تظن بعض الفتيات أن الجاذبية تقتصر على الملامح، وربما يكون سبب زيادة جراحات التجميل في أعمار مبكرة، لكن يبدو أن الخبراء لديهم رأي آخر، حيث ذهبت الدراسات إلى أن هناك مجموعة من الأسرار التي تشكل جاذبية البنات.
وتشمل أسرار الجاذبية طرق التواصل و الحضور الذهني والإنساني، أي أن أغلب عوامل الجاذبية تكمن في الداخل وليس الشكل الخارجي الذي ربما يعتاد عليه الناس سريعاً.
إعداد: إيمان محمد
أسرار البنت الجذابة
قبل أن نتناول أسرار الجاذبية كما يراها الخبراء، فهناك جانب مهم يجب الانتباه له، وهو أن هناك جاذبية فطرية صحيح، لكن في نفس الوقت هناك بعض العادات التي يمكن اكتسابها لتبدو الفتاة جذابة، مثل:
التشابه بداية الانجذاب
أي قصة انجذاب تبدأ بالتشابه، وهنا يقول الباحث تشارلز شو من جامعة بوسطن، إن هذا التشابه يمكن أن يكون سر جاذبية الفتاة، ويبدو في أمور بسيطة للغاية، ويضرب الباحث المثال "فتاة تضحك على النكتة نفسها، أو تشارك أحدهم حب أغنية معينة، أو تتخذ الموقف نفسه من قضية عامة". ويطلق خبراء علم النفس على هذه الحالة تأثير التشابه والانجذاب، أي الميل الفطري للإنسان إلى الارتياح لمن يعتقد أنه يشبهه.
وأشارت سلسلة دراسات أجريت في Boston University أن الأدمغة البشرية تترجم أي تشابه بسيط على أنه توافق عميق في القيم والشخصية. وقال الباحث تشارلز شو إن "الأشخاص عندما يقابلون شخصاً يشبههم في رأي أو ذوق صغير، يعتقدون أن هذا الشخص يشاركهم أموراً جوهرية وعميقة، وكأننا نملأ فراغات شخصيته بنسخة من أنفسنا".

الكاريزما (الجاذبية الداخلية)
ربما سمعتِ من قبل عن "الكاريزما" وهي جاذبية تكمن في الروح وليس الملامح، ولا يمكن اكتسابها من خلال الاهتمام بالمظهر الخارجي، أو حتى اتباع ترندات الجمال.
وقالت الباحثة جيسيكا ميلر لموقع YourTango إن الكاريزما يمكن وصفها بالسحر وهي تأثير يسبق الكلام، ويجعل المحيطين ينجذبون لكِ من دون أي مجهود، وقد لا يعرف هؤلاء حتى سبب الانجذاب.
ولكن لم تترك الباحثة ميلر مفهوم الكاريزما بدون تحديد، بينما قالت إن الفتيات اللواتي يتمتعن بالجاذبية تشتركن في صفة واحدة، وهي "القدرة على الحضور الكامل في اللحظة". ففي زمن يقدّس السرعة وتعدد المهام، أصبح الإنصات فعلاً نادراً. والفتاة التي تُجيد الإصغاء وتُركّز نظراتها بصدق، تُشعر الآخرين بأنهم مرئيون ومسموعون، وهذا الشعور في حدّ ذاته هو ما يُحدث الانجذاب الحقيقي.
وللتأكيد على قوة التركيز والتمعن في الأشياء، كانت دراسة أجريت في جامعة هارفارد قالت: إن الإنسان يفقد نصف تجاربه اليومية بسبب عدم انتباهه الكامل لما حوله. وتوضح الدراسة أن العقل يلتقط تعبيرات الوجه في 200 ملي ثانية فقط، أي أن التظاهر بالاهتمام مستحيل، فأي شرود أو تشتت يظهر فوراً في ملامحنا ولغة جسدنا. ويمكن القول إن الكاريزما ليست هبة غامضة، بل مهارة يمكن تدريبها عبر تمارين بسيطة للحضور الذهني.
فن الحضور
تؤكد الباحثة جيسيكا ميلر أن الحضور يمكن اكتسابه من خلال التدريب وممارسة منتظمة لبعض العادات، وتشير إلى أن تمارين الحضور الذهني يمكن تحقيقها من خلال تهذيب الانتباه وتقوية التركيز، وهما:
تأمل التنفس
تمرين يومي يقوم على التركيز في عملية الشهيق والزفير لمدة دقيقة واحدة على الأقل، لتصفية الذهن وتهدئة إيقاع التفكير.
تأمل الشوكولاتة
وهذا التمرين يعد تجربة حسية يمكن القيام بها عن طريق تذوق قطعة شوكولاتة ببطء والانتباه إلى ملمسها ورائحتها ونكهتها، والهدف من ذلك هو تدريب الحواس على إدراك اللحظة بكل تفاصيلها.
الهدف من التمارين هذه ليس التأمل في حدّ ذاته، بينما تدريب الدماغ على التركيز والهدوء وما يعزز مهارة الإصغاء، فأي فتاة تتمتع بالحضور الذهني تتغير نبرة صوتها ونظرتها وأدائها بشكل عام، لأن طاقتها بالكامل موجهة نحو الشخص المقابل.
وتشير الباحثة إلى أن هذه التمارين زادت أهميتها بسبب التشتت الذي نعيشه بعد سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك أصبح التركيز العميق عملة نادرة.

الثقة الهادئة
تتفق الدراسات النفسية على أن الثقة بالنفس من دون استعراض تُعد من أقوى عناصر الجاذبية الشخصية. فالبنت التي تعرف قيمتها، من دون أن تسعى لإقناع الآخرين بها، تُرسل إشارات لا لفظية تعبر عن توازن داخلي يلفت الانتباه فوراً.
توضح دراسات نُشرت في Psychology Today أن الأشخاص الواثقين بأنفسهم يمتلكون لغة جسد مستقرة، ونبرة صوت متزنة، ونظرة مباشرة من دون تحدٍ أو تردد وهي جميعها مؤشرات تزرع الإعجاب والارتياح فيمن حولهم.
هذه الثقة الهادئة لا تكتسب بالمظاهر أو بالكلام، بل من القبول الذاتي والقدرة على التصالح مع العيوب قبل المميزات، وهي الصفة التي تمنح الفتاة حضوراً مريحاً يسبق أي محاولة للفت الأنظار.
اقرأوا أيضاً لماذا أرغب في البقاء وحدي؟ إليكِ الأسباب والدوافع





