mena-gmtdmp

أطرف أعذار الأطفال لتبرير عدم كتابة الواجب المدرسي!

صورة معلمة تكلم طفلة
أطرف الأعذار التي سمعها المعلمون من الأطفال لتبرير عدم كتابة الواجب المدرسي! 

لن يكون إنجاز الواجبات المدرسية أمراً صعباً بعد معرفة أسباب كُره الطفل لأدائها، ثم التعرُّف إلى كيفيّة التغلُّب عليها، وتحفيزه للاستمتاع والتعلُّم أثناء إنجازها. ولعل أهم هذه الأسباب، هو الشعور بالملل من الروتين المدرسي؛ إذ يُعَد الانتظام في الدراسة لساعاتٍ طويلة صعباً بالنسبة إلى الطفل، كما أنه لا يجد الدافع الكافي لإنجاز الواجبات؛ فهو لا يفهم أهميتها أو فائدتها الحقيقية. لذا، لا بد من تحفيزه، وتحويل واجباته المدرسية إلى تجرِبة ممتعة يُقبل على حَلها بسرور، لكن هذا لا يمنعنا من التعرُّف إلى أطرف الأعذار من الأطفال لتبرير عدم كتابة الواجب المدرسي! والتي يرويها المعلمون والمعلمات، وبدل أن يعاقبوهم ضحكوا على اتساع أخيلتهم البريئة.

العذر: سرقتها جَدتي

العذر: سرقتها جَدتي


ادعى طفل لا يتجاوز سبع السنوات، أنه لا يستطيع أداء واجباته المدرسية لأن جَدته رفضت إعادة كتابه المدرسي إليه. والذي أخذته انتقاماً لسرقته عكازها الخشبية.

ما تحليل شخصية الطفل؟

القصة التي اخترعها الطفل مركّبة وغير مألوفة (سرقة عكاز، عقاب من الجدة، منع الكتاب). هذا يشير إلى أن خياله نشط جداً وقادرٌ على نسج أحداث غير متوقَّعة لتبرير موقفه. والطفل يعرف أن المعلم أو الأهل لن يرضَوا بعذر "لم أكتب واجبي"؛ فاخترع مبرراً درامياً يجعل المسؤولية تقع على "الآخر" (الجَدة). هذا يدل على أنه سريع البديهة، ويبحث عن مخرج يُبعد عنه اللوم. ولديه ذكاء ودهاء في تبرير التقصير.

العذر: تركتُ واجباتي المدرسية في غرفة ثم نسيتُ مكان وجودها

تقول المعلمة: "ادّعى طالب في السادسة من عمره، أنه وضع واجباته المدرسية في غرفة بمنزله. ثم نسي وجود الغرفة. عجز عن شرح مكان واجبه المنزلي. انزعج لاعتقاده أنه ربما كان يتخيل القيام بذلك. اعتذر لي. في الأسبوع التالي، ولدهشته، (وجد) الغرفة، والأمر الأكثر إثارة للدهشة أنه وجد واجبه المنزلي. وسلمه في ذلك الأسبوع".

ما تحليل شخصية الطفل؟

مثل هذه الكذبة عند طفل قد تكون غنيةً بالمؤشرات عن شخصية واحتياجات الطفل النفسية: فهو لم يكتفِ بكذبة بسيطة مثل "لم أُحضر واجبي"؛ بل ابتكر قصة خيالية عن "نسيان الغرفة"؛ مما يعكس خيالاً واسعاً ورغبة في نسج حبكة غير عادية.
الكذبة هنا وسيلة لتجنُّب الاعتراف بالتقصير (نسيان أو إهمال الواجب). هذا طبيعي في سن صغير؛ حيث يحاول الطفل حماية نفسه من العقاب أو اللوم.
واختيار مبرر "نسيان الغرفة" يُظهر أنه يعرف أن الكبار قد يتسامحون مع النسيان أكثر من الإهمال. أيْ أنه يفكر في مشاعر الآخرين وكيفية إقناعهم.

العذر: طار الببغاء إلى النار

العذر: طار الببغاء إلى النار


روت معلمة، أن أحد الأطفال في سن الخامسة، أخبرها بأن ببغاءه الأليف طار فوق المدفأة واشتعلت فيه النيران. ثم حلّق في أرجاء غرفة الجلوس، وحاول والده ضربه بمقلاة خوفاً من احتراق الستائر إذا اقترب منها. ضربه والده في المطبخ ثم أمسكه ورماه تحت الصنبور قائلاً: "لأنه يجب رمي الببغاء تحت الصنبور إذا اشتعلت فيه النيران". ثم قال إنه نسي واجباته المدرسية بسبب كل هذه الدراما. بالطبع سامحتُه لأنها كانت أكثر قصة إبداعية يبتكرها طفل في هذا السن، خلال مسيرتي التدريسية.

