تجربتي: مع طفلي الذي اكتشف قوة الذكاء الاصطناعي في الحركة والرياضة/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1824706-j%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A
2150401340
"دعوني أقص عليكم تجربتي بعيون الأم التي تراقب وقلب الأم الذي يتمني الصحة والعافية لطفلها. لم أكن أتخيّل يومًا أن أرى ابني الأصغر، آدم، يخرج من غرفته مبكرًا ليحمل حقيبة الرياضة بدل الهاتف، أو أن يطلب منّي مرافقته إلى الحديقة قبل غروب الشمس؛ لأنّ الإضاءة في هذا الوقت تساعده على التدريب بشكل أفضل، آدم عمره عشر سنوات فقط، ومنذ فترة قصيرة كنت أعاني كي أقنعه بترك جلسته الطويلة أمام الشاشة. وأفرحكم معي، لقد تغير شيء ما، وتغير كثيرًا! بدأت القصة بلحظة بسيطة، وهي عودة آدم من المدرسة متحمسًا بعد درس عن استخدام التقنية في الأنشطة اليومية، يومها جلس أمامي وقال بثقة طفل يعرف ما يريد: ماما أريد أن أستعمل الذكاء الاصطناعي لأصبح لاعبًا أفضل. ضحكت في البداية، اعتقدت أن حماسه مجرّد نزوة عابرة، لكنني لاحظت خلال الأيام التالية أنه يطلب مساعدتي لالتقاط صور لحركات قدميه، أو يسألني إن كان يستطيع تسجيل فيديو قصير وهو يركض، لم أفهم كل التفاصيل، لكنني فهمت شيئًا واحدًا؛ لدى آدم رغبة حقيقية في داخله للتحرك، وهذه بحدّ ذاتها معجزة صغيرة" وفي نهاية التجربة نلتقي والدكتور أحمد لطفي الباحث بعلم النفس لتقييم التجربة من خلال الرأي التربوي. طفلي آدم بين الأمس واليوم
آدم أمام الشاشة: يسأل واللوح الرقمي يُجيب
"دعوني أحكي تجربتي بسرد نهايتها السعيدة المفرحة أولًا قبل بدايتها؛ اليوم صديقاتي الأمهات حين أنظر إلى آدم، أرى طفلًا أقوى، أهدأ، وأكثر وعيًا بنفسه. أرى طفلًا يعرف كيف يستخدم العلم لصالحه، دون أن يتحوّل إلى عبودية للجهاز. أرى مستقبلًا جديدًا لا يبعد أبناءنا عن الحركة، بل يشجعهم على أن يعيشوها بحب، قد لا نملك دائمًا الوقت لنكون مدرّبين، أو أخصائيين، أو مرشدين رياضيين، لكننا نستطيع أن نكون الداعم الأول. وإذا كان الذكاء الاصطناعي هو الجسر الذي يساعد أبناءنا على اكتشاف أجسادهم وعالمهم، فلماذا لا نعبره معهم؟ بالمشاركة والتشجيع وتقديم عبارات الفخر لهم."
"انتقل آدم من لعبة بسيطة إلى وعي بالحركة، نعم! اكتشفت لاحقًا أن آدم يستخدم تطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، المكلف، والتي تستطيع قراءة شكل القدم، زاوية الركبة، أو اتجاه الجذع أثناء الجري أو ركل الكرة. كان يقف أمام الشاشة بعد كل محاولة ويحدّث نفسه بصوت منخفض: هنا لازم أثبّت رجلي... هنا لازم أرفع رأسي ،هنا لازم أبطّئ!! شاهدته وسمعته ولكنني لم أشأ التدخل، كنت أراقبه فقط، وأتعلّم معه، ولاحظت كيف بدأ يدرك جسده أكثر؛ كيف يقف؟ كيف يوازن خطواته؟ وكيف يستطيع بضغطة زر أن يرى ما لم يره من قبل؟ كانت تلك أول فائدة رأيتها بعيني: الذكاء الاصطناعي أعطاه وعيًا حركيًا لم يستطع أي مدرب وحده منحه إيّاه."
أداة ذكاء اصطناعي مقترحة: "تحليل حركة بسيط"، أداة توجه الطفل لفهم أوضاع جسمه دون أي تعقيد.
