الحب الصحي هو علاقة مبنية على الاحترام المتبادل، والثقة، والدعم غير المشروط، حيث يشعر كلا الطرفين بالأمان والاستقلالية، إلى جانب احترام للهوية الشخصية، ويجلب الهدوء والثقة، بينما التعلق هو اعتمادية مفرطة، وخوف من الوحدة، وفقدان للذات، وقلق، مما يجعلك تشعر بالعجز بدون الآخر، ويمكن أن يكون صحياً "آمناً" يقوم على الثقة والاستقلالية المتبادلة، أو مرضياً "مفرطاً" يتسم بالاعتمادية الشديدة، والخوف من الهجر، وفقدان الذات، والسيطرة على الشريك الآخر، والفرق يكمن في كون الحب يجعلك أقوى وأكثر استقلالية، بينما التعلق يضعفكَ ويُقيدكَ بالخوف والسيطرة، وبالسياق التالي "سيدتي" تبيّن الفرق بين الحب والتعلق عند الرجل من خلال استشارية العلاقات الأسرية ياسمين أبو المجد.
الحب يمنح الحرية بينما التعلق يطلب التملّك والتحكم

تقول استشاري العلاقات الأسرية ياسمين أبو المجد لـ"سيدتي": يشترك الحب والتعلق في بعض الخصائص، لكنهما يختلفان أيضاً في جوانب جوهرية، فالحب هو الشعور بمشاعر قوية وعاطفة تجاه شخص ما، بينما التعلق يتضح بكيفية تأثير هذا الشخص على شعورك تجاه نفسك، يعتمد فيه الإنسان على الطرف الآخر ليشعر بالأمان والاستقرار أو القيمة، ويتشكل من خلال التجارب السابقة، والحب عند الرجل هو شعور صحي قائم على الاحترام والتطور المشترك والثقة، فيمنحه الحرية والدعم ويشجعه على تحقيق الذات، بينما التعلق هو اعتماد نفسي مفرط نابع من الخوف والقلق، يسعى للسيطرة والتملك، ويخنق الشخصية ويسبب التوتر بدلاً من الراحة، مما يعيق النمو ويجعل العلاقة مرهقة، والفرق الجوهري بينهما، ويكمن في أن الحب يمنح الحرية، بينما التعلق يطلب التملّك والتحكم.
قد ترغبين في التعرف إلى: علامات حب الرجل للمرأة سراً
بين الحب والتعلق فروق واضحة
تقول ياسمين أبو المجد إن الحب عطاء واستقلال، يمنحك الأمان والحرية، بينما التعلق اعتمادية وقيد، يجعلك أسير الخوف والقلق، ويُفقدك هويتك ويجعل سعادتك مرهونة بالآخر والفروق بينهما كثيرة تتضح كالآتي:
أولاً: الحب الحقيقي عند الرجل
الاحترام
مبني على احترام الفردية والاختلافات، ويعامل شريكته باحترام، كما يقدر آراءها، ويستمع إليها بصدق، ويقوم بمعاملتها بلطف حتى في الخلافات، ويجعلها جزءاً من أولوياته، كما يحرص دائماً على مشاعرها، مما يبني الثقة والاستقرار، كما يلتزم بالعلاقة ويواجه التحديات لحلها بدلاً من الهروب منها، ويشعرها بالأمان والراحة بجانبه، كما يراها كجزء مهم من حياته، ويختار كلماته بعناية حتى لا يجرحها.
العطاء والإيثار
يحرص دائماً على إسعاد شريكته بكل الطرق، ويجعل وقتها ثميناً، ويبذل جهداً لتخفيف أعبائها والتواصل معها باستمرار، ويضعها في مقدمة أولوياته، ويعاملها كأولوية ضرورية، ويخصص لها وقتاً كافياً، ويحرص على قضاء الوقت معها والاستمتاع بصحبتها، ويظهر فضولاً حقيقياً تجاه اهتماماتها وهواياتها، ويحاول فهمها بعمق لتوفير السعادة لها، كما يتخلص من الأنانية ويسعى لإرضائها قدر المستطاع.
الدعم والتشجيع