ما تحليل شخصية الطفل؟

بدلاً عن الاعتراف بعدم إنجازه للواجب، لجأ إلى الكذب. هذا طبيعي في سن خمس السنوات؛ إذ يحاول الطفل تجنّب العقاب أو الانزعاج من الكبار. والكذبة لم تكن جملة بسيطة؛ بل تضمنت شخصيات (الأب)، أفعال (اشتعال النيران)، ونتائج (عدم توفر الوقت لكتابة الواجب). هذا يوحي بقدرة مبكرة على السرد القصصي، والتي يمكن تنميتها في الكتابة أو التمثيل أو الفن.
الطفل لم يكتفِ بعذر تقليدي (نسيان كتابة الواجب)؛ بل نسج قصة غريبة تلفت الأنظار وتثير الضحك أو الدهشة، وكأنه يستمتع بجعل الآخرين يُنصتون له.
خطوات هامة ترفع معدل تركيز طفلك وتساعده على إنجاز واجباته المدرسية

العذر: بطة برية طارت وأكلت واجباتي المدرسية

لم يستطع الطالب في الصف الثالث، تسليم واجبه المنزلي لأن: بطةً طارت إلى مطبخهم؛ ففزعت، وهبطت على طاولة المطبخ. وأكمل الطالب: "رغم ذعرها، لمحت البطة بعض رقائق الأرز المقرمشة وبدأت بأكلها من الوعاء، ناثرةً الحليب والحبوب على الواجب. ثم، أمسكت البطة بصفحة الواجب، المغطاة بالحبوب وطارت بها."!

ما تحليل شخصية الطفل؟

قد تكون القصة نوعاً من لفت الانتباه؛ فالطفل قد شعر بأن الكذبة الغريبة ستثير فضول أو دهشة المعلم/ الأهل، وبالتالي يحصل على تفاعل أكبر.
وبدل أن يقول الحقيقة مباشرة (لم أفعل واجبي)، لجأ إلى الكذب. هذا يعني أنه يحتاج إلى تعلُّم تحمُّل الطفل المسؤولية والاعتراف بالأخطاء من دون خوف.
مع كل هذا؛ فالطفل صاحب خيال خصب، وذكي في صياغة الأعذار، لكنه يستخدم الكذب كوسيلة دفاعية للهروب من الموقف. يحتاج إلى تشجيع على الصراحة بأسلوب آمن، مع تعزيز ثقة الطفل بأن الاعتراف بالخطأ ليس عيباً بل قوة.

العذر: واجبي على باب الثلاجة

العذر: واجبي على باب الثلاجة

 

يروي مدرس الموسيقى الآلية قائلاً: "أعطيتُ أطفال الصف السادس ورقةً نظريةً أساسيةً جداً لإكمالها، وكان من المفترض تسليمها بعد يومين، وبينما كنتُ أجمع الأوراق، قال لي طفلٌ يعزف على الترومبون: (جدتي سرقت واجباتي المدرسية ورفضت إعادتها).
اتضح أنه كان يزور جدته في مدينة ثانية، وقد أرادت جَدته بشدة شيئاً من أعماله لتعلقه على ثلاجتها؛ فأخذت واجبه المنزلي الذي انتهى منه للتوّ وعلقته. اعترض الطفل، لكنها لم تتراجع؛ فالتقط صورة كدليل. وقد حصل الطفل على درجة ممتاز. أما أنا؛ فقد حصلت على قصة".

ما تحليل شخصية الطفل؟

عندما يروي طفلٌ قصة تبدو كاذبة، من المهم فهم أنها قد تكون نتيجة للخيال الواسع في مرحلة الطفولة، أو محاولة للتعبير عن رغباته ومخاوفه، أو حتى للتملُّص من عواقب تصرفاته. للتعامل مع الموقف بحكمة، يجب على الوالدين: الاستماع باهتمام، تشجيع الصدق، تمييز الخيال عن الحقيقة، وتقديم الدعم بدلاً عن عقاب الطفل، مع التحلي بالقدوة الحسنة في الصدق بأنفسهم، كما فعل المدرس في هذه القصة؛ حيث كان دليل الطفل هو صورة الواجب المدرسي على ثلاجة جدته.

العذر: والدي باع أدواتي المدرسية

تقول إحدى المعلمات: "عذر طفلة في الصف الرابع الابتدائي أنها كتبت واجبها المدرسي في دفترٍ قديمٍ خشنٍ خاصٍّ بها، وبالأمس، عندما عادت من المدرسة، وجدت أن والدها باع جميع أدواتها، وأدوات إخوتها المدرسية القديمة بثمنٍ زهيد. كنتُ غاضبة جداً من أبي؛ فلم أُنجز واجباتي المدرسية لأُعلّمه درساً. هل يُمكنك الاتصال بالمنزل وإخباره بهذا؟".

ما تحليل شخصية الطفل؟

يتضح من العذر أن الطالبة متأثرة جداً ببيئة المنزل؛ حيث تُعَد أساساً لتحقيق الأداء الأكاديمي والنموّ الشخصي من خلال توفير بيئة آمنة، ومحفزة، وداعمة للتفاعل الإيجابي، ودعم الوالدين الأكاديمي، وتوفير الأدوات والمواد التعليمية المناسبة؛ مما يؤدي إلى زيادة التحصيل الدراسي، وتعزيز الثقة بالنفس، وتنمية القدرة على الاستكشاف والإبداع، وخفض مستويات القلق والتوتر لدى الطالب. ويبدو أن الطفلة، وقعت تحت سوء المعاملة، إذا اعتبرنا أن الوالد لم يأخذ رأيها ببيع أغراضها.

