخصيات، من الضروري وضع حدود صارمة لحماية نفسك وثقتك بنفسك.
قد ترغبين في التعرف إلى: ما يجب معرفته عن شخصية الرجل قبل الزواج
5 شخصيات تتطلب حدوداً صارمة أثناء التعامل معها لحماية نفسك
تقول أماني أبو السعود: الحزم هو مفتاح التعامل مع هذه الشخصيات بفاعلية، فهو يساعد الآخرين على فهم موقفك بدقة وحدودك في المحادثات، وهو عبارة عن فن التعبير عن الأفكار والمشاعر والاحتياجات بوضوح والثقة مع الآخرين مع الاحتفاظ بالاحترام لهم ومن تلك الشخصيات هي كالآتي:
الشخصية النرجسية

الشخصية النرجسية تهتم بنفسها فقط وتنظر إلى الآخرين كوسيلة لخدمة مصالحها، فالشخص النرجسي عاشق نفسه؛ حيث يرى أن الكون يدور حوله، وكل حديث يجب أن ينتهي عنده، وكل إنجاز لابد أن ينسب إليه، وهو يحب الإعجاب بنفسه، والانغماس في خيالات حول النجاح والقوة والجمال والذكاء المثالي، لكنه نادراً ما يُظهر تعاطفاً أو اهتماماً حقيقيا بشريكه، لذا عليك ان تضع في الاعتبار أنه قد يكون من الصعب عليه فهم مشاعرك أو التعاطف معها، وهو يسعى دائماً لاستغلال الآخرين لتحقيق أهدافهم، ويعتقد صاحب هذه الشخصية بأنه فريد ومتميز، وينخرط دائماً في أوهام حول النجاح اللامحدود، لذا يتصرف بطريقة متعجرفة ويتصف بالتباهي كثيراً والغرور، بينما يعاني من حساسية مفرطة للنقد، فقد يشعر بالتعاسة وخيبة الأمل بشكل عام عندما لا يتم منحه الامتيازات الخاصة أوالإعجاب الذي يعتقد أنه يستحقه، ما قد يسبب له الغضب أوالاكتئاب، ويؤثر هذا الاضطراب النرجسي سلباً على علاقاته الشخصية، لذا يجب التعامل معه بحزم وبحدود واضحة، وعليك التذكر دائماً أنّ تعامله معك لا يقتصر عليك فقط بل هو يتعامل مع الجميع بنفس الطريقة، ويمكنك تجنب المواجهة المباشرة معه، مع عدم الانصياع لرغباته، ومحاولة السيطرة على ردود أفعالك، وعدم أخذ سلوكياته بصورة شخصية ورفض تلبية مطالبه الأنانية.
قد ترغبون في التعرف إلى المزيد من عادات تكشف الشخص النرجسي
الشخصية المُتلاعبة

الشخص المتلاعب، هو شخص يستغل الآخرين لتحقيق أهدافه باستخدام الضغط النفسي والخداع، وغالباً ما يتلاعب بمشاعرهم، ويتميز هذا الشخص بالدهاء والقدرة على استغلال نقاط ضعف الآخرين، ولا يظهر نواياه الحقيقية بوضوح أثناء التعامل مع شريكه أو مع الآخرين، وهو شخص كثير الكذب ويتسم بالخداع، والمراوغة، وافتعال الأكاذيب لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب الآخرين، والتعامل مع هذا النوع من الشخصيات قد يكون مرهقاً نفسياً، ويحتاج إلى قدر كبير من الحكمة والوعي لحماية النفس من تأثيراتها السامة خاصة إذا كنا مضطرين للتعامل معها ولا سبيل لقطع العلاقة بها سواء كانت علاقة عائلية أو علاقة عمل، وتميل هذه الشخصية إلى استغلال عواطف الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية، وقد يلجأ إلى الإقناع العاطفي، أو زرع الشعور بالذنب، أو التظاهر بالضعف للحصول على التعاطف، يجب أن تكون صلباً في مواجهة محاولات التلاعب وتوضيح أنك لن تنجرف وراء تلك الألاعيب، واحرص على تحديد حدودك بوضوح معه، ولا تسمح له بتجاوزها، بل من الأفضل التعبير عن رفضك لتصرفاته بأسلوب هادئ ولكن حازم، دون اتهام مباشر، ولا تنفعل أو تنجرف في نقاشات مشحونة، وحاول الرد عليه بهدوء ووضوح وفي بعض الأحيان، قد يكون تجاهل المواجهة معه أفضل وسيلة لحماية نفسك من التصعيد.
قد ترغبون في التعرف إلى: علامات تحدد شخصيتك وتجعلك فريداً
الشخصية المتسلطة أو المهيمنة

