لا تهمل مهاراتك.. رمضان فرصتك للتدرب على اكتساب عادات جديدة

الأسرار والاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق الأهداف وتطورات مذهلة في حياتنا خلال رمضان
الأسرار والإستراتيجيات التي تساعد على تحقيق الأهداف وتطورات مذهلة في حياتنا خلال رمضان - المصدر: freepik by comp


في هذا الوقت المميز من كل عام، حيث تتجدد الفرص لتحقيق النمو الشخصي والروحي، لا بد أن ننظر بعمق إلى اللحظات العظيمة التي يتيحها هذا الشهر الكريم؛ لتطوير أنفسنا وتحسين جودة حياتنا. فهل قمت بوضع خطة شاملة للاستعداد لهذه الفترة المهمة؟ هل فكرت في المهارات التي يمكنك اكتسابها وتطويرها لاستخدامها بشكل فعال خلال أيام الصوم وما بعدها؟
يتساءل الكثيرون عن المهارات التي يجب تنميتها خلال هذا الشهر الفضيل، وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق النجاح الشخصي والروحي؟ وكيف يمكننا استثمار هذه الفترة بشكل أمثل لتحقيق التطور والنمو الذاتي؟ ومن خلال لقاء أجرته "سيدتي" مع دكتور الفقه الشرعي عماد مطر المعايطة، نستعرض بعض المهارات التي تستحق التعلم خلال شهر رمضان؛ شهر التأمل والتطوير الذاتي.

تعلّم ضبط النفس

يعد شهر رمضان المبارك شهراً نمارس فيه ضبط النفس على العديد من المغريات في الحياة والمواقف الصعبة في العمل، والتي تتطلب الحلم والتروي في التأمل مع الآخرين، فنحن نمتنع عن العديد من الممارسات والعادات غير الصحية؛ كالتدخين والشرب والأكل بكثرة.
وقد أشار علماء النفس إلى أن مفتاح تغيير سلوكك هو التكرار. ولكي يصبح أي تغيير جزءاً من حياة الإنسان؛ لا بد من تكراره مراراً وتكراراً، لذلك يعد شهر رمضان عبارة عن 29 أو 30 يوماً؛ يتم فيها تدريب الفرد على ممارسة ضبط النفس على ما هو مسموح وغير المسموح؛ لبناء مهارات جديدة وقيمة.
استثمر بعض الوقت في قراءة الإجابة عن هذا التساؤل المهم: هل حان الوقت لإعادة التفكير في علاقتنا مع ضياع الوقت؟

القوة بالإرادة

يمكن للعديد من الأفراد، من خلال عبادة الصوم، مقاومة النفس وشحن قوة الإرادة التي يمتلكها الشخص المؤمن للتغلب على التجارب والإغراءات التي تحيط بنا. فعندما نرى طعاماً أو شراباً؛ نشعر برغبة قوية في تناوله وشربه. ولكن بقوة الإرادة نستطيع مقاومة هذه الإغراءات والامتناع عن الأكل والشرب لعدة أيام. وفي الواقع، من الممكن التغلب على هذه الرغبات والتوقف عن الأكل لعدة أيام.
إن التدرب على ممارسة واستحضار القوة التي تمتلكها أنفسنا في التغلب على مغريات الحياة العديدة؛ تزرع في نفوس العاملين من الأفراد القوة والبسالة والشجاعة في مقاومة العديد من الممارسات الخاطئة، والتي يمكن أن يصادفها مستقبلاً في حياته المهنية.

نصيحة: قم بتحديد أهداف واضحة لنفسك خلال شهر رمضان، وحدد الخطوات اللازمة لتحقيقها. اجعل من هذا الشهر فرصة للتطوير الشخصي والمهني.

الإيجابية في العمل

دائماً ما يتردد في أذهاننا مقولة تربينا عليها منذ الطفولة: "إذا أردت النجاح في الحياة، عليك أن تتدرب على أن تكون شخصاً إيجابياً". وفي هذا الشهر الكريم، يعد الصيام هو مفتاح النجاح. فالصيام يعلمنا كيفية التعامل مع الأمور بطريقة إيجابية، وكيف لا ندع أي شيء سلبي يؤثر على حياتنا، كما أنه يعلمنا الأخلاق الحميدة وكيفية احترام الآخرين، حتى عندما يكونون قاسين أو مسيئين تجاهنا.
في خضم حياتنا اليومية، قد نواجه العديد من المواقف التي نتعرض فيها للهجوم من قبل الآخرين أو للانتقادات القاسية بالعمل، وربما إلى إساءة من البعض الآخر، ومن السهل أن ننشغل بالسلبية ونتركها تسحبنا إلى الأسفل. لكن الصيام يجعلنا نفكر في أفعالنا ويذكرنا بأننا نؤذي أنفسنا فقط إذا تخلينا عن أهدافنا لمجرد أن شخصاً ما قال شيئاً سيئاً أو جارحاً بحقنا.

إدارة الوقت

يمثل شهر رمضان الفرصة المثالية لتعلّم كيفية إدارة وقتك. إنه الوقت الذي من المفترض أن تنتبه فيه إلى الطريقة التي تقضي بها يومك، وهو الوقت المناسب لتحويل هذا الوعي إلى عادة.
لذلك نحن ننصح الأشخاص خلال شهر رمضان بأن يكونوا على دراية بجدولهم الزمني؛ حتى يتمكنوا من التخطيط مسبقاً لما يجب القيام به. فقد يرغب البعض في التركيز على الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو التأكد من أن لديه وقتاً للصلاة والتأمل في أوقات معينة. وقد يرغب الآخر في التأكد من أنه لم يقضِ الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي؛ كمحاولة التركيز على القراءة أو الأنشطة الأخرى التي ستساعد على النمو بشخصيته.

نصيحة: تذكر دائماً أن شهر رمضان هو وقت للتحول والتطوير، فاستثمر هذا الوقت بشكل حكيم لتحقيق أقصى استفادة منه.


في النهاية، أحب أن أوضح أن شهر رمضان هو الوقت الخاص من السنة، المليء بالفرص؛ لتحقيق النمو الروحي والتنمية الشخصية. لذلك تعرف إلى نفسك بشكل أفضل.. وتعلم الاعتناء بذاتك خلال رمضان، فأنا آمل أن تكون هذه الدروس قد ألهمت تفكير القارئ في رحلته الخاصة لإيجاد الطريقة المثلى؛ ليصبح نسخة أفضل من نفسه عن السنة الماضية.