العذر: تبرزت القطة على واجباتي المدرسية!

العذر: تبرزت القطة على واجباتي المدرسية!


كان لدى جميع الطلاب في صفي، دفتر تمارين رياضيات، كان يضمّ جميع واجباتهم المدرسية طوال العام. كنا ننجز الواجبات حيث يتم تسليم دفاتر التمارين يومياً للتصحيح، ثم أعيدها لطلابي. لكن تلميذاً في الصف السادس يكره الرياضيات. لم يُحضر دفتر واجباته المدرسية، وقال لي: "حسناً، تبرزت القطة على دفتر الرياضيات خاصتي. فتعذر عليّ إحضار الدفتر، ببساطة طلبت من أمي أن ترميه"!

ما تحليل شخصية الطفل؟

الكذبة تدل على ذكاء اجتماعي مبكر عند الطفل؛ فالطفل قد يكون جرّب أن يجد لنفسه "غطاء" لطيفاً يثير فضول أو ضحك الكبار بدل غضبهم؛ أيْ أنه يحاول التأثير على رد فعل المعلم أو الأهل. وقد ربط بين فعل القطة (تبرزت) وواجب المدرسة، وهذا يوحي بأنه يملك حسّاً كوميدياً بالفطرة، ويحب أن تكون حجته غير تقليدية.
ومع أن الكذبة مرحة، لكنها تعكس أيضاً رغبة في الهروب من الإقرار بالتقصير، وهو سلوك شائع عند الأطفال في هذه المرحلة العمرية.

العذر: قطة البيت أنجبت

سمعتُ عذراً: "قطتي أنجبت أثناء قيامي بواجبي المنزلي"، ثم شرع الطالب في مشاركة صورة لمجموعة كاملة من القطط الصغيرة اللزجة على كومة من الملاءات!

ما تحليل شخصية الطفل؟

الطفل الذي تعلل بهذا العذر، من محبي القطط بالتأكيد، وقد تأثر بحدث الولادة بروح إنسانية عالية، وبما أن مدة المخاض عند القطط طويلة؛ فقد يكون صادقاً في كلامه؛ لأن القطة ولدت على السرير، وتعذّر على الأهل حملها إلى مكان آخر. وقصة الطفل قد لا يكون فيها أيّ خيال، بقدر ما فيها من تأثُّر عاطفي. لكن، حتى هذا يستوجب الرجوع إلى الأهل.

العذر: مركبة فضائية سرقت واجبه!

العذر: مركبة فضائية سرقت واجبه!


لن تصدقوا أن الطفل كلمني بكل ثقة؛ حيث قال، بعد قليل من التفكير: "صحيح، تذكّرت أن الكائنات الفضائية أخذت واجبي. بالأمس، كنتُ أُنهي واجبي أمام نافذتي، ثم رأيتُ مركبة فضائية تهبط على سطح جارنا. ركضتُ نحو المرآب لألتقط مضربي لأقاتل. لكن حتى عودتي، لم أجد واجبي هناك. ولم يكن الجسم الطائر المجهول هناك أيضاً".

ما تحليل شخصية الطفل؟

الكذبة وسيلة للهروب من الإحراج أو العقوبة بسبب عدم أداء الواجب، لكن الطفل لم يختر عذراً تقليدياً (نسيان، فقدان، إهمال)؛ بل نسج قصة أسطورية. هذا يعكس ذكاء اجتماعياً يحاول به التخفيف من الموقف. هناك لمسة دعابة في اختلاق قصة فضائية، وهذا يعكس شخصية مرحة قد تستخدم الخيال للتسلية بقدر ما هو للتبرير. الطفل صاحب هذه الكذبة غالباً مبدع، مرح، خيالي، ويحب أن يكون مميزاً. هو لا يكذب بدافع الغش أو الأذى؛ بل يخلط بين اللعب والواقع ليخرج من موقف محرج بطريقة مضحكة.

العذر: سافر مع الزمن

تقول إحدى المعلمات: "وقف أمامي طفل في السادسة من عمره، وقال: (أعرف تماماً كيف أنجزتُ واجباتي المدرسية، وكنتُ سعيداً بإنجاز باقي مهامي. ولكن فجأةً وجدتُ نفسي أستعد للمدرسة. لم أكن أعرف ما حدث، ربما سافرتُ عبْر الزمن)".

ما تحليل شخصية الطفل؟

اختياره قصة غريبة مثل "السفر عبْر الزمن" يدل على رغبته في إثارة فضول الآخرين وجعلهم يستمعون إليه بإعجاب أو دهشة. فهو يبتكر رواية كاملة، كان فيها شبه غائب عن الوعي، ولا يتذكر ما حدث بعد كتابته لواجبه المدرسي؛ مما يشير إلى مهارة لغوية عند الطفل وتفكير قصصي متقدم بالنسبة لسنه، وأغلب الظن أنه يتابع الكثير من أفلام الخيال العلمي.