mena-gmtdmp

كيف أساعد طفلي على تكوين صداقات جديدة في المدرسة؟

صورة تعبر عن أصدقاء المدرسة
الطفل السليم هو الطفل الذي يكون صداقات ناجحة
من الطبيعي أن تتوقع الأم أن يفلت الصغير المدلل من بين ذراعيها، وأن يتحرك بعيداً عنها لكي يصبح لديه أصدقاء صغار، ويبدأ في تكوين علاقاته خارج نطاق البيت، ويحدث ذلك غالباً مع التحاقه بالمدرسة أو قبل ذلك حين يلتحق بالحضانة، ولأهمية الصداقة في حياة الطفل يجب أن تعرف الأم أن الطفل حين يكون بلا أصدقاء وحين يظل ملتصقاً بها لا يعني ذلك أنه طفل عادي بل إن هناك مشكلة في تربية الطفل تبدأ من عند الأم وعدم حرصها على دمج الطفل مع العالم من حوله.
على الأم تقع مسئولية اختيار الأصدقاء للطفل وقبل ذلك فعليها أن تساعده على أن يكون لديه أصدقاء في المدرسة، ولذلك فقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية الدكتورة هدى عابد حيث أشارت إلى الإجابة عن سؤال هام مع قرب حلول بداية العام الدراسي الجديد، وهو سؤال تطرحه العديد من الأمهات وهو كيف أساعد طفلي على تكوين صداقات جديدة في المدرسة من خلال عدة خطوات ومنها زرع الثقة في نفس الطفل منذ سن مبكرة، وغيرها من الخطوات التي يمكن التعرف إليها في الآتي:

راقبي مدى حماس طفلك لتكوين صداقات في المدرسة

أصدقاء المدرسة
  • راقبي حماس طفلك لكي يكون له أصدقاء؛ لأن الطفل الذي لا يكون له أصدقاء في المدرسة هو الطفل الذي يكون لديه أكثر من مشكلة ترتبط بشخصيته في المقام الأول، ولذلك يجب أن تلاحظي مدى ثقة طفلك بنفسه من خلال قدرته على الحوار مع طفل آخر أو طريقته في استرداد لعبته من طفل آخر قبل أن يبدأ العام الدراسي؛ لأن قدرة الطفل على التواصل مع المحيط ترتبط بقدرته تالياً في تكوين علاقات صحية وناجحة.
  • توقعي أن يكون طفلك المدلل أو الطفل الوحيد أقل قابلية في تكوين صداقات، ويجب عليك أن تشجعيه لكي يندمج مع الأطفال الآخرين لأن الطفل المدلل أو وحيد والديه يعتقد أنه من الصعوبة أن يكون الأطفال الآخرون مثل أشقائه وأنه يجب أن يظل منطوياً لأنه لا يمتلك إخوة على سبيل المثال، وهذا اعتقاد يجب أن تطرده الأم من عقل الطفل وتشجعه لكي يبني علاقة صداقة مع طفل مناسب ابتداء من مرحلة الحضانة.

عززي ثقة طفلك بنفسه لكي يتواصل مع الأطفال الآخرين

اعلمي أن الطفل العديم الثقة بنفسه هو طفل منطوٍ وخجول ويجب ألا تكوني سعيدة لأن طفلك يوصف ممن حوله بأنه طفل مؤدب وخجول، أو أنه طفل صامت لأن الطفل الذي لا يستطيع أن يتواصل مع من حوله عن طريق الحوار وتبادل الأفكار هو طفل مهزوز الثقة بنفسه، وسوف يكون مشكلة، وربما تكون الأم هي السبب وأول الأخطاء التي تقع بها الأم، وتؤدي لعدم ثقة الطفل بنفسه أنها تكون دائمة المقارنة بين الطفل والأطفال الآخرين، وحيث إنها تنسى أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال حتى أن هناك فروقاً بين الإخوة أنفسهم، ولو كانوا توائم واستخدام المقارنة بين الأطفال يُنشِئهم غير أسوياء لأن كل طفل لديه قدرات عقلية، وبناء على قدراته يستطيع أن يمتلك المهارات إضافة إلى عدم إهمال دور البيئة في التعزيز والتشجيع.