هي نمط سلوكي يتميز بالحاجة للسيطرة الكاملة على الآخرين، واتخاذ جميع القرارات بمفرده وإلغاء آراء ومشاعر الآخرين، ويتسم صاحب هذه الشخصية بالعدوانية، والتحكم، وعدم تقبل النقد أو الاختلاف، وهي شخصية غير مرنة؛ حيث تستخدم التلاعب، أو التهديد، أو الإكراه لتحقيق أهدافها أو ما تريده، مما يؤدي إلى علاقات سلبية تؤثر على العلاقات الأسرية والمهنية، وتخلق شعوراً بالخوف والقلق لدى المحيطين بهم، وهو شخص يتصف بالغيرة وعدم الأمان، فهو يحاول دائماً عزل الشخص عن أصدقائه وعائلته لمنعهم من تكوين علاقات أخرى، والشخص المتسلط يميل إلى الجدال كوسيلة للدفاع عن وجهة نظره وفرض سيطرته، لذا فمن الأفضل تجنب النقاشات العاطفية معه، وهذا الشخص يحاول التحكم في قراراتك وحياتك، وهو شخصية تتسم بالمزاجية وتفتقر للمرونة في التعامل مع الآخرين ولا تقبل الرأي الآخر أو النقد، وهو شخص يعتبر نفسه دائماً على صواب، لذا يجب الوقوف أمام هذه الشخصية بقوة وتذكيرها بأنك صاحب الحق في اتخاذ قراراتك الخاصة، وعدم السماح له بفرض رأيه عليك، مع وضع حدود بوضوح التصرفات المقبولة وغير المقبولة في العلاقة بينكما.
والرابط التالي يعرفك أكثر إلى: كيفية التعامل مع الزوجة المتسلطة
الشخصية السلبية أو المتذمرة دائماً

الشخصية السلبية أو المتذمرة هي التي تركز دائماً على الجوانب السلبية في كل شيء، وتُظهر التشاؤم المستمر في جميع المواقف، وتنتقد نفسها والآخرين باستمرار، ويتميز صاحب هذه الشخصية بالاستياء وعدم الرضا الدائمين، وغالباً ما يعبر عنهما بشكل متكرر دون رغبة حقيقية في التغيير، وهذ الشخص دائما ً يستنزف طاقتك بإلقاء اللوم على الظروف والآخرين، ويكون لديه رؤية للمستقبل بشكل قاتم والاعتقاد بأن الأمور ستزداد سوءاً، ويكون لديه التعبير المستمر عن الاستياء وعدم الرضا، وغالباً ما يتحول إلى عادة، وغالباً ما يعانون من القلق والخوف المستمر، ولديه الميل إلى التهرب من تحمل المسؤولية أو الشعور بالعجز، حيث يشعر بعدم الثقة بقدراته الشخصية، مما يجعله يعتمد على الآخرين، فيكون سلوكه هذا محبطاً ومُنهكاً لمنْ حوله، ويُفسد التفاؤل والطموح لديهم، مما يخلق جواً من السلبية في العلاقات، سواء كانت علاقات عاطفية أو أسرية أو في العمل، وللتعامل مع هذا الشخص السلبي أو المتذمر لابد أن تحافظ على هدوئك، ووضع حدود واضحة، مع الإستماع بشكل متعاطف له دون الانجراف في سلبيته، ومحاولة إعادة صياغة المحادثة بشكل إيجابي، ومع ضرورة تجنب أخذ الأمور على محمل شخصي، كما لابد أن تحافظ على طاقتك من خلال عدم تزويده بمعلومات شخصية كثيرة والتحكم في ردود فعلك العاطفية، ويمكنك أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين، مع دوام على المشاركة في الأنشطة التي تستمتع بها.
ويمكنك متابعة الرابط التالي والذي يخبرك كيف تتخلصين من الأشخاص السلبيين في حياتك؟
الشخصيات المستغلة

وهو الشخص الذي يستغلك عاطفياً أو مالياً، ويركز على مصالحه الشخصية ويستغلك ويستغل الآخرين لتحقيق أهدافه دون مراعاة لمشاعرهم أو حقوقهم، وهو لا يحمل من صفات الإنسانية سوى الأنانية وتحقيق المصالح فقط، ومن أبرز سماته الأنانية، واللجوء إلى التلاعب والخداع والكذب لتحقيق أغراضه، واستغلال نقاط ضعف الآخرين، والسعي للسيطرة عليهم، وعدم الشعور بالامتنان لما يقدمه الآخرون، ويمكنه استخدام الآخرين لتحقيق مصالح شخصية بحتة، كما يمكنه اللجوء إلى الكذب والخداع في الحديث عن النفس أو مشاعره لتضليل الآخرين والحصول على ما يريد، وغالباً ما يشعر هذا الشخص المستغَل أن ما يقدمه الآخرون هو واجبهم وليس امتناناً، فهو لا يقدر جهودهم، ولكن كل ما يهمه هو السعي للسيطرة عليهم من خلال التحكم فيهم ومنعهم من التواصل مع الآخرين أو القيام بأشياء معينة، فيرى نفسه أعلى شأناً وأعظم قيمة منك في المجتمع، ويظهر بصورة الإنسان المثالي الطيب القلب، حتى يتمكن من دخول قلوب الناس ليحقق غاياته ومصالحه الخاصة، إلى جانب أنه قد يتجاوز الحدود الشخصية مع عدم مراعاة رغبات الآخرين، وللتعامل مع هذا الشخص المستغل يمكنك معرفة حقوقك وقدرتك على تحديد حدودك الشخصية، فهذا يعزز ثقتك بنفسك ويساعدك على عدم السماح له بالاستغلال، وحدودك هي الإجراءات التي تتخذها لحمايتك ويجعلك تشعر فيها بالأمان، كما يمكنك أن تكون واضحاً في مواقفك وأفكارك، مع تجنب التعبير عن رغباتك بشكل غامض أو مبهم.
والرابط التالي يعرفك: كيف تختار الهواية المناسبة التي تناسب شخصيتك؟