يدعم أحلام وطموحات شريكته، ويعتبر نجاحها نجاحاً له، ويساندها في غالبية القرارات الصعبة ويشعرها بالقوة والثقة بنفسها، ويضعها كأولوية، ويحتفل بإنجازاتها ويشجعها لتطوير نفسها، كما يقدم لها الدعم النفسي والعاطفي، ويكون سنداً لها في الأزمات، ويشعرها بالأمان والاستقرار.
رؤية المستقبل
يشارك شريكته في التخطيط للمستقبل، فهو يرى نفسه معها في المستقبل ويخطط لحياة مشتركة معها، ويضمها لقراراته الهامة، كما يخطط لمستقبله معها، كما يفكر في بناء حياة مشتركة معها، حيث يصبح الحديث عن الأهداف والأحلام كالسفر، المنزل، الأسرة، ويحرص على أن تكون شريكته جزءاً من هذه الخطط، مما يدل على جدية العلاقة ورغبته في بناء حياة معها، فهو لا يرى مستقبله بدونها، ويُشركها في أحلامه الشخصية والمهنية.
تغير السلوك
يُظهر تغيراً في السلوك والأولويات؛ حيث تظهر رغبته في عدم البقاء وحيداً، ويبحث عن فرص لقضاء الوقت معها ويفضل وجودها باستمرار، كما يسعى لإشراك شريكته في حياته، وقد يتغير سلوكه فيصبح أكثر خجلاً أو ارتباكاً حولها، ويرغب في قضاء كل وقته معها، كما يهتم بمن يهمها أمرهم.
لغة الجسد
يميل بجسده نحو شريكته، ويركز بنظرات متكررة عليها، ولمسات عاطفية بإذنها، ويظهر ابتسامات صادقة، وتقليد حركاتها بشكل لا إرادي والانتباه الشديد لكلماتها، والارتباك الطفيف، وقد يقوم بتعديل ملابسه لإظهار أفضل مظهر له أمامها، فكل هذه الحركات اللاإرادية تكشف مشاعره حتى لو لم يعبر عنها لفظياً.
التضحية والمسؤولية
يقوم بتقديم التنازلات من أجل سعادتها، وحل مشاكلها، وتخفيف أعبائها، والمشاركة في اتخاذ القرارات، ويرى أن سعادة شريكته جزءاً من مسؤوليته ويحرص على راحتها، ولا يتهرب من أعباء العلاقة، ويشعر بضرورة حمايتها، ودعمها عاطفياً، ويحاول توفير الأمان والراحة لها.
الغيرة
يشعر بالغيرة أحياناً، الغيرة علامة قوية على الحب الحقيقي عند الرجل، وتظهر في الحرص الزائد على شريكته، ومتابعة تفاصيل يومها، والشعور بالانزعاج من قربها من رجال آخرين، و قد يظهر متقلب المزاج أو صامتاً، ولكن بداخله غضب من شدة حبه وغيرته.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: 10 نصائح للمُقبلين على الزواج للرجال
ثانياً: التعلق عند الرجل

الاعتماد المفرط
يظهر في الخوف المستمر من الهجر، الحاجة المفرطة للطمأنينة والتحقق، صعوبة اتخاذ القرارات دون الآخرين، إعطاء أولوية احتياجات الشريك، يعتمد على الشريك للشعور بالأمان، ويشعر بالاضطراب أو النقص بدونه، ويبحث باستمرار عن تأكيد الحب والاهتمام، ويحتاج للتحقق من مشاعر شريكته، ويخاف من الوحدة والفقدان.
السيطرة والتملك
ويشمل الغيرة المفرطة، والشك المستمر، ومحاولة عزل الشريكه، والتحكم في قراراتها، وتضييق المساحة الشخصية، وتجاهل حدودها، وطلب معرفة كل شيء عنها طوال الوقت، وهي نابعة غالباً من انعدام الأمان أو نقص الثقة بالنفس ورغبة قوية في التحكم بحياة الشريكة وتصرفاتها.
فقدان الهوية
وتشمل فقدان الذات في العلاقة، والاعتماد المفرط على الشريكة، مع عدم القدرة على اتخاذ القرارات، وتغير الأهداف والقيم فجأة، مما يجعله يشعر بالضياع، وعدم الكفاءة، أو الخوف من الهجر، وتغيير الأهداف والقيم، كذلك رؤية الذات بصورة سلبية أو غير موجودة.
الاحتياج
وهو الاعتماد الكلي على الشريكة لتلبية الاحتياجات العاطفية والنفسية، والشعور أن سعادته مرتبطة بها فقط، وهذا نابع من حاجة داخلية لملء فراغ، وهو في حاجة إلى الطمأنينة من الشريك حول مشاعره والتزامه تجاه العلاقة، كما نجد أنه ليس لديه القدرة على اتخاذ القرارات بمفرده، والاعتماد على الشريك في التوجيه.
إهمال الذات
حيث يركز الرجل كل اهتمامه وطاقته على الطرف الآخر لدرجة نسيان احتياجاته الشخصية، مما يظهر في السلوكيات القهرية مثل المراقبة المستمرة، والانسحاب من الأنشطة الأخرى، والشعور بقلة القيمة إذا لم يتبادل الطرف الآخر نفس المشاعر، إلى جانب التضحية بالاحتياجات الشخصية والهوايات من أجل الآخر.
مشاكل التواصل
قد يجد صعوبة في التعبير عن المشاعر، أو احتياجاته العاطفية، إلى جانب الحاجة المستمرة للطمأنينة مع الخوف منها، صعوبة في تعريف مشاعره والتعبير عنها بشكل صحي أو يتجنب الحديث عن الأمور الجدية.
التقلبات المزاجية
وتظهر كـتغيرات مفاجئة بين السعادة المفرطة والانزعاج أو الحزن، مع الشعور بالقلق المستمر، والاعتمادية المفرطة، وصعوبة الاستمتاع بالأنشطة، وتأثر النوم والشهية، والانسحاب العاطفي أو الدفاعية الشديدة عند النقد، والشعور بالملل والخواء المزمن، أو السعادة المرتبطة بوجود الشخص الآخر فقط.
ومن الرابط التالي يمكنك التعرف إلى: كيف أتأكد من مشاعري تجاه خطيبي وأتأكد أنه الشريك المناسب





