العالم بات متواصلاً أكثر من أيّ وقت مضى، ومن ثَم قد يُقاس نجاح الشركات بمدى توسُّعها الدولي. وبفضل قواعد الاقتصاد الحديثة، أصبح ممكناً لأيّة شركة ناشئة، أن تتخذ قرار التوسع في غضون سنوات قليلة من الانطلاق.
قرار التوسُّع دولياً هو هدف إستراتيجي يتوقف على عدة عوامل؛ حتى يكون خطوة إضافية تحقق النموّ ولا يكون إهداراً للموارد. وبحسب خبراء ريادة الأعمال؛ فإن الخطوة تتطلب استعداداً شاملاً وتخطيطاً دقيقاً؛ لضمان النجاح وتقليل المخاطر.
مؤشرات جاهزية الشركات للتوسع الدولي

هناك عدة مؤشرات تدفع القائمين على الشركة نحو التفكير في التوسع الدولي، منها ما يلي:
تشبُّع السوق المحلي
يشير خبراء تحدثوا إلى مجلة agilehro إلى أنه: عندما تصل الشركة إلى مرحلة تشبُّع في السوق المحلي؛ بحيث تتباطأ معدلات النموّ رغم الجهود التسويقية المكثفة، يكون التوسع الدولي خياراً منطقياً. فعلى سبيل المثال: واجهت شركة ستاربكس تشبُّعاً ملحوظاً في السوق الأمريكية؛ مما دفعها للتوسع في آسيا وأوروبا؛ لتحقيق نموّ جديد، وتنويع مصادر إيراداتها.
وجود طلب دولي واضح
بعض المنتجات المحلية قد تجد طريقاً مبكراً نحو العالمية، بعد ملاحظة إشارات قوية تدل على اهتمام خارجي بمنتجاتها أو خدماتها، مثل: تلقي طلبات شراء أو استفسارات من أسواق خارجية. مثلاً شركة Glossier الأمريكية، لاحظت تزايُد اهتمام العملاء من خارج أمريكا عبْر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما شجعها على قرار التوسع من خلال الشحن إلى بلدان متعددة. وفقاً لتقارير صحفية؛ فإن الشركة تقول: "وجود طلب خارجي كان عاملاً محفزاً للتوسع الخارجي".
مدى استعداد البنية التشغيلية
إذا كانت الشركة تمتلك بنية تشغيلية قوية قادرة على التغطية المحلية والخارجية، مثل: سلاسل التوريد، وخطط التوزيع المرنة؛ فهذه عناصر أساسية وراء قرار التوسُّع الدولي. شركة Apple مثال على هذا التوسُّع؛ حيث اعتمدت على قوة سلاسل الإمداد العالمية وتقنياتها اللوجستية، لدخول الأسواق الدولية بمنتجات مبتكرة وتنافسية. حسب تقرير صادر عن Sbtdc.
توفُّر الموارد البشرية المؤهَّلة
يشير التقرير السابق ذكره إلى أهمية الموارد البشرية في قرار التوسُّع الدولي؛ لأنها خطوة تتطلب فريق عمل يتمتع بالخبرة والقدرة على التكيُّف مع متطلبات الأسواق المختلفة. ويدلَّل على ذلك بتجرِبة أيكيا؛ حيث نجحت الشركة في الدخول إلى أسواق متنوّعة بفضل إستراتيجيتها القائمة على التوظيف المحلي، وتكييف منتجاتها لتلائم العادات والتقاليد المختلفة.
الاستقرار المالي
التوسع إلى أسواق جديدة يحتاج إلى تمويل كبير لـ: تغطية تكاليف دراسات السوق، والتسويق، وتأسيس فروع جديدة. لذا، من المهم أن تكون الشركة قد حققت أرباحاً مستقرة، وتملك احتياطيات نقدية كافية قبل اتخاذ قرار التوسُّع.
مرونة الإنتاج
دخول أسواق جديدة يُلزم الشركة بأن تكون لديها قدرات إنتاجية تلبّي الطلب المتزايد في الأسواق الجديدة من دون التأثير على جودة المنتَج. ليس هذا فحسب، بينما في بعض الحالات قد تحتاج الشركة لأن تقوم ببعض التعديلات على المنتجات لتلائم ثقافات وقوانين الأسواق الجديدة.
الالتزام بالتشريعات الدولية
التوسُّع الدولي يعني امتثال الشركة للتشريعات الدولية؛ لأن لكلّ سوق خصوصياته القانونية، سواء في اللوائح الجمركية، أو حقوق الملكية الفكرية، أو شروط التوظيف. فهْم التشريعات الدولية يحد من المخاطر القانونية والمشكلات المستقبلية.
إستراتيجيات فعالة لدخول الأسواق الدولية

بعد اختبار المعايير السابقة، يمكنكم وضع إستراتيجية التوسع وفقاً لما أشار له خبراء "فوربس":
التوسع التدريجي
يتبع العديد من الخبراء نموذج "أوبسالا" الذي ينصح ببدء التوسع في الأسواق القريبة جغرافياً وثقافياً؛ مما يساعد الشركات على تقليل تكاليف التعلُّم والتكيُّف تدريجياً مع الاختلافات.
التحالفات والشراكات
إذا كنتم تخططون لاقتحام أسواق دولية؛ فمن الأفضل عقد شراكة مع شركات محلية؛ لأن هذه الشراكات توفر لكم فهْماً أفضل للسوق؛ مما يساعد على تجاوز العقبات البيروقراطية والثقافية. مثال ذلك: دخول شركة Walmart السوق الهندية من خلال شراكة إستراتيجية مع Flipkart؛ مما ساعدها على اكتساب موطئ قدم في بيئة شديدة التنافسية.
الاستثمار المباشر
في بعض الحالات، تفضّل الشركات الكبرى الاستثمار المباشر، بإنشاء فروع أو مصانع في السوق المستهدَف. ورغم أن هذا الخيار يتطلب تكاليف أكبر، إلا أنه يوفّر سيطرة كاملة، ويعزز العلامة التِجارية محلياً.
نصائح عملية قبل التوسع
إجراء دراسات سوق شاملة: التعرُّف إلى حجم السوق والمنافسين والتوجهات الشرائية.
- تدريب الموظفين: تزويد فرق العمل بالمعرفة الثقافية واللغوية للأسواق الجديدة.
- وضع خطط طوارئ: التحضير لمواجهة تقلبات اقتصادية أو سياسية قد تواجه الأسواق الدولية.
- التركيز على الابتكار: تقديم عروض جديدة تلبّي احتياجات السوق المستهدَفة.
اقرأي أيضاً صناعة القيمة للعملاء: أدوات وخطوات هامة