لماذا يصبح الطفل الأكبر متسلّطاً عند قدوم المولود الجديد للعائلة؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%82%D9%88%D9%86/1823575-%D8%AA%D8%B3%D9%84%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1
يتحوّل طفلكِ الأكبر إلى شخص آخر مع قدوم مولود جديد
على غير المتوقّع، تلاحظ الأم أن طفلها الأكبر قد أصبح أكثر عصبيةً؛ بل إنه تحوّل إلى شخص متسلّط، وذلك مع قدوم المولود الجديد للعائلة. ولذلك فهو يبدأ في تقليد الأم من ناحية إلقاء الأوامر، أو يبدأ في الصراخ على إخوته الصغار ويطلب منهم تنفيذ أوامره؛ معتقداً أنه السلطة الأبوية في البيت. على الأم أن تعرف أنّ وجود طفل جديد في العائلة، يحوّل الطفل الأكبر خصوصاً، إلى شخص بحاجة للتعامل معه بحكمة وصبر؛ حتى يتجاوز مرحلة التسلُّط وليصبح قائداً حكيماً. ولذلك فقد التقت «سيدتي وطفلك» وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية رشا سالم؛ حيث أشارت إلى مشكلة هامة تواجهكِ، وهي: لماذا يصبح الطفل الأكبر متسلّطاً عند قدوم المولود الجديد للعائلة، وطرق ونصائح للتعامل معه حسب سنه، في الآتي:
لماذا يتغيّر الطفل الأكبر مع قدوم طفل جديد للعائلة؟
الغيرة من المولود الجديد
اعلمي أن هناك أسباباً مرتبطة بالتطوُّر العصبي لدى الطفل؛ فيجب أن تراعيها، تؤدي إلى أن يتغير سلوك الطفل الأكبر مع وجود طفل جديد. وهذه الأسباب تكمن في عدم نضج المنطقة المسؤولة عن التنظيم العاطفي، والتي تعرف بـ"prefrontal cortex". وحيث إن هذه المنطقة تنمو ويكتمل نموُّها بشكل تام حتى يصل الطفل إلى سن المراهقة. ولذلك ففي مرحلة دخول سن المراهقة، سوف تلاحظين أن طفلكِ قد استطاع أن يفرّق بين أسلوب التحكُّم بالآخرين، وأسلوب التحكُّم فيهم.
لاحظي أنه من الخطأ أن تعتقدي أنّ طفلكِ الأكبر سوف يساعدكِ في العناية بالأطفال الأصغر سناً؛ بل على العكس تماماً؛ لأن الطفل الأكبر كان يرى نفسه محور الكون، ولكن مع قدوم طفل آخر؛ فهو لا يستطيع أن يستوعب أنّ حب الأم يتسع لأكثر من طفل، وأن الحب والحنان يمكن أن يُقتسم بين الأبناء، وأن هذه غريزة وفطرة تتفوّق فيها الأمهات.
توقعي أن يهرع إليكِ طفلكِ الأكبر لكي يشكو إليكِ من تصرفات إخوته الآخرين، مثل أن يقول لكِ: انظري لابنتكِ الصغيرة، لقد لوّثت الحائط بالألوان، أو أن يقول لكِ: انظري، لقد بلل طفلكِ الصغير ثيابه. وهو يرى أنه أفضل سلوكاً من إخوته؛ فهو لا يرسم على الحائط، كما أنه يقضي حاجته في الحمام وبمفرده.
نصائح للتعامل مع الطفل المتسلّط مع قدوم المولود الجديد
من سن 3- 5 سنوات
لاحظي أن طفلكِ في هذا السن لا يستطيع أن يفرّق بين شعوره بالتهميش، وبين أن لديه مصادر قوة مثل: أنه يأكل لوحده ويعتني بنفسه، ولكنه في نفس الوقت يريد أن يثبت لنفسه أنه لازال مهماً، وأنه المتحكم والمسيطر داخل الأسرة لكي يشعر بالأمان. توقعي أن طفلكِ سوف يقلّد طريقة الكبار في التعامل، مثل: أن يطلب من أخيه الأصغر أن يجمع ألعابه المبعثرة، وهو يعتقد أنه يساعد الأم. والحل هنا يكمن في مساعدة الطفل في تكوين مفهوم العدل والبعد عن أسلوب المقارنة، وبالتالي يمكن أن تقولي له: هيا بنا نلعب لعبة القائد الذي يُسعد الجميع، بمعنى أن يساعد الأم، وفي نفس الوقت ألّا يُغضب باقي إخوته ولا يثير كراهيتهم له، بمعنى أن يشعر الطفل بأن دوره ممتع وليس متسلّطاً.
