الدوري الإسباني يشعل البيوت السعودية

5 صور

فاطمة أبو زيد تشجع الفريق الأقوى من وجهة نظرها وهو «برشلونة»، وتتابع معظم مبارياته لكنها في الوقت نفسه ترفض سلوك الزوجات اللاتي يتغزلن باللاعبين أمام أزواجهنّ؛ لاستحضار مشاعر الغيرة، وبث كراهية الأزواج في اللاعبين والكرة برمتها.

وترى أنّ هذا السلوك له عواقب وخيمة، وتقول لـ«سيدتي»: «من الأفضل أن يشرك الزوج زوجته اهتماماته الكروية، والعكس لتنمو المشاعر الأسرية الإيجابية أفضل، ومن المحبب أن يتنازل شريك لصالح شريكه عن بعض الاهتمامات مثل: مشاهدة المباريات، وهذا يهيئ جواً عائلياً مملوءاً بالمحبة بين الزوجين».

هوس الأزواج
وترى إنعام العصفور أنّ الأسرة التي يهتم رب الأسرة فيها بكرة القدم يسبب أزمة نفسية كبرى لأسرته، إذ يصب جام اهتمامه لمتابعة المباريات والتحليلات الخاصة بعدها؛ ما يجعله مقصراً في علاقته مع زوجته وأسرته، وهنا تنبع الكثير من المشاكل والصراعات بين الزوجين.

وتستدرك بقولها: «لكن أن تلجأ المرأة للتغزل في اللاعبين الإسبان؛ لاستحضار غيرة الأزواج المهووسين بكرة القدم فهي تسلك المسلك الخطأ؛ لأنّ هذا سيفاقم حجم المشاكل بينهما، ويزيد الهوة المتكونة، وبرأيي فإنّ أفضل الحلول أن تشاطر المرأة زوجها باهتمامه، وتبدأ بفتح مسارات للحديث بينهما، ما يقرب العلاقة ويزيدها متانة، وأنا شخصياً لي إحدى الصديقات عندما بدأت مشوار الزواج كان زوجها يحب كرة القدم، وهي تكرهها بشدة، وكان ينشغل عنها لساعات بالمتابعة، فتشعر بالحزن داخلها.

وذات يوم قررت أن تشاركه الاهتمام فبدأت بالبحث عن أخبار الفريق الذي يحبه ومنافسيه، وبدأت بالجلوس معه وقت المباريات، وتسأله هذا فلان وهذا علان؟؟ هنا بدأ التقارب بينهما، وهي سعيدة للغاية لاتخاذها هذه الخطوة، والتحول الإيجابي في مسار علاقتهما معاً، فكانت له زوجة وصديقة تشاركه أموره».

تعصب
على الجانب الآخر من الحياة الاجتماعية تبرز الأسباب الكروية وراء متابعة الدوري الإسباني، والتي انعكست بدورها على الحياة الاجتماعية، إذ يؤكد الإعلامي الرياضي محمد الدعجاني أنّ تعصب السعوديين لفرق الدوري الإسباني دفعهم إلى مشاهدة المباريات وإعطائها المزيد من الاهتمام.

ويستدرك بقوله: «بل إنّ حمى التعصب الموجودة لدينا انتقلت تماماً للدوري الإسباني، وأصبح بعض السعوديين يُشجع ناديه الإسباني بتعصب أكبر من المشجع الإسباني نفسه إلى حد الهوس؛ خصوصاً مشجعي الغريمين التقليدين «ريال مدريد وبرشلونة»، كل ذلك دفع الأزواج إلى الانضمام إلى أصدقاء يشجعون نفس النادي الذي يشجعونه.