لا تتعجلي طفلك بأن يصبح لديه أصدقاء في المدرسة

زملاء المدرسة

امنحي الطفل بعض الوقت لكي يكون صداقات في المدرسة، فمن الخطأ أن تسأليه في اليوم الأول للمدرسة مثلاً: هل صادقت طفلاً في فصلك، لأن الطفل في أيامه الأولى يكون في مرحلة الاكتشاف، وقد يمضي معظم وقته صامتاً، ويتلفت حوله ويراقب تصرفات باقي الأطفال ويحاول أن يندمج، ولكنه يكون متردداً ولكن بالتدريج سوف يندمج مع الأطفال الآخرين خاصة حين تقع عيناه على أطفال يماثلونه، مثلاً أنهم يمتلكون حقيبة مثل حقيبته أو أن لديهم أدوات مدرسية تشبه أدواته، فهذه الأشياء الصغيرة تجذب الطفل ولذلك يجب أن تكوني حريصة عند اختيار الأدوات المدرسية وحقيبة المدرسة أن تكون هذه الأدوات شبيهة للمتوافر في السوق، وليست غريبة لكي تصبح أداة للجذب وليست لتعزيز شعور الطفل بالاختلاف.

كوني قدوة لطفلك من خلال اختيار دائرة أصدقاء مناسبين له

  • لاحظي أن الأم هي القدوة الأولى للطفل، وأن الطفل يتعلم عن طريق التقليد والتجربة، ولا يتعلم عن طريق الحفظ والتلقين وتلقي الأوامر، ولذلك فالأم الاجتماعية والناجحة هي أم صحية بمعنى الكلمة، وسوف يكون أطفالها مثلها تماماً بحيث يكونون قادرين على تكوين صداقات ناجحة تبدأ من حسن اختيار الصديق المناسب، ولذلك فالأم هي المفتاح وفي حال كانت الأم فاشلة أو منطوية في تكوين الصداقات أو أنها تختار اختيارات فاشلة فمن الطبيعي أن يكون أطفالها على الطريق ذاته.
  • اهتمي بأن تقدمي لطفلك صديقاً قديماً مثل صديق المدرسة والذي تعتزين بصداقته، واجتمعي به قبل بدء العام الدراسي الجديد واستعيدي معه وأم طفلك الذكريات حول طريقة التعارف الأولى والمواقف الجميلة التي مرت بكما، للحفاظ على صداقتكما، ويجب أن يكتشف الطفل بنفسه قيمة الصداقة وأنها إحدى الوسائل التي ينجح فيها الإنسان لتجاوز مشكلاته.

اقترحي عليه خيارات لاختيار الأصدقاء بمفرده

لعب الأطفال
  • اقترحي على طفلك ولكن دون إجبار أن يختار الأصدقاء بناء على أن يكون لديهم أشياء وهوايات مشتركة، وبناء على ذلك فيجب أن تبدئي وقبل التحاق الطفل بالمدرسة والحضانة، وغالباً ما يبدأ ذلك في سن الثالثة في أن تضعي أمام الأطفال حين يجتمعون سوياً مجموعة من الألعاب المتنوعة؛ لكي تتيحي لهم فرصة الاختيار مثل المكعبات وسيارات السباق الصغيرة.
  • امتدحي فريق الأطفال جميعاً وليس طفلك فقط حين ينجحون في اللعب سوياً دون شجار، وتوقعي أن يندمج طفلك بالتدريج معهم، كما أنه يجب أن تعرفي أن الطفل الذي يكون بطيئاً في الاندماج هو طفل متأنٍ وناجح لأنه لن يندفع لكي يلعب لمجرد اللعب دون أن يقرر من سيكون ضمن فريق لعبه، وغالباً ما يكون الطفل الذي يتوسط أي مجموعة من الأطفال بسرعة ويبدأ في اللعب معهم طفلاً فاشلاً في تكوين صداقات حقيقية لأنه يبحث عن الهدف وليس عن أسس الصداقة، فهو يريد أن يلعب حتى لو كان اللعب مع أطفال غير مناسبين له، وربما يقومون بضربه أو التسبب له بالأذى اللفظي أو المعنوي.
قد يهمك أيضاً: طرق لتشجيع طفلك على تكوين صداقات في المدرسة