إن اختيار شريك الحياة من أصعب القرارات التي قد يواجهها الإنسان في حياته؛ إذ يُشكّل هذا القرار مسار حياته المستقبلية، فقد تشعر الكثيرات من المُقبلات على الزواج بالخوف والقلق من اختيار شريك الحياة غير المناسب، مما قد يتسبب في الشعور بالتعاسة والندم طوال العمر، بالسياق التالي، التقت "سيدتي" خبيرة العلاقات الزوجية نرمين كميل؛ لتخبرك عن أهم العلامات التي تشير إلى توافقك مع شريكك المستقبلي.
اختيار شريك الحياة قرار مهم وحاسم

تقول خبيرة العلاقات الزوجية نرمين كميل لـ"سيدتي": "إن اختيار شريك الحياة هو قرار مهم وحاسم في حياة أي إنسان، فهو يؤثر بشكل كبير على حياته المستقبلية، وهو الشريك الذي يُمكن بناء علاقةٍ عاطفية صحّية وآمنة وسعيدة ودائمة معه، ويمكنك الاتكاء والثقة والاعتماد عليه للمساعدة في مسيرة الحياة. بالتأكيد عملية الاختيار ليست سهلة، وتختلف معايير اختياره من شخص لآخر، حسب قيمهما واعتقاداتهما وتجاربهما السابقة، لذلك لابد من التأني والحرص الشديد عند اختيار الشريك الذي يتناسب مع قيمنا وتطلعاتنا".
السياق التالي يعرفك: أهم المعايير التي تضمن التوافق والاستمرارية في الزواج
علامات تخبرك بمدى توافقك وشريكك المحتمل
تقول نرمين كميل: عند الدخول في علاقة جدية، قد تكونين غير واثقة إذا كان ذلك الشخص مناسباً لكِ أم لا؛ لأن هذا سيحدث فرقاً كبيراً في حياتك المستقبلية معه، فهناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى هذا التوافق عند اختيار شريك الحياة، ويمكنها أن تحدد ما إذا كان شريكك المستقبلي جديراً بالزواج بك أم لا، وهي:
قيم مشتركة ومماثلة
القيم تمثل أخلاقيات الشخص وطريقة تفكيره وتربيته وشخصيته وخبراته وتجاربه والبيئة الاجتماعية والثقافية التي نشأ فيها، فمن أهم علامات التوافق هو وجود قيم مشتركة في تطلعات الحياة، فيجب أن تتوافق القيم الأساسية للشريكين معاً، سواء حول الأسرة، أو العمل، أو تطابق التوقعات والمعتقدات الشخصية، فالقيم المشتركة تضمن التفاهم والانسجام في العلاقة، والصدق، والاحترام، والتفاهم المتبادل، ورؤى مماثلة للمستقبل، فهذا يشير إلى التوافق العميق والتفاهم المتبادل، وهذا يمكن أن يمهد الطريق لعلاقة ناجحة ومستمرة.
التواصل الفعال
التواصل الفعال هو تواصل يشعر فيه الشريكان بالارتياح والأمان والمحبة، وعليه يُبنى نجاح العلاقة أو إفشالها، وهو أساس أي علاقة، فالشركاء المتوافقون يستطيعون مناقشة مشاعرهم ومخاوفهم وتطلعاتهم بصراحة، ويساعدهم ذلك في حل الخلافات الزوجية، وهذا التواصل يتيح لكلا الطرفين التعبير عن مشاعره وأفكاره، ومناقشة التحديات بشكل مفتوح من دون خوف من الحكم، كما أنه يُسهم في تعزيز مشاعر الحب والاحترام المتبادل، وبالتالي تحقيق الاستقرار لهما.
أهداف مشتركة طويلة المدى
إن تحقيق الأهداف والطموحات المشتركة يمكن أن يساعد الشريكين على تجنب الصراعات وسوء الفهم، فهو أمر مهم لتعزيز العمل الجماعي، وتوفير الشعور باقتراب الهدف المشترك، وتجنب الصراعات، فعندما يكون لدى الشريكين هدف مشترك؛ فبإمكانهما أن يتواصلا بشكل فعّال وإيجابي من أجل تحقيق هذا الهدف، فيمكن أن يساعد ذلك في تجنب النزاعات وسوء الفهم.