لكن مسألة محاولة الزوجات استحضار غيرة الأزواج بالتغزل في اللاعبين الإسبان هذا أمر مرفض جملة وتفصيلاً؛ لأنّ ذلك ربما يؤدي إلى كارثة خراب البيت، وليس مجرد الغيرة التي تبحث عنها الزوجة، ثم إنّ هناك أيضاً كثيرات من المتابعات لكرة القدم، وخصوصاً الدوري الإسباني أيضاً، مثلما يتابعها الرجال تماماً».

اتهام بالجهل
على خلاف الإعجاب الذي أبداه الدعجاني بالدوري الإسباني وكرة القدم يتهم الروائي السعودي محمد عزيز العرفج كرة القدم برمتها، ويقول: «للأسف أكلت كرة القدم الأخضر واليابس في عقول الأزواج السعوديين؛ بسبب فراغ العقول التي تتابع الدوري الإسباني تحديداً».

ويقول العرفج: «إنّ ما تفعله الزوجات من محاولة استفزاز أزواجهنّ لإظهار غيرتهم إنما هو ردّة فعل طبيعية من الأنثى تجاه ما يفعله الرجل بها، فالمرأة حين ترى زوجها مشغولاً عنها بشيء تافه تحاول أن تصدّه قدر الإمكان، فهي تحاول هنا أن تجعل الزوج يكره الكرة، ولا يتابعها، والحقيقة أنّ ما يحصل هو أكبر من هذا.

هو ترك الزوج البيت والتوجّه إلى أقرب مكان يمكنه أن يشاهد الدوري بعيداً عن ضجيج الزوجة كما يرى هو، والحقيقة المرّة هي أنّ الزوج أو الشاب المتعلّق بكرة القدم لا يمكن ثنيه عن هذا؛ لأننا لو فتّشنا داخل رؤوسهم لوجدنا كرة مكان العقل».

الهوس وكيد النساء يعطل مصالح الأسرة
المستشارة الأسرية الدكتورة سلوى العضيدان قالت: «متابعة بعض الأزواج للدوري الإسباني بدأت تصل لمرحلة الهوس الذي استحوذ عليه تماماً، وبالتالي أدى به إلى تناسي واجباته الأساسية نحو زوجته وبيته.

هذا الدوري قد يكون بالنسبة للزوجة موقفاً مصيرياً يجعلها تتساءل عن مدى صدق زوجها في الأزمات التي قد تمر في حياتهما مستقبلاً، فإذا كان دوري كرة قدم صنع منه زوجاً أنانياً يتضايق من أمور أساسية كشراء حاجة ضرورية للأسرة أو مشوار طبيب أو متابعة دروس أحد أطفاله أو زيارة مريض، فكيف سيكون الحال حين تعصف بحياتهما أزمة حقيقية تتطلب تواجده ومساندته ودعمه؟!

على جانب آخر لا تقف بعض الزوجات مكتوفات الأيدي، بل يلجأن إلى «كيد النساء» من خلال إثارة غيرة الزوج ومحاولة زرع النفور في قلبه من هذا الدوري بإبداء إعجابها باللاعبين الإسبان ورشاقتهم ولياقتهم.

هذا الأمر سيضايق الزوج بالتأكيد، وسيجعله ينفر من متابعة الدوري بحضور زوجته تجنباً للمقارنة وللمشاكل، وهذه الحرب النفسية الخفية بين الزوجين ستلقي بظلالها ليس خلال فترة الدوري فحسب، بل على المدى الطويل.

متابعة الدوري أيّاً كان مسماه من قبل بعض الأزواج المهووسين الذين يعطلون مصالح الأسرة الأساسية قد يكون في نظر الزوجة موقفاً خطيراً يستدعي تقييم حياتها الزوجية برمتها، وقد لا تكون نتيجة التقييم في صالح الطرفين، فنصيحتي للزوج: «متابعة الدوري الإسباني وغيره» إلى درجة الهوس قد يكون القشة التي تقصم ظهر حياتك الزوجية بسبب أنك ترسل لزوجتك إشارة غير مباشرة معناها (هناك من هو أهم منك في حياتي)».