من سن 6- 9 سنوات
لاحظي أن طفلكِ في هذا السن: الطفل في هذه المرحلة سوف يبدأ في تكوين مفهوم مختلف عن العدالة والعدل في عقله، وحيث إنه سوف يشعر بالظلم حين تهتمين بالطفل الأصغر أكثر من اهتمامكِ به، ولذلك فمن الضروري في هذه المرحلة أن تعرفي أن طفلكِ يريد أن يكون مسؤولاً. ولكن يجب أن تعرفي الطريقة التي تضعينه فيها في إطار المسؤولية؛ بحيث لا يكون لديه مجال لكي يقارن بينه وبين باقي الإخوة؛ بحيث لا يقول لك عبارة مثل: أنا سوف أعاقب ابنكِ الأصغر لأنكِ تدافعين عنه دوماً. ولاحظي أنه سوف يستخدم كلمة "ابنك" وليس "أخي" تعبيراً عن شعوره بالظلم.
من سن 10- 13سنة
لاحظي أن طفلك في هذا السن: وهو على أعتاب مرحلة المراهقة، سوف يبدأ في اختبار الفرق بين مفهوم القوة والهوية، بمعنى أن ما يحدث معه، هو نتيجة طبيعية لما يُعرف بتطوُّر المخ العاطفي. ولذلك يجب أن تتوقعي سماع عبارة "أنا الابن الأكبر، لا أريد أحداً يخبرني بما يجب أن أفعله". ففي هذه الحالة، يجب أن تمنحي طفلكِ مساحة للاختيار وليس المقاومة، مثل أن تضعيه بين خيارين لمهمات سهلة وبسيطة، كأن يكون مسؤولاً عن استعداد الأطفال للنوم أو ترتيب الملابس في الخزانات؛ ففي هذه الحالة سوف يشعر بأنه قوي ويُعتمد عليه، ولكن من دون فرض سيطرته على الصغار.
نصائح عامة للأم للتعامل مع الطفل الأكبر المتسلّط على إخوته الصغار
طفلة تساعد أمها في المطبخ
اعلمي أن طفلكِ الأكبر ليس أنانياً مع قدوم طفل جديد؛ بل هو بحاجة لكي يتأكد منكِ، أنه لازالت لديه مكانته الأولى. وهو يريد بتصرفاته أن يقول لك: أريد أن أبقى كما كنتُ. وفي هذه الحالة يأتي دوركِ لكي تُشركيه في معظم أمور البيت، مع ملاحظة أنه غير قادر على المساعدة المتكاملة؛ فيكفي أن يقوم بخطوة مثلاً، ثم تقولين له: أشكرك، سوف أكمل الباقي، وهكذا. لاحظي أنه يمكنكِ التقليل من أعراض تسلُّط الطفل الأكبر، من خلال تهدئة جهازه العصبي بعبارات محفّزة تؤكّد على إمكانياته واعترافك بقدراته، والتأكيد له أن القيادة ليست حرباً ولا صراخاً، كما أن حبكِ له كما هو، ومكانته ثابتة ولم تتغير لديكِ، بمعنى أن الحبل العاطفي الذي تكوّن بينكِ وبينه كأول طفل شعرت معه بالأمومة، لازال ممتداً؛ فهو يسعد كثيراً حين يسمع لقب "الكبير"، أو حين يسمع الآخرين يكنّونك باسمه. خصصي وقتاً خاصاً لك ولطفلكِ الأكبر؛ بعيداً عن باقي الأطفال، واتركي له سراً صغيراً لكي يشعر بقيمته، وتعاملي معه على أساس أنه المهم. ولكن ليس معنى ذلك أن يظلم باقي إخوته الذين هم بحاجة للرعاية والاهتمام والتعلُّم على مبادئ أساسية في حياتهم، مثل: أن يتعلموا ارتداء ملابسهم بأنفسهم، ودخول الحمام من دون تبليل سراويلهم، وهكذا. قد يهمكِ أيضاً: 10 أضرار تصيب شخصية طفلكِ مبكراً بسبب التدليل الزائد