الدعم العاطفي
الدعم العاطفي هو المساندة الروحية والنفسية والوقوف بجوار الشريك في وقت الشدة، ويقوم الشريكان بتوفير الدعم العاطفي لبعضهما البعض في تقلبات الحياة، وخلال الأوقات الصعبة، والدعم العاطفي يقوي العلاقة، ويعزز الشعور بالأمان والانتماء بين الشريكين، فيجب على الشريكين تقدير بعضهما البعض، والاعتراف بالجهود التي يبذلها كل طرف، فمن خلال الدعم العاطفي يستطيع الشريكان أن يعبّرا عن حبّهما وتقديرهما لبعضهما البعض بكلمات وأفعال صادقة.
تفاعلات إيجابية

من أبرز العلامات التي تدل على مدى التوافق عند اختيار شريك الحياة؛ التفاعلات الإيجابية بين الشريكين، والتي تقوم على أساس الاحترام المتبادل، والمشاركة الفاعلة والداعمة، فهذه التفاعلات تُسهم في بناء تعاون مشترك، وتعزز من جودة العلاقة الإيجابية، كما تدعم التواصل الصحي، وتسهم في إقامة علاقة مستدامة؛ قوامها التقدير والاحترام.
الاهتمامات والأنشطة المشتركة
يسهم تشارك الزوجين في الهوايات والاهتمامات في توطيد العلاقة بينهما؛ إذ إن الحياة الزوجية تقوم على التكامل والمشاركة. فوجود اهتمامات مشتركة يعزز التوافق بين الشريكين بشكل كبير، ويشكّل أرضية مشتركة ينطلقان منها، بدءاً من الأنشطة والهوايات، وصولاً إلى القيم والمعتقدات المتقاربة. وعندما يكون الزوجان متوافقيْن؛ يصبح من السهل عليهما تفهُّم اختلافاتهما وتقبّلها، والعمل معاً بانسجام، مما يقوي الروابط بينهما، ويوفر لهما فرصة لقضاء أوقات ممتعة ومثمرة معاً.
قد ترغبين في التعرف أكثر إلى: الهوايات التي يمكن أن يشترك فيها الزوجان
أهمية التوافق في الرؤى المستقبلية
عند العثور على الشريك المناسب، قد يبدو تصور المستقبل من دونه أمراً ناقصاً أو حتى مستحيلاً. ويُعد امتداد التوافق ليشمل رؤى الشريكين المستقبلية -كالأهداف الحياتية، والطموحات المهنية، وتنظيم الأسرة، والنمو الشخصي- علامة مهمة على الانسجام بينهما. أما إذا تباينت رؤيتهما للمستقبل منذ البداية، فقد يكون ذلك مؤشراً على صعوبة استمرار العلاقة على المدى البعيد.
التوافق العاطفي
الشعور بالرضا عن الذات
عند اختيار شريك الحياة، لا بد من التأكد من مساحة الرضا بين الزوجين، فهي التي تفتح باب السلامة بينهما، وهي من أفضل الطرق التي تؤكد وجود تطابق مثالي بين الشريكين، وهو أن يمتلك الإنسان شريكاً يُشعره بالرضا، بل يجعله دائماً يشعر أنه وُفِّق في اختياره لشريك حياته، ولكي يكون هناك رضا بين الزوجين؛ فلا بد أن يكون بينهما اتفاق نسبي على الموضوعات الحيوية المتعلِّقة بحياتهما المشتركة، ما يؤدي إلى الحفاظ على استمرارية الحياة الزوجية.
الاحترام المتبادل
يعتبر الاحترام المتبادل هو الأساس لبناء أي علاقة صحية وسليمة، وهو يعني احترام حدود كل طرف وآرائه وعواطفه، ويعني أن كلا الطرفين يمتلك نفس الحقوق والواجبات. والاحترام المتبادل هو أحد العوامل الأساسية التي تدل على أن هذا الشخص جدير بالزواج، فالاحترام المتبادل هو أساس أي علاقة ناجحة ومستمرة.
والآن بعد أن تعرفت إلى العلامات التي تشير إلى توافقك مع شريكك المستقبلي، يمكنك التعرف كذلك إلى: علامات عدم التوافق بين الزوجين