الانسداد الرئوي المزمن: إحذري التدخين!

يعتبر الانسداد الرئوي المزمن مرضاً مجهولاً من العامّة وحتى من قبل المصابين به، وعادة لا يتم اكتشافه إلا بعد المرور بجملة من المشكلات التي غالباً ما تكون خطرة. علماً أن النسبة الأكبر من المصابين هي في صفوف النساء، خصوصاً المدخنات. ويشكّل هذا الداء نوعاً من نقص لا يعوّض بكميّة التنفس، سببه تضيّق ثابت ومتطوّر للشعب الرئوية التي هي على علاقة بسماكة الغشاء الرئوي، مع تدمير الرئتين! للتوسّع أكثر في الموضوع، «سيدتي» حاورت الاختصاصي في الأمراض الرئوية الدكتور جودي باحوث.

- ما هي نسبة المصابـين بالانسداد الرئــوي المزمن؟

ان الفكرة السائدة هي أن عدد المصابين بالانسداد الرئوي المزمن ليس كبيراً، ولكن للأسف يثبت الواقع عكس ذلك تماماً، إذ يرتفع عدد المصابين في فرنسا وحدها إلى 4 ملايين، تصل 30 ألف حالة من بينها إلى ضيق التنفس المزمن، ما يستدعي من المصاب تناول الأوكسيجين في البيت أو تنشّق الأدوية الخاصّة. وتودي هذه المشكلة بحياة 15 ألف شخص في فرنسا سنوياً، وتعتقد منظمة الصحة العالمية أنّه بحلول العام 2020، سيكون هذا المرض الثالث المسؤول عن الوفيّات في العالم!

- لماذا النساء هن عرضة أكثر من الرجال للإصابة؟

لا يتساوى عدد الرجال والنساء أمام هذا المرض التنفسي لأسباب هرمونية، فالنساء عرضة أكثر من غيرهن وبطريقة خطرة للانسداد الرئوي، ولعلّ ما يزيد الوضع سوءاً هو ازدياد عدد المدخنات، سنوياً!

- ما هي أعراض هذا المرض؟

العارض الأول قد يبدو كأنّه غير هام، ويتمثّل في ضيق النفس خلال بذل مجهود بسيط أو متوسّط (صعود السلّم على سبيل المثال) أو السعال الذي ترافقه افرازات كالبلغم، ما يعتبره عدد من المدخنين أمراً طبيعياً، إلا أن المشكلة تكمن في أن هذه الأعراض تشكّل العلامات الأولى للمرض. ولدى تطوّر المرض، يزيد الاختناق، ما يزيد من عرقلة الحياة اليوميّة والقيام بالأعمال الروتينية.

 

عوامل جينية مؤثّرة

- ما هي أبرز الأسباب المسؤولة عن الإصابة بالانسداد الرئوي؟

بالإضافة إلى الأسباب البيئية، هناك عوامل جينية تؤثّر على تطوّر المرض، إذ يكفي تواجد عاملين ليتفشّى. ويشكّل التدخين أبرز هذه العوامل في 80 إلى 90 في المائة من الحالات، ولعلّ تطوّر هذا السبب مع المرض يمكن أن يؤدي الى الوفاة. ويعود العامل الثاني إلى نوع العمل الذي يمارسه الشخص، كالتواجد في مكان يحتوي على غبار أو غازات سامّة أو غبار الحجر، ويبقى الخطر الأكبر الذي لا يمكن السيطرة عليه هو الغبار الناتج عن عوادم السيّارات. وممّا لا شكّ فيه أنّ للبيئة الجينية واستعداد الاشخاص للاصابة بهذا المرض دوراً، فأحياناً لا يتعرّض له جميع المدخنين بسبب العوامل الجينية التي ماتزال قيد الدرس لتحديدها.

- كيف يشخّص هذا المرض؟

يشكّل الكشف المبكر طريقة فعّالة، وذلك من خلال قياس النفس بواسطة جهاز خاصّ، وتكمن المشكلة في أن هذه الأجهزة ليست موجودة سوى لدى الاختصاصيين بأمراض الرئتين.

ولدى حصول أيّة علامات غير طبيعية، يجب كشف المرض قبل حصول الاختناق، خصوصاً لدى المدخنين الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين عاماً.ويتمّ التشخيص من خلال اكتشاف الوظيفة التنفسيّة عند الشخص، من خلال إخضاعه إلى مجموعة من الفحوص، أبرزها فحص الأوكسيجين والكربون في الدم.

- ما هي نتائج الإصابة؟

من بين النتائج المباشرة للإصابة، اهتراء غشاء الرئتين المطّاط، فضلاً عن تطوّر المرض نحو الاختناق الذي يؤدّي إلى نقص الأوكسيجين في الدم ما يخفّف دقّات القلب! ويلزم تطوّر هذه الحالة تناول 15 ساعة من الأوكسيجين في اليوم، ما يؤدي إلى دخول الشخص الى المستشفى، في حال ازدادت حالته سوءاً.

- كيف تتمّ مساعدة المصاب؟

تتمّ مساعدة المريض من خلال الامتناع عن التدخين بأيّة طريقة ممكنة وبأسرع وقت ممكن، لأن من شأن ذلك ايقاف تدهور وظيفة الرئتين وتخفيف نسبة احتمال الوفاة.

وتجدر الاشارة إلى أن التدخين هو عامل خطر لأمراض أخرى غير الانسداد الرئوي المزمن، من بينها: سرطانات الرئة والمثانة والحنجرة والفم، فضلاً عن مشكلات في القلب!  

 

 

لمعرفة أبرز العلاجات الجديدة المتوفرة اقرأوا العدد رقم 1502 من مجلة "سيدتي".