الأمان ودور التقنية في منع الإصابات
آدم أصبح قوي العضلات
وتتابع: "وبلا خجل أقولها صراحة: كنت خائفة دائمًا من إصاباته؛ الأطفال معروفون بالحماس والمبالغة في الحركة، ولا يعرفون حدود جسمهم! لكنّ شيئًا غريبًا حدث! صار آدم يقول: لا، يا ماما اليوم لازم أرتاح، التطبيق قال إن عضلات الساقين تحتاج يوم تهوية! حقيقة لم أكن أعلم أن التقنية وصلت إلى هذا الحد؛ فهم الإجهاد من الحركة، قراءة ضغط الخطوات، اقتراح تمارين خفيفة بدل العنيفة، وتنبيه الطفل بطريقة بسيطة إذا كانت حركة معيّنة ستؤذيه على المدى الطويل. وأكثر ما أثار دهشتي أنّ آدم بدأ يشرح لي ما يتعلّمه: ماما... لو ركّلت الكرة بهذه الزاوية مرات كثيرة، ممكن يصير ضغط على الكاحل، لكن لو عدّلت الوقفة، يصير الوضع آمن. كان يكرر الجملة وكأنه خبير رياضي، وكنت أبتسم، لأنني أعرف أنه يتعلم الأمان قبل الأداء.. وأنّ الذكاء الاصطناعي يعلّمه شيئًا تتمنّاه كل أم؛ أن يفهم حدود جسمه ويحترمها.
" أكبر مفاجأة كانت انتقال شغف آدم من ملعب المدرسة إلى الهواء الطلق، جاءني ذات يوم وقال: ماما... ما رأيك نخرج معا للتمشي اليوم؟ أريد أن أجرّب الطريق الذي يقترحه لي الذكاء الاصطناعي. لم أفهم في البداية، لكنه شرح لي أنه كان يستخدم خوارزمية بسيطة ترسم له مسارات مشي مناسبة لعمره وطاقته، ليست مجرد خرائط، بل اقتراحات مبنية على تضاريس المكان، درجة الارتفاع، مستوى الجهد المطلوب، وحتى عدد الاستراحات التي يحتاجها! خرجنا سويًا، ومشينا في طريق جديد لم نكتشفه من قبل، وكان يشرح لي كيف يقرأ التطبيق ميل الطريق، وكيف يخبره إن كان المسار آمنًا، أو إن كان يجب اختيار طريق آخر أقل انحدارًا، وللمرة الأولى لاحظت أن حركة ابني صارت ذكية ومدروسة لا عشوائية ولا متهورة. بدأ يسأل عن الرياح، وعن تأثير حرارة الأرض على الركض، وعن كمية الماء التي يحتاجها الإنسان في المشي الطويل وكان الذكاء الاصطناعي يستجيب له، ويشعره بأنه مستكشف صغير وأنا كنت المستفيدة الأكبر؛ لقد شعرت بعالمه يكبر فكبر قلبي معه."
,وتواصل أم آدم سرد تجربتها: "صرنا عائلة تتحرك أكثر، وتحوّلت جلستنا اليومية أمام التلفاز إلى وقت خروج. تغيرت أحاديثنا من أفضل ألعاب الفيديو إلى كيف نحسّن خطوة الجري، أصبح آدم هو الذي يشجعني، وليس العكس. كنت ألاحظ شيئًا جميلًا؛ كلما تعلّم آدم مهارة جديدة بتقنية جديدة، زادت ثقته بنفسه. كلما شعر أنه قادر على فهم حركة جسمه، زاد حبّه للنشاط الخارجي. بدأ يلعب كرة القدم بثبات، ويركض بخفة، ويجرب القفزات القصيرة دون خوف. ولم يعد يعتمد على الجهاز فقط... بل صار يفكّر بنفسه؛ أحس رجلي اليسار اليوم أثقل... سأخفف. كان يقول: الذكاء الاصطناعي لم يعلّمه أن يتحرك فقط ،بل علّمه أن يستمع لجسده."
الرأي التربوي
رسالة لكل أم عربية: التقنية ليست خصمًا، بل فرصة للنهوض والتميز والنجاح في الدراسة أو الهواية واللعبة.
كثير من الأمهات يخشين دخول الذكاء الاصطناعي في حياة أطفالهن، وهي للأسف مخاوف تؤخر طفلك ولا تدفعه للأمام.
الذكاء الاصطناعي لا يسلب طفولة الطفل، بل تجعله يعيشها في الهواء الطلق، ولا تعزله عن العالم... بل تقرّبه من الطبيعة. لا تدفعه للجلوس... بل تحفّزه على الحركة.
لم يقُل له "كن عبقريًا" بل قال له "افهم جسمك، استمتع، وكن آمنا، وهذا ما يحتاجه طفلنا اليوم؛ تقنية لا تأخذه من الحياة... بل تعيده إليها.
أداة ذكاء اصطناعي مقترحة: "خريطة حركة للأطفال" تساعدهم على اختيار نشاط مناسب لحالتهم.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.